الكبائر السبع المذكورة في القرآن والسنة يجب على كل مسلم ومسلمة العلم بها، حيث إن كثير من العباد يقترفون العديد من الهفوات في حياتهم اليومية ثم يُداومون على الاستغفار لمحوها وغفران المولى عز وجل لها، بينما توجد كبائر لا تُغتفر بالاستغفار فقط، وهي ما يوضحها موقع سوبر بابا بشيء من التفصيل.
الكبائر السبع المذكورة في القرآن والسنة
الكبائر هي الذنوب الكبيرة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، ويرتبط هذا الفعل بالعقاب الشديد من الله، كما أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ذكرها لأصحابه رضي الله عنهم؛ مما جعلهم ينقلونها عنه ليعرفها الأجيال التالية لهم من الأمة الإسلامية.
الجدير بالذكر أن الكبائر السبع المذكورة في القرآن والسنة تتراوح بين الكبيرة والصغيرة، وتختلف كلٌ منها في طريقة التوبة منها وابتغاء مراضاة المولى تعالى.
1- الشرك بالله سبحانه وتعالى
يُعد الشرك بالله من أعظم الذنوب التي قد يرتكبها المؤمن في حياته، حيث إنها تؤدي إلى تدمير وهلاك العبد، وذلك لأنها من الكبائر التي لا تغفر، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
- وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴿١٣ لقمان﴾
- إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤ فاطر﴾
- وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿٩٦ البقرة﴾
- قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤ آل عمران﴾
- سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ﴿١٥١ آل عمران﴾
أما عن السنة النبوية فهناك الكثير من الأحاديث النبوية التي اختصت بالحديث حول النهي عن الشرك بالله عز وجل، إلى جانب توضيح عقاب ذلك.
- قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ” قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:”الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً؟” أخرجه أحمد في مسنده وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
- قال الله تعالى في الحديث القدسي :(أنا أغْنَى الشُّركاء عنِ الشرك، مَن عمِل عملاً أشْرَك معي فيه غيري تركتُه وشِرْكه) رواه مسلم.
- قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:(ألاَ أُنبِّئكم بأكبرِ الكبائر؟ الإشراك بالله) متفق عليه.
- قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:(مَن علَّق تميمةً فقد أشرك) رواه مسلم وابو داود.
الجدير بالذكر أن الشرك بالله من الكبائر السبع المذكورة في القرآن والسنة لكنه ينقسم إلى نوعين.
- الشرك الأصغر: لا يخرج به العبد عن ملة الإسلام، مثل الحلفان بغير الله، وهذا النوع من الشرك يمكن أن يغفر لصاحبه في حالة التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بتوبة نصوحة.
- الشرك الأكبر: يتمثل في شرك أحد في ألوهية الله عز وجل، مثل عبادة الأصنام وغيره من الاعتقادات الأخرى، وهو الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع من وقع في الكبائر والتوبة منه
2- قتل النفس التي حرمها الله
واحدة من أكبر الكبائر التي قد نهي عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حين قال:
- ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)﴾
- ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)﴾
- ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)﴾
- ﴿يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)﴾
كما حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة عن ارتكاب السبع كبائر في الإسلام والتي من بينها قتل النفس التي حرمها الله وسفك الدماء.
- عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض“
3- اتباع أعمال السحر
من ضمن الكبائر السبع المذكورة في القرآن والسنة أعمال السحرة والشعوذة والتي أنهى عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، حيث من يتبع أعمال السحر بمختلف أشكاله يعتبر خارج الشريعة الإسلامية.
يعود الأمر في ذلك إلى أن في أعمال السحر يتم الاستعانة بالجن والشياطين لقضاء الحوائج، وذلك ما قد نهى عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز.
- وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ … ﴿١٠٢ البقرة﴾
- قَالَ مُوسَىٰ أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ ۖ أَسِحْرٌ هَـٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ﴿٧٧ يونس﴾
- وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧ الأنعام﴾
كما أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حرص على ذكر التحذير عن أعمال السحر والشعوذة والاستعانة بالجن.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله “اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : وما هن يا رسول الله ؟ قال : الشرك بالله والسحر …” (متفق عليه ).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال ” من عقدَ عُقدةً ثمَّ نفثَ فيها فقد سحَرَ ومن سحرَ فقد أشرَكَ ومن تعلَّقَ شيئًا وُكلَ إليْهِ ” ({واه النسائي “.
- عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله قال ” مَنِ اصْطَبَحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ، لَمْ يَضُرَّهُ ذلكَ اليومَ سَمٌّ، وَلَا سِحْرٌ ” (رواه البخاري ).
- عن جندب بن كعب أن رسول الله قال ” حد الساحر ضربة بالسيف ” (رواه الترمذي وصحح العلماء أنه موقوف على الصحابي).
اقرأ أيضًا: كيفية التوبة من الزنا
4- أكل الربا
ربا البيع من الكبائر السبع التي حذر منها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، مثل “ربا الأموال والذهب والفضة والملح والشعير” وهو يشير إلى الزيادة في المال دون مجهود أو عمل لذلك، وقد ذكر الله الربا في الكثير من الآيات القرآنية الكريمة.
- الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ … إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ … ﴿٢٧٥ البقرة﴾
- يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦ البقرة﴾
- وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦١ النساء﴾
كما أن رسولنا الكريم قد حذرنا من التعامل بالربا كونه من السبع موبقات التي حرمها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز.
- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مرفوعاً: «الذهب بالذهب رِباً، إلا هَاءَ وَهَاءَ، والفضة بالفضة ربا، إلا هَاءَ وهَاءَ، والبُرُّ بالبُرِّ ربا، إلا هاء وهاء. والشعير بالشعير ربا، إلا هاء وهاء».
5- أكل مال اليتيم
ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه المُبين أن أكل مال اليتيم من الكبائر التي لا تغفر، حيث يأتي مال اليتيم يوم القيامة ويخرج من الجسد مثل النار، ومن الفم والأذن والعين، وقد ذكره تحريمه في الكثير من الآيات القرآنية الكريمة.
- “وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ۚ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا“
إلى جانب ذلك، هناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي اختصت بالتعرف على عقوبة أكل مال اليتيم.
- ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ”
6- ترك الصلاة
من أهم الكبائر السبع المذكورة في القرآن والسنة، وذلك لأنها أولى الأعمال التي سوف يحاسب عليها المؤمن عن الموت، كما أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن تارك الصلاة مثل الكافر.
- ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103)﴾
اقرأ أيضًا: أدعية التوبة النصوحة من الكبائر
7- قذف المحصنات المؤمنات الغافلات
قد حرم الله سبحانه وتعالى الافتراء على النساء والمؤمنات واتهامهن بالباطل.
- إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ [سورة النور:23-25].
أما عن قذف المحصنات في الأحاديث النبوية الشريفة.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: “اجتنبوا السبع المُوبِقَات، قالوا: يا رسول الله، وما هُنَّ؟ قال: الشركُ بالله، والسحرُ، وقَتْلُ النفسِ التي حَرَّمَ الله إلا بالحق، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّوَلّي يومَ الزَّحْفِ، وقذفُ المحصناتِ الغَافِلات المؤمنات”.
العبد المسلم الذي يعي جيدًا عذاب الله للكافرين والمُكذبين بما أنزل لا يقترب من طرق اقتراف الكبائر التي تحول بينه وبين الجنة.