آثار البلاد وأخبار العباد
يُعتبر كتاب “آثار البلاد وأخبار العباد” من تأليف زكريا بن محمد بن محمود القزويني. وقد أوضح القزويني أنه ألّف هذا الكتاب استنادًا إلى ما رآه وعرفه من لطائف وعجائب حكم الله المودعة في عباده وبلاده. وقد أشار إلى أن الأرض تُعد كوكبًا سماويًا يختلف من مكان لآخر بناءً على تأثيرات الشمس، وكميات الأمطار، واتجاه الرياح. هذه العوامل ساهمت في حدوث العديد من العجائب في بلاد الله. يتناول الكتاب عجائب خلق الله، وأحوال الأمم السابقة، وما تميزت به من مكارم الأخلاق والآداب. لذا، فإنه يعتبر رفيقًا مثاليًا للقارئ، حيث يعرض صورة البلاد بطريقة تجعل القارئ يشعر وكأنه يشاهدها مباشرة، كما أن الكتاب يقدم أخبار الشخصيات الكريمة بطريقة تجعل القارئ يعيش مع أحداثها.
محتويات الكتاب
يشمل الكتاب المحتويات التالية:
- مقدمة المؤلف.
- المقدمة الأولى: الحاجة إلى إنشاء المدن والقرى.
- المقدمة الثانية: خصائص البلاد.
- المقدمة الثالثة: أقاليم الأرض.
- فهرس الأعلام.
- فهرس الأماكن.
من الجدير بالذكر أن زكريا القزويني، مؤلف كتاب “عجائب المخلوقات”، لم يسعى إلى النظر في مخلوقات الله فقط، بل قصد التفكير في عظمة خلق الله. فقد شبه الأشخاص الذين لا يتفكرون في الكون بالبهائم، لوجود غفلة لديهم عن حقائق الوجود وقدرة الله. يقول الله تعالى في محكم كتابه: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ).
القزويني
زكريا القزويني هو ابن محمد بن محمود، ويعود نسبه إلى أنس بن مالك الأنصاري النجاري. وُلد عام 1208م في قزوين، ثم انتقل إلى العراق والشام، وتولى قضاء منطقة الحلة وواسط في زمن المستعصم العباسي. يُعتبر القزويني جغرافيًا ومؤرخًا وقاضيًا، وتوفي عام 1283م، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا كبيرًا، من أبرز كتبه “آثار البلاد وأخبار العباد”، و”خطط مصر”، و”عجائب المخلوقات” الذي تُرجم إلى العديد من اللغات مثل التركية والفارسية والألمانية.