نتائج الرشوة
الرشوة تحمل آثارًا سلبية وخطيرة على الأفراد والمجتمع ككل. وفيما يلي أبرز نتائجها:
- إلحاق الأذى بالموارد المالية للدولة، فعندما يقدم شخص رشوة في سبيل الحصول على ترخيص لمشروع غير مفيد اجتماعياً، تستنزف الدولة مواردها في إنشاء خدمات مثل تمهيد الطرق وتوفير الماء والكهرباء، مما يسبب هدرًا غير مبرر لهذه الموارد.
- تدمير حياة الأفراد؛ فعلى سبيل المثال، إذا تمت الرشوة لتسريع إنتاج نوع معين من الأدوية أو الأغذية، أو إذا حصل مهندس على رشوة لتسريع توسيع مبنى مما يجعله مخالفًا لمعايير السلامة، قد يؤدي ذلك إلى انهيار المبنى وتدمير أرواح من يتواجدون فيه.
- تدهور الأخلاق في المجتمع، حيث تسهم الرشوة في انتشار الإهمال واللامبالاة وفقدان الولاء والانتماء، مما يؤثر سلبًا على القيم الأخلاقية العامة.
- فقدان حقوق الدولة؛ فعندما يحصل موظف في مجال الضرائب على رشوة من أحد الأفراد، فإنه يتجاهل حقوق الدولة ويتسبب في ضياع أموالها.
- توظيف أفراد غير مؤهلين في مراكز حساسة، مما يضع أشخاصًا غير مناسبين في مناصب لا يناسبهم.
حكم الرشوة
تحظر الشريعة الإسلامية الرشوة، وقد تم ذكر تحريمها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو ما يتفق عليه جميع المسلمين، إذ تُعتبر من الكبائر. ومن تعاطى الرشوة فقد استقطع من أمواله الحرام، مما يؤثر سلبًا على دينه وسلوكياته. وقد لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- كلاً من الراشي والمرتشي والشخص الذي يسعى بينهما، كما أن اكتساب الأموال الحرام يحول دون استجابة الدعاء، وهو أمر خطر جدًا.
طرق التوبة من أموال الرشوة
يتعين على من تورط في الرشوة أن يتوجه إلى الله -تعالى- بالتوبة الصادقة. ينبغي له أن يتخلى عن هذا الفعل المحرم، وأن يشعر بالندم على ما بدر منه، ويعقد العزم على عدم العودة إليه مجددًا. ولتحرير نفسه من مال الرشوة، يمكن اتباع الحالتين التاليتين:
- إذا كان من دفع الرشوة يسعى للحصول على حقه، فيجب على من أخذ الرشوة إعادة المال إليهم، لأنه لا يصلح أن يُكتسب بالباطل.
- إذا كانت الرشوة قد دفعت بغرض الوصول إلى أمر لا حق لشخص فيه، فإنه لا يجب على من أخذ الرشوة رد المال، لمنع الكسب من الأمرين. وبدلاً من ذلك، من الممكن التصرف في مال الرشوة من خلال إنفاقه على الفقراء والمحتاجين أو في المشاريع الخدمية العامة، وغيرها من أوجه الخير.