تأثيرات ما بعد إجراء عملية قيصرية على الجسم والمشاعر

العملية القيصرية

تُعتبر الولادة القيصرية (بالإنجليزية: Cesarean section) إجراءً جراحيًا يتضمن عمل شق في جدار البطن والرحم لإتمام عملية الولادة. تُجرى عادةً في الحالات التي تمنع الأم من الولادة الطبيعية عبر المهبل. تشمل الحالات التي تستدعي الولادة القيصرية على سبيل المثال وضعية الجنين، مثل نزول المؤخرة أو القدم بدلاً من الرأس (بالإنجليزية: Breech position)، أو الوضعيات العرضية في الرحم. كما تشمل بعض العيوب الخَلقية للجنين مثل استسقاء الرأس الحاد (بالإنجليزية: Severe hydrocephalus)، بالإضافة إلى المشكلات الصحية التي قد تعاني منها الأم، مثل انخفاض المشيمة في الرحم، أو وجود أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: HIV infection) أو الهربس التناسلي النشط (بالإنجليزية: Genital herpes). تُعتبر الولادة القيصرية عامةً مصحوبة بمخاطر أعلى مقارنة بالولادة الطبيعية، كما أن فترة التعافي بعد العملية تكون عمومًا أطول.

آثار ما بعد العملية القيصرية

تشمل آثار الولادة القيصرية على الأم العديد من التغيرات، بعضها مشابه لتلك التي تحدث بعد الولادة الطبيعية. وفيما يلي بعض النقاط الرئيسية:

الإفرازات المهبلية: تستمر الإفرازات المهبلية لبضعة أسابيع، حيث تكون حمراء وسميكة خلال الأيام الأولى ثم تتحول إلى لون بني أو مائل للأبيض، ويصبح قوامها أخف.
الانقباضات: تشعر النساء بعد الولادة القيصرية بتقلصات مشابهة لألم الدورة الشهرية، خصوصًا خلال الرضاعة، وينجم ذلك عن إفراز هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) الذي يساعد على الضغط على الأوعية الدموية في الرحم لمنع النزيف.
الألم عند لمس الثدي: قد تعاني النساء من الألم عند لمس الثدي بعد أيام قليلة من الولادة، كما قد يشعرن باحتقان في الحلمة. ينصح بممارسة الرضاعة الطبيعية بشكل متكرر وتطبيق بعض الاستراتيجيات لتخفيف الألم.
تساقط الشعر وتغيرات الجلد: قد يتعرض الشعر لتساقط مؤقت بعد الولادة، وتتغير علامات تمدد البطن من الأحمر إلى اللون الفضي، كما تبدأ بقع الكلف على الوجه بالتلاشي تدريجياً.
تغيّرات المزاج: قد تواجه الأمهات تقلبات مزاجية ونوبات بكاء وقلق وصعوبة في النوم لمدة تصل إلى أسبوعين.
اكتئاب ما بعد الولادة: قد يتعرض البعض للاكتئاب، والذي يتضمن تقلبات مزاجية حادة وفقدان في الشهية والإرهاق.
نقصان الوزن: تفقد النساء حوالي ستة كيلوغرامات أثناء الولادة، ويستمر انخفاض الوزن بعد الولادة نتيجة فقدان السوائل الزائدة.

مضاعفات العملية القيصرية

المضاعفات على الأم

قد تترتب على العملية القيصرية مجموعة من المضاعفات الصحية للأم، منها:

التهاب بطانة الرحم: (بالإنجليزية: Endometritis)، التهاب يصيب غشاء بطانة الرحم.
نزيف ما بعد الولادة: (بالإنجليزية: Postpartum hemorrhage)، حيث يعتبر خطر النزيف في الولادة القيصرية أعلى من النزيف في الولادة المهبلية.
آثار جانبية للتخدير: يمكن أن تعاني الأم من بعض الآثار السلبية الناتجة عن استخدام التخدير أثناء العملية.
جلطات دموية: تعتبر احتمالية حدوث جلطات دموية بعد الولادة القيصرية أكبر مقارنة بالولادة المهبلية.
عدوى الجروح: يمكن أن تتعرض أماكن الشق أو الرحم للعدوى بعد الولادة القيصرية.
إصابات جراحية: قد تتضرر بعض الأعضاء المجاورة للرحم خلال العملية، مما قد يتطلب تدخل جراحي إضافي.
زيادة المخاطر في الحمل المستقبلي: تعد الولادة القيصرية عامل خطر لمشكلات صحية في الحملات القادمة.

المضاعفات على المولود

يمكن أيضًا أن تتسبب الولادة القيصرية في بعض المشاكل الصحية للمولود، مثل:

صعوبات التنفس: قد تتسبب الولادة القيصرية في زيادة خطر إصابة المولود بتسرع التنفس العابر (بالإنجليزية: Transient tachypnea)، وهي حالة تنفسية غير طبيعية في الأيام الأولى بعد الولادة.
الإصابات الجراحية: نادرًا ما يتعرض جلد الطفل للإصابة أثناء العملية.

العناية بالأم بعد العملية القيصرية

الرعاية في المستشفى

هناك مجموعة من الممارسات التي يُفضل على الأم الالتزام بها قبل مغادرة المستشفى للتقليل من الآثار الناتجة عن العملية:

النهوض من السرير والمحاولة للذهاب إلى الحمام بعد مرور 24 ساعة من الولادة، مما يساعد في بدء عملية الشفاء.
استخدام مسكنات آمنة تخفف آلام ما بعد الولادة، خاصة إذا كانت الأم ترضع.
المشي لفترات قصيرة داخل المستشفى وجلسات على الكراسي الهزازة لتحفيز الشفاء وتقليل الغازات.

الرعاية في المنزل

عند العودة إلى المنزل، تُنصح الأم بالالتزام بالتالي:

تخفيف مستوى الأنشطة اليومية وتجنب حمل أي أشياء أكبر من وزن الطفل.
شرب كميات كافية من السوائل والنظام الغذائي الصحي لاستعادة طاقتها وتفادي الإمساك.
وضع مستلزمات العناية بالطفل في متناول اليد لتجنب الحركة الزائدة.
تأجيل الممارسة الجنسية كما يوصي الطبيب.
تأجيل الاستحمام حتى الشفاء التام من الجرح.
استشارة الطبيب قبل العودة لممارسة الرياضة.