تأثير الإيمان بالغيب على النفس
يُعتبر الإيمان بالغيب من السمات الأساسية للمتقين، وله تأثيرات عميقة على النفس، وأهمها:
- الشعور بمراقبة الله سبحانه وتعالى في كافة الأفعال والأقوال.
- يؤدي ذلك إلى تعزيز الخشية من الله، إذ يعلم الإنسان أن الله مطلع على كل حركة يقوم بها.
- الانقياد لأوامر الله بالالتزام بالطاعات والابتعاد عن المعاصي.
- يمنح الإيمان بالغيب الاطمئنان للنفس، حيث يدرك المسلم أن الله معه، مما يدفعه للصبر وعدم اليأس.
- يترسخ مفهوم تقوى الله في السر والعلن، إذ تم ربط النفس التقية بالإيمان بالغيب في القرآن الكريم، فالمؤمن يصدق بأمور لا تدركها حواسه، مثل قصة نبي الله يوسف عليه السلام، وهي أمور غيبية لم يُخَبر بها النبي صلى الله عليه وسلم أو قومه، كما أن صفات الله سبحانه وتعالى هي أمور غيبية تُفهم بالعقل.
- تزكية النفس، حيث إن النفس الخبيثة لا تؤمن بالغيب، فهناك من ينكر عذاب القبر، والبعث، والجنة والنار. وهذه النفس الخبيثة، التي تفتقر للإيمان بالغيب، تقترب من الكفر، بينما تكون التزكية من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين، وهي فضل ورحمة، فالمؤمن الذي ينال تزكية النفس عليه الإيمان بالله، كما ذكر الله تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ).
تعريف الإيمان بالغيب
الإيمان بالغيب هو التصديق القوي بأن الله عز وجل هو العليم بكل ما هو غائب، ولا يمكن لأي مخلوق معرفة أمور الغيب مهما كانت مرتبته، بل يتم ذلك بناءً على مشيئة الله التي قد تُطلع بعض الأشخاص، سواء كانوا ملائكة أو أنبياء، على ما يشاء. ويتطلب الإيمان بالمغيبات التي أخبرنا بها الشرع، مثل وجود الملائكة، والجن، والرسل، ويوم الحساب وكل ما يتصل بذلك. كما قال الله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾.
أهمية الإيمان بالغيب
يعتبر الإيمان بالغيب أحد أهم الجوانب التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، فقد منح الله الإنسان القدرة على التفكير والعقل، في حين تشترك الحيوانات مع الإنسان في إدراك المحسوسات، ولكن فقط الإنسان هو القادر على فهم والإيمان بالغيب.
وقد تناولت الشرائع السماوية العديد من الأمور الغيبية التي لا تُدرَك إلا من خلال الوحي، كما ورد في القرآن الكريم وسنة النبي الطاهرة. فقد ذكر القرآن الكريم السماوات السبع، والملائكة، والجنة والنار، والأمور التي لا يمكن للإنسان معرفتها إلا عبر الصدق الوارد من الكتاب والسنة.
تدفع هذه الحقائق الإنسان إلى خشية الله، وتبقيه دائم التأمل في نعم الله التي تحيط به، ويسعى كل يوم لاكتشاف أبعاد جديدة تُرسخ إيمانه بالله، ويظل مدركًا أن الله هو المدبر الوحيد لهذا الكون.