في وقتنا الراهن تُعتبر القيمة السوقية لشركة أرامكو السُعودية عملاقة الصناعات البترولية حديث العالم أجمع، ويرجع السبب وراء ذلك إلى ما تقوم بتحقيقه من أرباحٍ لا تُصدق في الآونة الأخيرة، وقد بدأ على إثر ذلك البحث عن التصنيف الخاص بالقيمة السوقية لأكبر شركات العالم، فما هو ترتيب أرامكو؟ وكم سعر السهم الخاص بها في وقتنا هذا؟ موقع سوبر بابا هُنا للإجابة عن كافة هذه الأسئلة.
القيمة السوقية لشركة أرامكو 1443-2022
وفقًا لأحدث الدراسات العالمية التي اختصت بالحديث عن علم الاقتصاد يعيش العالم أجمع في الوقت الراهن حقبة زمنية تتسم بغلاء الأسعار وارتفاعها إلى حدٍ كبير وملحوظ، وعلى الرغم من تأثير هذا الغلاء على كافة الصناعات من حولنا إلا أن هُناك أبوابًا ومجالاتً أكثر تأثُرًا من غيرها.
الحديث هُنا عن عالم الذهب الأسود أو الزيوت البترولية، فقد قفز سعر الخام من هذا الزيت إلى نسبة وصلت حتى 80%، مع العلم أنها مُعرضة للزيادة بشكلٍ يومي في واقع الأمر وفقًا للظُروف الاقتصادية التي يعيشها العالم أجمع في الوقت الراهن.
لا شكَّ في كون أكبر المُستفيدين من هذا الغلو في الأسعار هي شركة الزيت العربية السُعودية والتي تحمل اسم أرامكو، فوفقًا للخُبراء نالت هذه الشركة التابعة للقطاع العام في المملكة نصيب الأسد من العائد المادي الخاص بهذا المجال في الأيام القليلة الماضية.
تضج أبرز شركات الاقتصاد العالمية وغيرها من الصُحف بالحديث عن كون القيمة السوقية لشركة أرامكو السُعودية تخطت في صباح يوم الأربعاء الموافق تاريخ الحادي عشر من شهر مايو آيار لعام 2022م حاجز الـ 2.43 تريليون دولار أمريكي.
كما قد عبرت بين طياتها وفي عناوين أخبارها الرئيسية عن كون الوصول إلى هذه القيمة يُعد رقمًا قياسيًا للشركة، فلم يحدث على الإطلاق أن تخطت القيمة السوقية لشركة أرامكو حاجز الـ 2.4 تريليون دولار من قبل، وذلك بعد أن كانت القيمة الخاصة بها في نفس الوقت من العام الماضي تبلُغ 2.1 تريليون تقريبًا.
اقرأ أيضًا: في أي عام تم تصدير أول شحنة بترول من السعودية
شركة سُعودية تتربع على عرش الشركات العالمية
من الجدير بالذكر كون القيمة السوقية لشركة أرامكو والتي بلغتها مُنذ بضعة أيام لم تجعلها تكسر الرقم القياسي الخاص بها فحسب، فقد مكن هذا الارتفاع المهول في قيمتها من التربع على عرش الشركات العالمية لتكون الشركة الأكثر قيمة في العالم.
ما يعني أنها قد تفوقت على واحدةٍ من الأباطرة في هذا المجال ألا وهي شركة آبل للصناعات التكنولوجية، والتي لم تعرف القائمة مُتصدرًا غيرها مُنذ فترة ليست بالقصيرة، فقد تركت عملاقة التكنولوجيا الأمريكية الصدارة مُتراجعةً للمركز الثاني للمرة الأولى مُنذ مطلع عام 2020م.
ربط خُبراء التحليل المالي بين ارتفاع أسعار النفط وانخفاض الطلب على أسهم التُكنولوجيا، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه القيمة السوقية لشركة أرامكو انخفضت القيمة السوقية لنظيرتها آبل بمُعدل 5.2%، وهو ما زاد تفوق أرامكو وبلوغها مكانة من المُتوقع تربعها عليها لفترة طويلة من الزمن وفقًا للتوقعات.
العامل الرئيسي الذي تستند عليه هذه التوقعات هي كون سعر سهم آبل انخفض حتى وصل إلى 146.50 دولار أمريكي، ما خلق فارق بين القيمة السوقية لشركة أرامكو السُعودية وآبل الأمريكية بلغ 0.7 تريليون دولار تقريبًا، إذ أن قيمة الشركة الأمريكية في البورصة والأسواق الثانوية للأموال تبلغ 2.37 تريليون دولار أمريكي.
من الجدير بالذكر أن بعض الخُبراء تطرقوا إلى الحديث عن هذا النجاح بكونه مؤقت، وهو ما قوبل بتهكُم كبير في واقع الأمر، فحتى وإن لم تدُم هذه الخطوة كثيرًا إلا أن في صدار أرامكو قائمة أكثر الشركات في العالم قيمة تأكيد على تقلب القوى الاقتصادية، وهو ما لم يكُن في الحُسبان مُنذ فترة قصيرة فقط.
ارتفاع قيمة أرامكو يُهدد الاقتصاد الأمريكي
وصول القيمة السوقية لشركة أرامكو إلى ما آلت إليه لا يُعد انتصارًا لجانب الصناعات البترولية في الشرق الأوسط على الصناعات التكنولوجية في العالم فحسب، إذ أن هذا الارتفاع أضرَّ بسوق التكنولوجيا من جانبٍ آخر ألا وهو الاستثمار.
فمن المعروف كون المُستثمرين أذكياء بالحد الكافي الذي يجعلهم يضخون أموالهم بشكلٍ استثنائي في المشاريع الناجحة والتي من المتوقع سيادتها في قادم الأيام، وعلى إثر ذلك بدأت نسبة كبيرة من حيتان الأموال في العالم بالاستيقاظ من السُبات الآمن للاستثمار في آبل وغيرها من الشركات التكنولوجية والبحث عن ملاذٍ آخر للاستثمار.
ما طرأ في ذهنك في الوقت الراهن صحيح بلا أدنى شك، أرامكو هي الشركة التي يُنظر إليها بكونها الملاذ الآمن للاستثمار في الوقت الراهن حتى وإن كان ذلك بشكل مؤقت.
مع العلم أنه كُلما ارتفعت القيمة السوقية لشركة أرامكو كُلما أُجبر مجلس الاحتياطي النقدي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة الخاصة به، وذلك لدفع المُستثمرين للاستثمار فيه عوضًا عن الشركة السُعودية للصناعات البترولية.
لذا شهدت الآونة الأخيرة على إثر كافة هذه المُتغيرات قيام المجلس الفيدرالي بزيادة الفائدة بشكلٍ ووتيرة هي الأسرع مُنذ عُقود، وكُلما ارتفعت القيمة السوقية للشركة السُعودية كُلما مال المُستثمرون بشكل أكبر لتقليل الإيرادات المُستقبلية الخاصة بشركات التكنولوجيا ومجلس الاحتياطي النقدي على حدٍ سواء.
هذا ما قد يتسبب في انخفاض سعر الأسهم الخاصة بها، ناهيك عن ارتفاع الفائدة الذي أدى إلى خلق تضخم لم يكُن في الحُسبان في واقع الأمر ولم يراه أكبر المُحللين الاقتصاديين وأكثرُهُم حِنكة.
فوفقًا لقول جيمس ماير والذي يُعد أحد كبار المسؤولين الاستثماريين في شركة تاور بريد أدفايزرز ” Tower Bridge Advisors.” العالمية للاستشارات الاقتصادية يتم اعتبار الشركة السُعودية المُستفيدة الأكبر من جانبي التضخم السعري وشُح العرض في السوق، وقد ظهر ذلك في وصول سعر سهم أرامكو إلى 42.50 ريال سُعودي، بعدد أسهم مطروحة يزيد عن 16 مليون سهم.
اقرأ أيضًا: أسماء موظفي شركة ارامكو السعودية
عوامل تُرجح كفة الصناعات البترولية على التكنولوجية
من الجدير بالذكر أن القيمة السوقية لشركة أرامكو لا تُعد العامل الوحيد الذي قد يُهدد عرش الشركات التكنولوجية وعلى رأسها آبل في المنطقة، إذ أنه يتم النظر إلى معايير أُخرى قد تُعزز من هذا التهديد أبرزها:
1- قيود التوريد من الصين
يتم النظر إلى هذا العامل بكونه أحد أكبر ما قد تسبب في ترك شركة آبل الأمريكية لمركزها على قمة قائمة أعلى الشركات قيمة سوقية في العالم، وهو ما تسبب في تهديد باقي الشركات الإلكترونية بالتبعية.
الحديث هُنا عن نقص واردات السيليكون وشرائح شبه الموصلات التي يتم صنُعها منها واستخدامها في كافة الأجهزة الإلكترونية، وذلك على إثر اضطرابات كوفيد – 19 التي لا تزال مُستمرة في الصين.
من الجدير بالذكر كون هذه القيود كانت العامل الأبرز في ضعف الطلب على أجهزة آيفون، آيباد وآي ماك في الرُبعين الأول والثاني من عام 2022م، مع العلم أنه من المتوقع استمرار هذا الانخفاض في حجم الطلب إلى الرُبع الثالث وفقًا لما جاء على لسان المُدير المالي لشركة آبل لوكا مايستري.
السبب الرئيسي وراء ذلك يكمُن في كون الشركة لا تقوى في الوقت الراهن على إنتاج كم من الأجهزة يتناسب مع الطلب الحالي في السوق بسبب شرائح شبه الموصلات السابق ذكرها.
اقرأ أيضًا: أفضل سهم للشراء في السوق السعودي
2- ميل العُملاء إلى المُنتجات الرخيصة
يتم الاستناد في هذا المعيار إلى واحدةً من أقدم العلاقات في علم الاقتصاد على الإطلاق ألا وهي كون الزبائن كثيرًا ما يميلون إلى شراء المُنتجات الرخيصة بدلًا من المُنتجات التي تُحقق مبدأ القيمة مُقابل السعر في فترات الغلاء.
هذا يخلق مُنافسة سعرية في سبيل نيل رضاء العميل الذي يتوجه فكريًا في الوقت الراهن بالسعر نظرًا لبلوغ الماركات الأكثر كفاءة من المُنتجات التكنولوجية حدود سعرية لا منطقية، وهذا يتسبب في الواقع في تحول العُملاء الطبيعيين حتى للتفكير بتوجه سعري “price oriented customers” مع الشعور بالرضى عن امتلاك أجهزة أقل كفاءة.
من الجدير بالذكر أنه فور وصول القيمة السوقية لشركة أرامكو إلى ما وصلت إليه الآن قررت الإدارة المسؤولة عنها القيام بمنح سهم واحد مجاني عن كُل 10 أسهم يتم شراؤها من الشركة، وهو ما تم النظر إليه على أنه خُطوة لا تُعبر إلا عن مدى رجاحة عقل القائمين على إمبراطورية الذهب الأسود أرامكو.