تأثيرات البطالة المقنعة
تعد البطالة المقنعة من الظواهر التي تؤثر سلبًا على الأفراد والمجتمع، وتمثل تحديًا اقتصاديًا كبيرًا للدول. ومن بين الآثار السلبية التي تترتب على هذه الظاهرة نذكر:
- ارتفاع مستوى الفقر: عندما يُجبر الأفراد على العمل في وظائف لا تتناسب مع مهاراتهم، فإنهم غالبًا ما يتلقون رواتب تقل عن المتوسط. هذا يؤدي إلى معاناة العديد من الأسر التي كانت تعيش في مستوى معيشي جيد، مما يسبب ضغوطًا مالية عليهم.
- مشكلات نفسية: يعاني الكثير من الأشخاص من التوتر والقلق نتيجة عدم قدرتهم على توفير احتياجات أسرهم، مما يسبب لهم مشاعر نقص وعجز، وهذه العوامل تؤثر سلباً على صحتهم النفسية.
- هجرة الكفاءات: يضطر العديد من الأفراد ذوي التخصصات النادرة والمميزات إلى مغادرة وطنهم بحثًا عن فرص أفضل بسبب عجزهم عن تأمين احتياجاتهم الاجتماعية والمالية.
- انخفاض أرباح الشركات: توظيف الشركات لعدد كبير من الموظفين يفوق حاجتها، بالتزامن مع ضعف الإنتاجية، يؤدي إلى تكبد الشركات خسائر، إذ تاضطر لدفع الرواتب من الأرباح المحدودة أو من رأس المال.
- التأثير السلبي على الاقتصاد: تساهم ظاهرة البطالة المقنعة في تدهور الاقتصاد بشكل عام، مما يؤثر بشكل مباشر على العائدات المالية لكل أفراد المجتمع.
- محدودية قدرة الشركات على زيادة الأجور: الحافز الأساسي لتعزيز أداء الموظفين هو زيادة الأجور والمكافآت. ومع تفشي البطالة المقنعة، تعجز الشركات عن تقديم زيادات في الرواتب، مما يؤدي إلى انخفاض الدافع وتحفيز الأفراد، وبالتالي يؤثر على تطور الشركة.
تعريف البطالة المُقنّعة
تشير البطالة المقنعة إلى حالة يحدث فيها تكدس للموظفين يفوق الاحتياجات الفعلية للوظيفة أو المؤسسة، حيث يتقاضى عدد من هؤلاء الموظفين رواتب كغيرهم، رغم أن إنتاجيتهم تتدنى إلى مستويات قريبة من الصفر. في حال الاستغناء عنهم، لن يترتب على ذلك نقص في إجمالي الإنتاج، بل قد يشهد الإنتاج تحسنًا إذا تم التخلص منهم، نظرًا لعدم وجود قيمة مضافة من توظيفهم.
أسباب البطالة المقنعة
تعددت الأسباب التي تسهم في تفشي ظاهرة البطالة المقنعة، ومن أبرزها:
- ضعف النشاط الاقتصادي: الدول التي تعاني من ضعف الاقتصاد وتفتقر إلى القدرة على خلق فرص عمل كثيرة تلجأ غالبًا إلى تجميع عدد من الموظفين دون الحاجة لذلك.
- الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا: ساهم استخدام التكنولوجيا في الأعمال والقطاعات المختلفة في تقليل حاجة الشركات للقوى العاملة، فبفضل استخدام الكمبيوترات، يمكن تحقيق ما يقوم به ثلاثة أو أربعة موظفين في آن واحد، مما يسبب فائضًا في عدد العمال.
- تسريح العمال: تساهم عملية تسريح عدد كبير من العاملين في بعض الشركات في خلق بطالة، مما يضطر الكثير من الأفراد للعمل بدوام جزئي أو في مجالات لا تتماشى مع تخصصاتهم.
- توظيف غير المؤهلين: تحقيق النجاح في المهام الإدارية يتطلب وجود الشخص المناسب في الوظيفة المناسبة. ولكن أحياناً يتم توظيف أشخاص غير أكفاء دون النظر إلى المؤهلات المطلوبة أو مدى توافقهم مع طبيعة العمل.
- تقدير خاطئ لاحتياجات الشركات: عند تأسيس أي شركة جديدة، يقوم المسؤولون بتحديد عدد الموظفين اللازمين، ولكن مع التقدم في العمل يلاحظ المديرون أنهم بالغوا في تقدير العدد، مما يجعلهم يواجهون ظاهرة البطالة المقنعة.