القبر: المحطة الأولى في الآخرة
يعد القبر هو المحطة الأولى للآخرة، حيث صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنزلٍ من مَنازلِ الآخرةِ، فمن نجا منهُ فإن ما يأتي بعدهُ أسهلُ، وإن لم ينجُ منه فإن ما بعدهُ أشدُّ” وذكر أن “ما رأيتُ مَنظرًا قطُّ إلَّا القبرُ أفظعُ منهُ”. فعندما يدخل الإنسان القبر، يلتقي الملكان المعينان بالسؤال عنه، فيسألانه عن ربه، ودينه، ونبيه، أي إيمانه وما كان عليه في الدنيا. فإن كانت إجابته صحيحة، كان ذلك خيرًا له، بينما إذا لم يتمكن من الإجابة، فإنه يتعرض لعذاب مؤلم، ويأتيه ملائكة ذو وجوه بيضاء إن كان من الصالحين، وملاكة ذو وجوه سوداء إن كان من الفاسدين، وهي الفتنة التي تُختبر بها الروح.
نماذج من نعيم القبر
يتمتع المؤمن بنعيم القبر حتى قيام الساعة، وقد أوردت الأدلة بذلك، حيث ينتقل من نعيم القبر إلى نعيم الجنة الدائم، وذلك بفضل الله ورحمته. ومن مظاهر نعيم القبر أن للمؤمن فيه فراشاً من فراش الجنة، ويرتدي من لباسها، بالإضافة إلى فتح باب له من الجنة في قبره، يأتيه من طيبها ونسيمها، فيستمتع بما فيها من نعيمٍ يُطمئن قلبه، ويمتد له في قبره، ويفرح لرؤية مقعده في النار، وقد أبدله الله بمقعدٍ في الجنة، ويتطلع بشوق ليوم ينال فيه رضوان الله وثمرات الجنة، ويُضيء قبره، وينام فيه كما تنام العروس، وذلك بفضل عيشه المريح.
صور من عذاب القبر
يتعرض الإنسان لعذاب القبر بحسب ما اقترفه من ذنوب خلال حياته، سواء كان كافراً أو عاصياً. من أنواع العذاب التي يتعرض لها أهل القبور أن يُضربوا بمطرقةٍ من حديد، وتُفرش لهم نارٌ في قبورهم، كما يفتح للميت في قبره بابٌ إلى النار، وهذا يزيد من ضيقه، كما يُضرب بمطرقة هائلة، تُمكن من تحطيم الجبال. وكثير منهم لا يتمنى أن تقوم الساعة لما يعيشه من عذاب في الآخرة، وقد يُخسف به في الأرض، ويُشق جانبي فمه، كما يُرضخ رأسه بالحجارة.