الآثار السلبية لتلوث الهواء
فيما يلي أبرز الآثار السلبية لتلوث الهواء على صحة الإنسان والبيئة:
على صحة الإنسان
يتضمن تلوث الهواء مجموعة من الغازات والجسيمات العالقة التي تسبب العديد من القضايا الصحية، ومن أبرزها:
- الأمراض المرتبطة بنظام القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تصلب الشرايين، وقصور القلب، وارتفاع ضغط الدم، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية، واضطرابات نظم القلب.
- مشاكل الرئة مثل الربو، والانقطاع التنفسي المزمن، والتهاب الشعب الهوائية، وضعف وظائف الرئة، وسرطان الرئة، والحساسية. وقد أظهرت الأبحاث أن خطر الإصابة بسرطان الرئة يزداد عند العيش بالقرب من الطرق الرئيسية، أو نتيجة للتعرض الطويل للازدحام المروري.
- تؤدي التعرض المستمر لتلوث الهواء إلى ارتفاع معدلات الوفيات، حيث يُقدر أن حوالي 800 ألف حالة وفاة مبكرة تحدث سنوياً وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.
- يعتبر التعرض لهذا التلوث أكثر خطورة بالنسبة للأطفال، والنساء، وكبار السن المصابين بأمراض القلب، والسكري، والسمنة، لأنه يعزز من سرعة تطور هذه الأمراض.
على البيئة وكوكب الأرض
يمكن أن يؤدي تلوث الهواء إلى مجموعة متنوعة من التأثيرات السلبية على البيئة، ومنها:
تشكّل المطر الحمضي
يعرف المطر الحمضي (بالإنجليزية: Acid Rain) بأنه المطر الذي يحتوي على كميات ضارة من حمض النيتريك والكبريتيك. تتشكل هذه الأحماض بشكل رئيسي من أكاسيد النيتروجين والكبريت المنبعثة إلى الغلاف الجوي نتيجة احتراق الوقود الأحفوري، حيث تختلط بمياه الأمطار أو الثلوج وتسقط على الأرض، مما يعجل بعملية تآكل المباني، والتماثيل، والمنحوتات التي تعبر عن التراث الوطني، كما يتسبب في تلف الأشجار، وزيادة حموضة التربة والمياه، مما يجعلها بيئة غير مناسبة للعديد من الكائنات الحية والأسماك.
فرط المغذيات في المسطحات المائية
يعتبر وجود العناصر الغذائية مثل النيتروجين في البحيرات ومصبَّات الأنهار أمرًا طبيعيًا، ولكن ارتفاع تركيزاتها في المياه يؤثر سلبًا على توازن وتنوع الحياة النباتية والحيوانية. يعود ذلك إلى الأنشطة البشرية التي تساهم في انبعاث كميات كبيرة من أكاسيد النيتروجين، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبتها في النظم البيئية المائية، وبالتالي حدوث فرط المغذيات (بالإنجليزية: Eutrophication).
تشكّل الضباب
ينتج الضباب (بالإنجليزية: Haze) عن تشتت أشعة الشمس بسبب الجسيمات الصغيرة العالقة في الهواء الملوث، مما يقلل من مدى وضوح الرؤية. يمكن أن يتم إطلاق هذه الجسيمات الصغيرة مباشرة إلى الغلاف الجوي من عدة مصادر، مثل محطات الطاقة، والمنشآت الصناعية، والسيارات، وأنشطة البناء، ويمكن أن تتشكل أيضًا نتيجة انبعاث الغازات مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين.
التأثير السلبي على الحياة البرية
يتعرض الإنسان والحيوانات لمشاكل صحية عند التعرض لتركيزات عالية من المواد السامة في الهواء، أو المترسبة في التربة والمياه السطحية. تشير الدراسات إلى أن ملوثات الهواء تساهم في حدوث تشوهات خلقية ومشاكل في الإنجاب لدى البشر، بالإضافة إلى العديد من الأمراض التي تصيب الحيوانات، حيث تُعد المواد السامة التي تبقى لفترات طويلة في الهواء وتتحلل ببطء مصدرًا للضرر الكبير في النظم البيئية المائية.
تلف المحاصيل الزراعية والغابات
يمكن أن يؤدي تلوث الهواء إلى تدمير المحاصيل الزراعية والأشجار. حيث يُعتبر غاز الأوزون القريب من سطح الأرض عاملاً مقللاً من الإنتاج الزراعي وقدرة الشتلات على النمو. كما يزيد من احتمالية إصابة النباتات بالآفات والأمراض مما يقلل من قدرتها على تحمل الظروف البيئية القاسية.
تغير المناخ العالمي
يحتوي الغلاف الجوي للأرض على خلاصة متوازنة من الغازات التي تحتجز جزءًا من الأشعة الشمسية، مما يحافظ على استقرار درجة حرارة الأرض. ولكن الإنتاج الإنساني لكميات كبيرة من الغازات الدفيئة أدى إلى مزيد من احتباس الحرارة، مما يزيد من متوسط درجة حرارة الأرض. وهذا ما يُعرف بظاهرة الاحترار العالمي (بالإنجليزية: Global Warming).
يؤثر الاحتباس الحراري بشكل كبير على صحة الإنسان، والمنتجات الزراعية، والموارد المائية، والغابات، والحياة البرية، والمناطق الساحلية، كما يؤدي إلى تغير المناخ العالمي (بالإنجليزية: Global climate change).
اضمحلال طبقة الأوزون
تشكل وجود غاز الأوزون في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، تحديدًا في الستراتوسفير، طبقة تحمي الحياة من ضرر الأشعة فوق البنفسجية. إلا أن انبعاث بعض المواد الكيميائية من قبل البشر مثل مركبات الكلوروفلوروكربون، ومركبات الهيدروكلوروفلوروكربون، أدى إلى تآكل طبقة الأوزون تدريجياً (بالإنجليزية: Ozone depletion)، مما زاد من مستويات الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الأرض.
تسبب زيادة الأشعة فوق البنفسجية في زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل سرطان الجلد، وإعتام عدسة العين، وضعف جهاز المناعة. كما قد تلحق هذه الأشعة الضرر ببعض المحاصيل الزراعية وتقلل من إنتاجها. والجدير بالذكر أنه بالرغم من فوائد الأوزون، فإنه يمكن أن يُعتبر ملوثًا يضر بالصحة إذا وجد بالقرب من سطح الأرض.
الآثار السلبية لتلوث الماء
فيما يلي أبرز التأثيرات السلبية لتلوث الماء على صحة الإنسان والبيئة:
على صحة الإنسان
يتسبب تسرب الملوثات إلى المسطحات المائية في إلحاق الضرر بالإنسان وتقليل موارد المياه الصالحة للشرب. أظهر تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2017 أن حوالي 2.1 مليار شخص حول العالم لا يتوفر لهم مياه صالحة للشرب.
كما أظهرت تقارير عام 2019 أنّ حوالي 785 مليون شخص يفتقرون إلى موارد مياه الشرب الأساسية، مما يسبب آثارًا خطيرة على صحة الإنسان، ويعزز انتشار العديد من الأمراض. سجّلت منظمة الصحة العالمية حوالي 120 ألف حالة وفاة سنوياً مرتبطة بمرض الكوليرا. تجدر الإشارة إلى أن عملية تنظيف وتنقية المسطحات المائية من الملوثات تمثل تحدياً مكلفاً، إلى جانب التكاليف الصحية المرتفعة لعلاج الأمراض الناتجة عن تلوث المياه.
على البيئة وكوكب الأرض
تُعتبر الحيوانات والنباتات التي تعتمد على البيئات المائية الأكثر تأثرًا بتلوث المياه، ومن أبرز الآثار:
تلوث المياه بالمغذيات الضارة
يؤدي تلوث المياه بالمغذيات الضارة إلى تعزيز نمو النباتات والطحالب في البحيرات والمسطحات المائية، مما يقلل من مستويات الأكسجين في الماء. هذا نقص الأكسجين يتسبب في موت بعض النباتات والحيوانات، مما يؤدي إلى ظهور مناطق ميتة تخلو من الحياة. وفي بعض الحالات، قد تنتج هذه الطحالب الضارة سمومًا تؤثر سلبًا على حياة الكائنات الحية مثل الحيتان والسلاحف البحرية.
تلوث المياه بالمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية
تُعتبر مياه الصرف الصحي مصدرًا رئيسيًا لتلوث المجاري المائية بالمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة السامة، مما يقلل من عمر الكائنات الحية وقدرتها على التكاثر. تنتقل هذه المواد عبر السلسلة الغذائية من خلال غذاء الحيوانات المفترسة، مما يفسر ارتفاع نسب السموم مثل الزئبق في السمك التونة والأسماك الأخرى الكبيرة.
تلوث المياه بالمخلفات البحرية
تتوزع العديد من المخلفات الصلبة مثل الأكياس البلاستيكية والعلب عبر المصارف إلى البحر، مما يحول المحيطات إلى مكبات للنفايات، وقد تظهر هذه المخلفات على السطح مشكّلة بقع من القمامة العائمة. تؤدي هذه الملوثات إلى اختناق وموت العديد من الكائنات التي تعيش في البيئة المائية، كما تلحق ضررًا بأكثر من 200 نوع من الحيوانات البحرية.
تأثيرات تلوث التربة
فيما يلي أبرز التأثيرات السلبية لتلوث التربة على صحة الإنسان والبيئة:
على صحة الإنسان
يرتبط تلوث التربة ارتباطًا وثيقًا بتلوث الهواء والماء. ويحدد الضرر الناتج عن تعرض الإنسان لمواد كيميائية سامة وملوثات ونفايات خطرة عبر طرق دخول هذه المواد إلى جسمه، بما في ذلك الاستنشاق، والابتلاع، والامتصاص عبر الجلد.
على الرغم من أن قائمة التأثيرات السامة المحتملة المرتبطة بالتعرض لهذه المواد قد تكون طويلة، إلا أن الاهتمامات العامة والأبحاث العلمية تركز بشكل رئيسي على الأضرار التي تلحق بالقدرة الإنجابية وزيادة احتمالية الإصابة بالسرطان، خاصة سرطان الدم الذي يمثل خطرًا كبيرًا على الأطفال. إذ يؤدي التلوث بالزئبق إلى مشكلات عصبية عضلية، بالإضافة إلى مضاعفات مثل الصداع، وفشل الكلى، وضعف الجهاز العصبي المركزي، وتهيّج العين، والطفح الجلدي، والغثيان، والتعب.
على البيئة وكوكب الأرض
تتأثر كافة مكونات النظام البيئي بتلوث التربة بشكل كبير، وقد تصاب بأضرار لا يمكن إصلاحها، حيث تتعرض أنواع متعددة من النباتات والحيوانات للأذى. كما قد تتأثر بكتيريا التربة، التي تسهم في نمو المحاصيل الزراعية، مما يؤدي إلى تقليل الإنتاج الزراعي وتغيير العمليات البيولوجية الطبيعية للكائنات الدقيقة والمفصليات الموجودة في التربة الملوثة.
علاوة على ذلك، قد تستهلك الكائنات الحية الصغيرة بعض المواد الكيميائية الضارة، مما يؤدي إلى انتقالها لاحقًا عبر السلسلة الغذائية إلى الحيوانات الأكبر، ما يساهم في فقدان بعض أجزاء السلسلة وزيادة معدلات انقراض بعض الأنواع.
تشمل مصادر تلوث التربة النفايات الصلبة، والصناعية، والزراعية، والصحية، بالإضافة إلى مخلّفات المنتجات الاستهلاكية والنفايات الكيميائية الناتجة عن الإفراط في استخدام الأسمدة. هذه العوامل تسبب ضررًا بالتربة، وتؤدي إلى فقدان الخصوبة والغطاء النباتي في طبقتها العليا. ويدعى أن هذه النفايات والمواد السامة يمكن أن تنتقل من التربة إلى المسطحات المائية نتيجة لجريان المياه، مما يسبب تلوثها، أو قد ترشح إلى طبقات المياه الجوفية، مع العلم أن الماء الملوث قد يتبخر ليعود مع هطول الأمطار، مما يسهم في استمرار دورة التلوث البيئي.