تلوث البيئة
تُعرف ظاهرة تلوث البيئة (Environmental Pollution) بأنها تغير غير طبيعي وغير مألوف في عناصر البيئة الأساسية، سواء كان ذلك تغيرًا فيزيائيًا أو كيميائيًا أو بيولوجيًا في أي جزء من النظام البيئي، الذي يتضمن الماء والهواء والتربة. يترك تلوث البيئة آثارًا سلبية واضحة على الصحة العامة والموارد الطبيعية. وفيما يلي توضيح لتأثير الصناعة والتكنولوجيا على تلوث الماء والهواء والتربة:
تلوث الماء
تظهر مشكلة تلوث الماء (Water Pollution) عندما يتعرض الماء للملوثات، سواء كانت كيميائية أو بيولوجية، مما يجعله غير صالح للاستخدام الآدمي أو البيئي. تعتمد أسباب تلوث المياه على التكنولوجيا الحديثة، والعديد من هذه الأسباب تشمل:
- أسباب تلوث المياه الجوفية: يحدث بسبب تسرب المبيدات والسماد والنفايات من المدافن، مما يتسبب في تلوث المياه لآلاف السنين.
- أسباب تلوث المياه السطحية: تطال المحيطات والبحيرات والأنهار – التي تغطي 70% من سطح الأرض – وهذه تلوثت بسبب نفايات المصانع والمزارع، خاصة تلك التي تحتوي على مواد سامة.
- أسباب تلوث المحيطات: يُسجل 80% من تلوث المحيطات بالقرب من السواحل، ويشمل ذلك تسرب النفط والنفايات الناتجة عن المحطات النووية، مما يؤثر بشكل كبير على الحياة البحرية.
تشمل الأضرار الناتجة عن تلوث الماء على الإنسان وعلى الكائنات الحية الأخرى الآتي:
- تدمير التنوع البيولوجي.
- نقص المياه الصالحة للشرب مما يؤدي إلى زيادة الوفيات، خاصة بين حديثي الولادة.
- ظهور أمراض خطيرة مثل الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي.
تلوث الهواء
يُشير تلوث الهواء (Air Pollution) إلى أي تغيير في النسب الطبيعية للمكونات الكيميائية للهواء، والتي تؤدي إلى أضرار بالغة للإنسان والكائنات الحية. يتكون الهواء النقي بشكل أساسي من 78% نيتروجين و21% أكسجين، بالإضافة إلى 1% من غازات أخرى. ومن الغازات التي إذا زادت في نسبتها تتسبب في تلوث الهواء:
- أول أكسيد الكربون.
- ثاني أكسيد الكربون.
- أكاسيد النيتروجين.
- أكاسيد الكبريت.
- الأوزون.
- النترات.
- الكبريتات.
- الهيدروكربونات العضوية.
تعد التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك المصانع والسيارات، المسبب الرئيسي لتلوث الهواء، حيث ينتشر الضباب الدخاني والسخام كأكثر أنواع التلوث الهوائي. وتتضمن الأضرار الصحية الناتجة عن تلوث الهواء:
- مشاكل صحية تشمل:
- تهيّج العيون والحلق وتلف الرئتين، خصوصًا عند الأطفال وكبار السن.
- زيادة الحساسية بين مرضى الربو، مما يؤدي لنوبات أكثر حدة.
- التهاب الشعب الهوائية، ما قد يؤدي إلى نوبات قلبية قد تصل إلى الوفاة.
- إتلاف الدماغ والكليتين عند الأطفال نتيجة المواد السامة مثل الزئبق.
- أضرار بيئية متضمنة:
- ظاهرة ثقب الأوزون نتيجة الاحتباس الحراري الناتج عن غازات الدفيئة.
- تغير المناخ وزيادة ارتفاع مستوى سطح البحر.
تلوث التربة
يشير تلوث التربة (Soil Pollution) إلى إضافة مواد غير مرغوب فيها تؤثر سلبًا على التربة، مما يغير خصائصها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية، وبالتالي تجعلها غير صالحة للاستخدام. ومن أبرز أسباب تلوث التربة ما يلي:
- النفايات الصناعية، مثل الرصاص والزئبق والكادميوم.
- النفايات الزراعية، بما في ذلك الأسمدة والمبيدات الحشرية.
- العناصر المشعة الناتجة عن مفاعلات الطاقة النووية.
- الأكياس البلاستيكية.
يمكن أن يؤدي تلوث التربة إلى تأثيرات سلبية متعددة على الكائنات الحية، منها:
- تقليل خصوبة التربة، مما يؤثر على الزراعة ونمو النباتات.
- زيادة الاضطراب البيئي وفقدان التوازن بين الحيوانات والنباتات.
نضوب الموارد الطبيعية
تشمل الموارد الطبيعية (Natural Resources) الماء والتربة والهواء والفحم والنفط والغاز الطبيعي، وغيرها. من أكثر الموارد المهددة بالاستنزاف هي؛ الماء والنفط والغابات، حيث يلعبون دورًا كبيرًا في العديد من الصناعات الحديثة. ومن الآثار السلبية الناتجة عن نضوب هذه المصادر ما يلي:
- تآكل التربة.
- الاحتباس الحراري بسبب الغازات الدفيئة.
- انقراض بعض أنواع النباتات والحيوانات.
- الفيضانات والجفاف.
- فقدان التنوع البيولوجي.
- المجاعات ونقص التغذية.
تهديد الموائل وتدميرها
يعد تدمير الموائل من أكبر التهديدات التي تواجه البيئة النباتية والحيوانية عالميًا، لاسيما في ظل التسارع التكنولوجي والصناعي. الموائل (Habitat) تعرف بأنها البيئة الطبيعية التي تعيش فيها النباتات والحيوانات، وعند تدميرها تخسر الأنظمة البيئية توازنها. وتتعدد أسباب فقدان الموائل كما يلي:
- تحويل الغابات إلى أراض صناعية.
- توسيع المناطق السكنية والزحف العمراني على الأراضي الزراعية.
- بناء السدود وتأثيرها على مجاري الأنهار.
- التلوث بأنواعه وتأثيره على الحياة البرية.
- تغير المناخ.
تؤدي عمليات تدمير الموائل إلى آثار سلبية عديدة، منها:
- تدهور المحاصيل الزراعية وفقدان أنواع نباتية، مما قد يسهم في انقراض بعض الحيوانات.
- تقليل قدرة الغابات على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد من مستويات التلوث.
- زيادة انتشار الآفات والأمراض.
- تعريض النظام البيئي لمخاطر أكبر تؤثر على صحة الإنسان.
تُعزى سلبيات التكنولوجيا على البيئة، التي ساهمت في تلوث العديد من الموارد الطبيعية مثل الماء والهواء والتربة، إلى التطورات الصناعية التي أدت إلى زيادة الغازات الضارة في الجو وتقليل الغطاء النباتي، مما يؤثر سلبًا على خصوبة التربة والتوازن البيئي.