قلة تقدير الذات
يُعتبر الكذب انتهاكًا لأحد القيم الأخلاقية الجوهرية في المجتمع، وهي الصدق. هذا الانتهاك لا يسبب الشعور بالذنب فحسب، بل يمتد تأثيره على تقدير الفرد لذاته على المدى الطويل، مما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الصورة التي يقدمها الكاذب للآخرين، والجوهر الذي يشعر به داخليًا.
التأثير السلبي على الصحة الجسدية والنفسية
أجرت جامعة نوتر دام الأمريكية دراسة بقيادة الدكتورة أنيتا كيلي والدكتورة ليجوان وانج، حيث شملت 110 شخصًا على مدى عشرة أسابيع. أظهرت النتائج أن نصف المشاركين الذين توقفوا عن الكذب شهدوا تحسنًا ملحوظًا في صحتهم الجسدية. في دراسة أخرى، أفاد الذين قللوا من كذبهم بزيادة في تحسين صحتهم الجسدية والنفسية، كما قللت الكذبات من مشاعر التوتر وصعوبات النوم، بالإضافة إلى انخفاض معدلات الصداع بينهم.
فشل العلاقات الاجتماعية
تأسيس العلاقات الاجتماعية على الأكاذيب يشبه بناء منزل على رمال متحركة، مما يعني أنه يصعب الحفاظ على علاقات صحية وعميقة القائمة على الخداع. فعندما يتحدث الفرد بشكل يتناقض مع معتقداته، فإنه لا يتعرف عليه الآخرون، مما يؤدي إلى شعوره بعدم التقدير والحب في سياق هويته الحقيقية.
الجهد النفسي
الكذب يتطلب جهدًا نفسيًا كبيرًا، فعندما يقول الفرد الحقيقة يحتاج إلى تذكر الأحداث التي وقعت فعلاً ليعيد سردها. بينما في حالة الكذب، يتوجب عليه التفكير فيما يحاول إخفاءه، وصياغة أحداث معقولة لترويج كذبته، والتحدث بأسلوب معين لإقناع الآخرين. كما يحتاج إلى تذكر كذبته باستمرار حتى لا تنكشف. هذا الجهد النفسي يظهر في الشعور بالتوتر والضغط والقلق، وهو ما أثبتته أجهزة كشف الكذب، التي لا تكشف الكذب بشكل مباشر بل تتعقب علامات الإجهاد التي تظهر أثناء الخداع.