تأثير الاستقامة على الفرد والمجتمع

أبعاد الاستقامة على الفرد والمجتمع

أمر الله -سبحانه وتعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلّم- بالاستقامة في العديد من آيات القرآن الكريم، حيث يقول -عز وجل-: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، وأيضًا: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).

هذا يشير إلى أهميّة الاستقامة ومكانتها الرفيعة في نظر الله -سبحانه وتعالى- وفي حياة المسلمين، حيث إن لها آثاراً عميقة تؤثر بشكل إيجابي على الأفراد والمجتمعات. ومن أبرز هذه الآثار:

  • الالتزام بأداء الطاعات والابتعاد عن المحرّمات والأعمال الضارة.
  • الامتثال لأوامر الله تعالى وتعاليم النبي -صلى الله عليه وسلّم-.
  • يوفر للفرد بيئة اجتماعية جيدة، بعيدًا عن رفقاء السوء.
  • يصبح المسلم ودودًا مع الناس، متميزًا بلطفه ولغته المعبرة بذكر الله -عز وجل-.
  • يسهم في تهذيب النفس، بالابتعاد عن الأنانية وغرس قيم الإيثار.
  • يعزز من قوة المجتمع وترابطه، مما يؤدي إلى وجود مشاعر الود والرحمة بين الأفراد.
  • يعمل على تنقية المجتمع من الفساد والفواحش، مما يخلق بيئة نظيفة وطاهرة.
  • يجلب الطمأنينة والهدوء والسكينة وراحة البال للمسلم.
  • يضمن للفرد دخول الجنة إذا تمسك بأوامر الله -سبحانه وتعالى- وابتعد عن نواهيه.
  • يعزز شعور المسلم برفقة الله -سبحانه وتعالى- ورعايته، مما يزيد من خشية الله في القلب.

ما هي الاستقامة؟

الاستقامة تعني الالتزام بطاعة الله -سبحانه وتعالى- وطاعة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلّم-. هذه العبارة تلخص المفاهيم الأساسية المتعلقة بالعبادات والطاعات في مختلف جوانب حياة الإنسان. فقد قال الرسول لأحد الصحابة، سُفيان، عندما سأله عن قول لا يسأل عنه أحد سواه: (قل: آمنتُ بالله، ثمَّ استقِمْ).

وهذا يعني أنه يجب على الفرد الإيمان بالله أولاً، ومن ثم البدء في القيام بالعبادات والطاعات، بحيث لا يفقده المولى حينما يأمره، ولا يجده مكانًا محرمًا. هذه هي حقيقة الاستقامة، التي تلخص جميع الأوامر التي كلف الله ورسوله بها والنواهي التي تم التحذير عنها. إذا تحققت هذه الشروط، فإن المسلم سيحقق خير الدنيا والآخرة.

آيات تشجع على الاستقامة

تحدثت العديد من آيات القرآن الكريم عن الاستقامة وأهميتها، ومن هذه الآيات:

  • قال الله -تعالى-: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).
  • قال الله -تعالى-: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
  • قال الله -تعالى-: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ).
  • قال الله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).