المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي

المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي

المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي تعتبر هي الشكل الأسمى للفنون الإنسانية الحديثة، كما تتميز عن باقي المدارس الفنية بشكل كبير من حيث الفكر والمضمون، كذلك جذبت العديد من الفنانين حول العالم، وبيعت لوحات تلك المدرسة بملايين الدولارات، ومن خلال موقع سوبر بابا نتناول جميع معالم هذا الاتجاه الإبداعي.

المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي

المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي

تميزت هذه المدرسة بالتعبير عن العواطف والمشاعر النابعة من الفنان عند ملامسته لعنصر معين من البيئة المحيطة أو معايشة تجربة عاطفية أو مروره بحالة نفسية معينة، فيكون الفنان هو العنصر الرئيسي في محتوى اللوحة، كما لا يلتزم فنانين هذا الاتجاه الفني بالواقع بل عليهم خلق واقع جديد نابع من تجاربهم.

  • هذه المدارس تعتبر امتدادات منطقية للحركات الفنية في أوروبا أواخر الحقبة الفنية السابقة خلال القرن التاسع عشر.
  • حيث يمكن للفنان التعبير ليصف العناصر البيئية أن يحذف الصور الحقيقية للعالم من مخيلته لتبقى هذه المشاعر والعواطف.
  • من منظور الناقد جيرالد ويلز يعتبر الاتجاه التعبيري هو أكثر مذهب فني يتبنى مبدأ الذاتية المفرطة.
  • يطلق اسم المدرسة التعبيرية على الحركة الفنية التي تلت المدرسة التأثيرية.
  • يطلق هذا الاسم على كل عمل ينتمي يمثل الطبيعة ويحاكيها بهدف التعبير عن الانفعالات الذاتية والمشاعر الدفينة.
  • كما يتضمن هذا الاتجاه التشكيلي بعض الفنون الحديثة التي تميزت بأسلوب تلقائي وفطري.
  • تعتبر المدرسة التعبيرية شاهدًا على العصر من الناحية النفسية للشعوب في كل حقبة زمنية، ويمكن مضاهاتها بالأحداث التاريخية والحروب للوصول إلى تحليل نفسي جمعي شامل.

اقرأ أيضًا: المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي

تاريخ الحركة التعبيرية

تميزت بداية القرن العشرين بظهور بعض الاتجاهات الفنية الجديدة مثل الوحشية والتكعيبية في الفن التشكيلي، كما أثارت تلك المدرسة تحديدًا الكثير من الجدل في الأوساط الفنية.

  • ظهرت هذه الحركة الفنية عام 1901 في فرنسا وذلك بعد تقييم لوحات لفان جوخ وغوغان.
  • حيث وجد النقاد والمفكرين أن لوحاتهم لها سمة انطباعية عن الأشياء في لحظة معينة، وليس في المطلق.
  • نشأت في جو يملأه القهر والظلم والفقر، وكانت تعبيرًا عن حالة اليأس والإحباط التي كانت تخيم على هذا العصر إبان الحرب العالمية الأولى.
  • ازدهرت المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي في ألمانيا وتمددت من عام 1910 حتى عام 1925.
  • كانت بداية انطلاقها الحقيقي من دولة ألمانيا إلى جميع الدول الأوروبية الأخرى.
  • كان للكاتب السويدي أوجوست سترندبرج والشاعر الأمريكي والت وايتمان دورًا كبيرًا في بلورة هذا الاتجاه الفني الحديث.

اقرأ أيضًا: قصة لوحة العشاء الأخير

خصائص المدرسة التعبيرية

تحرر الفنان التعبيري من الواقعية في وصف العناصر، حيث تسمح المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي بالتغيير والتبديل في الأشكال الطبيعية، بهدف إيجاد تأثيرات انفعالية.

  • تجسد اللوحة التعبيرية أهم الحالات الذهنية النفسية والعاطفية التي تثيرها العناصر المحيطة في نفس الفنان.
  • استخدم رواد تلك الحركة الفنية تقنية تكثيف وتشويه الألوان والخطوط القوية.
  • يعتبر الفنان هو العنصر الأساسي لمكونات اللوحة مهما كانت العناصر التي يتناولها.
  • تنعكس الحالة النفسية والعاطفية للفنان في ضربات الفرشاة على القماش والتقنية المستخدمة.
  • عبر رواد تلك المدرسة عن الغضب من خلال التشويه والمبالغة، إلى جانب التطبيق العنيف والديناميكي المعاصر في ذلك الوقت.
  • لا يلتزم الفنان بالواقع أو بالرصد الحقيقي للمجتمع ويعبر عوضًا عن ذلك عن حالته الداخلية تجاه هذا الرصد.

مواصفات اللوحة التعبيرية

ما يميز المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي هي الشاعرية والعاطفية الشديدة تجاه البيئة المحيطة، والنظرة الشخصية البحتة دون التفات إلى سمات العناصر في الطبيعة أو الوصف الدقيق دون تدخل فيها، مثل الحيادية التي تتبناها المدرسة الواقعية، ويعد هذا هو الفارق الأساسي بين الاتجاهين.

  • يمكن تمييز اللوحة التعبيرية بسهولة من خلال الجرأة والقسوة الملحوظة والكثافة البصرية.
  • لا يشترط ان تكون اللوحة جميلة من الممكن أن تعبر عن اليأس أو الخوف أو الصدمة.
  • استخدم رواد ذلك الاتجاه الفني الخطوط الخشنة والمشوهة بضربات عنيفة من الفرشاة تعبر عن الغضب والعنفوان في كثير من الأحيان.
  • لا يشترط في اللوحة التعبيرية تناسق أو توازن الألوان، فقد يكون التضارب والتناقض هو الشكل الأمثل للتعبير عن موضوعات العصر.
  • تركيبات اللوحة تكون مزدحمة وتخلو من الاستقرار، لأنها غالبًا ما تعبر عن اضطرابات نفسية.
  • كما أن اللوحات تحتوي على الشحنات الإنسانية العالية وتعبر عن الألم والمعاناة للفنان وبالتالي عن الإنسان المعاصر.

اقرأ أيضًا: تعريف الفن التجريدي

أهم رموز الاتجاه التعبيري

لنتمكن من التعرف على المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي بشكل كامل يجب علينا أن نتعرف على أهم رواد هذه المدرسة، واللوحات العظيمة التي كونت هويتها وأصبحت علامة مميزة لها، لنتعرف على كيفية تطبيق الحالة النفسية بصورة مرئية بهدف التواصل مع المتلقي.

1- فان جوخ

المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي

المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي

  • ولد الفنان الهولندي فان جوخ في 30 من شهر مارس عام 1853 في مدينة جروت زندرت.
  • انتمى إلى اتجاه ما بعد الانطباعية في بداياته، وأثارت لوحاته المليئة بالإحساس والمعاناة دهشة العديد من متذوقي الفن التعبيري والتشكيلي عامةً.
  • كما أثرت الألوان الجريئة والمجددة تأثير واضح على الأوساط الفنية في القرن العشرين.
  • قصة فان جوخ ألهمت العديد من الفنانين، حيث كافح كثيرًا لمقاومة الاضطرابات النفسية التي أرقت حياته.
  • لم يستمتع فان جوخ بنجاحه الباهر حيث ظل فقيرًا وغير معروف طوال حياته.
  • انتحر فان جوخ في فرنسا عام 1890 في سن السابعة والثلاثون بواسطة طلق ناري.
  • من أهم أعماله لوحة آكلو البطاطا وليلة النجوم ومنظر البحر في شيفيننغن.

2- إدوارد مونش  

المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي

المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي

  • إدفارد مونك أو إدوارد مونش ولد عام 1863 في 12 ديسمبر كان فنانًا تعبيريًا نرويجيًا حظي بشهرة عالمية.
  • اشتهر ايضًا بصناعة الطباعة بجودة ودقة وألوان رائعة.
  • اعتمد مونش في التعبير على مجموعة مختلفة من التقنيات الجديدة وغير النمطية بالفرشاة.
  • كما استخدم العديد من الخامات التي لم تكن موجودة من قبل.
  • أثرت لوحاته المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي طوال فترة ثمانينيات القرن التاسع عشر وبداية تسعينيات القرن التاسع عشر.
  • حيث كافح كثيرًا لتحديد أسلوبه، وتكوين الهوية الفنية الخاصة به.
  • توفي مونش عام 1944 في الثالث والعشرون من يناير.
  • تعد لوحة الصرخة الشهيرة هي أشهر لوحاته وأعظمها على الإطلاق.

3- جيمس إنسور

المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي

المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي

  • جيمس إنسور هو فنان بلجيكي عاش بين عامي 1860 و1949 وتوفي في أوستند في عمر التاسعة والثمانين.
  • يعتبر جيمس إنسور من الرواد المؤسسين للاتجاه التعبيري في الفن التشكيلي.
  • من أشهر أعماله لوحة دخول المسيح إلى بروكسيل، والتي تم رسمها بواسطة ألوان زيتية على لوحة من القماش.
  • تشابه مع باقي رواد المدرسة التعبيرية الآخرون في تفردهم وبحثهم عن الذات والأسلوب الأصلي الخاص به.
  • غلب على لوحاته تناول المناظر الطبيعية لاسيما البحر والجبال، إلى جانب تناول بعض المشاهد التاريخية.
  • أنتج إنسور في ثمانينيات القرن التاسع عشر لوحات تتضمن موضوعات دينية ظهرت فيها جرأته في التعبير والتحرر من الواقع.
  • كما اتسمت لوحاته بغرابة المقامات اللونية الصارخة
  • على الرغم من أن بدايات إنسور كانت تنتمي إلى المدرسة الواقعية إلى أن أشهر أعماله تندرج تحت مسمى الفن التعبيري.
  • أتم إنسور تعليمه في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة.

تعتبر المدرسة التعبيرية في الفن التشكيلي هي الملهم الأول للعديد من الأعمال الفنية التشكيلية والأدبية والموسيقية أيضًا، نظرًا لتفرد الفنان التعبيري بالرؤية العميقة للبيئة المحيطة والمنظور الذاتي والفلسفي للعناصر.