تجربتي التهاب الكبد الوراثي قد شاركنا إياها أحد الأصدقاء الذي عايشها لفترة طويلة أرهقته جسديًا ونفسيًا، نظرًا لأنه من الفيروسات الصعبة التي تتسبب بعدها في مواجهة العديد من المشكلات الصحية.
لكي يتم التغلب عليها هناك بعض الإرشادات التي سوف ننقلها لكم عبر موقع سوبر بابا لكي يتم التعايش مع المرض، وأهم النقاط التي يناقشها مقالنا هي إن كان التهاب الكبد وراثي أم لا.
التهاب الكبد الوبائي “فيروس سي”
إن الإصابة بفيروس التهاب الكبد من أكثر العوامل الأساسية في الإصابة بداء الكبد المزمن بمرور الوقت، وذلك ما يستدعي أن نعرض هنا تجربة لأحد الأصدقاء الذي وافق أن نعرضها هنا لك يتم نشر الوعي بخصوص ذلك المرض، أعراض ومخاطره التي قد تطرأ على الجسم في حالة إهمال علاجه.
دعونا قبل التطرق إلى الحديث عن تجربته أن نعرض ما هو التهاب الكبد الفيروسي لكي نتمكن من فهم ما سوف يتم سرده فيما يلي بخصوصه.. إن التهاب الكبد هو عبارة عن عدوى فيروسية بعضو في الجسم.
حينما يصاب بها الإنسان تتسبب في زيادة عُرضته للأمراض المختلفة، والجدير بالذكر أن العلامات التي توضح الإصابة بذلك المرض مختلفة من شخص لآخر، فدعونا فيما نتعرف عليها من خلال التجربة.
اقرأ أيضًا: حامل التهاب الكبد الوبائي ب
أعراض التهاب الكبد الوراثي
قد بدأت القصة معي حينما شعرت بأعراض غريبة تبدأ في الظهور على جسدي بكل وضوح، وهي ما حاولت في البداية التظاهر بعدم وجودها ولكن ذلك ما جعل الأمر يزداد سوءً، فقد علمت فيما بعد أن تلك العلامات كانت تنبهني إلى مشكلة صحية خطيرة يواجهها جسدي ولكنني أهملت.
لذا قررت أن أعرض عليكم تجربتي التهاب الكبد الوراثي لكي يتمكن كل شخص من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة على الفور وعدم التشخيص المتأخر مثلي، فإن التشخيص المبكر يساهم في التعافي بشكل سريع، فإليكم ما كنت أشعر به:
- اصفرار بياض العين.
- ملاحظة الاصفرار على الجلد.
- الشعور بالضعف العام والوهن.
- التعرض للإعياء عدد من المرات.
- زيادة عدد مرات الاستفراغ.
- كنت فاقد للشهية وذلك ما جعلني أخسر المزيد من الوزن.
- مواجهة حكة شديدة في الجلد ذلك ما كان يؤرقني.
- الزيادة في التحسس من بعض العقاقير الطبية.
- التعرض لاضطراب في الإدراك، التركيز والنوم.
- مواجهة مشكلة النزيف.
- الاحتباس للسوائل وتورم أطراف جسدي.
- من الأعراض التي كانت ظاهرة بشكل واضح هي التغير في لون البول ليكون داكن أكثر.
- بيان الإجهاد الشديد على الجسم.
التهاب الكبد مرض مُعدي
من النقاط التي رأيت أنها هامة للغاية للتناول في تجربتي التهاب الكبد الوراثي هي التنويه أن أغلب حالات الإصابة بالتهاب الكبد وراثية أو ناتجة عن التعرض للعدوى، حيث إن التهاب الكبد مرض معدي في حالة تعرضت لأي من الدماء للشخص المصاب.
أما عنّي فإن التهاب الكبد كان لديّ وراثي، فعند التشخيص تمكنت من معرفة أنه من ضمن احتماليات العدوى أن ينتقل الالتهاب الكبدي الوراثي من الأم إلى الطفل عند الولادة والوضع، وعلى الرغم من أنها حالات نادرة إلا أنني قد كنت من ضمن المعدودين على الأصابع الذين كان ذلك هو عامل تعايشه مع التهاب الكبد الوراثي.
فبغض النظر عن طرق العدوى الأخرى التي تتمثل في استخدام نفس الحقن، التعرض للدماء، لمس السوائل الخاصة بشخص مصاب أو ممارسة العلاقة الحميمية مع الشريك المصاب بالعدوى إلا أن العامل الأساسي الذي تم اكتشافه إثر إصابتي هو أن والدتي كان لديها التهاب الكبد الوراثي.
كما أن هناك عوامل أخرى قد تزيد من تعرضك لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، ألا وهي التعرض لأي من الدماء الحيضية للنساء، استخدام بعض الأدوات الشخصية الخاصة بالآخرين، استخدام الأمواس الواحدة للحلاقة، التعرض لأي من الأدوات الحادة المعرضة للتلوث المسبق، وغيرها من الطرق المماثلة.
احتمالية وراثة التهاب الكبد من الأب
من ضمن الأسئلة التي طرأت في بالي بالفترة التي اكتشفت فيها إصابتي بالتهاب الكبد من أمي عند الولادة، هي أن الأطباء قد أخبروني أن احتمالية العدوى طالما كان هناك شريك في العلاقة الزوجية مصابًا تكون كبيرة.
أي أنه في حالة كان أبي هو المصاب بفيروس الكبد وقد أراد الله تعالى وانتقلت العدوى إلى أمي ووضعتني بعدها فقد كنت لأصيب كذلك بالفيروس وراثيًا، أما في حالة كانت أمي سليمة وأبي كذلك فإن احتمالية تعرضي للعدوى تكون قليلة.
اقرأ أيضًا: متى يكون ارتفاع إنزيمات الكبد خطر
سبب شيوع أن التهاب الكبد الفيروسي وراثي
إن التهاب الكبد الفيروسي الوراثي لا يكون بالمعنى الحرفي سوى في حالتي التي قد ذكرتها في السابق، ولكن من الواجب الذكر أن هناك حالة أخرى قد شرحها لي الأطباء بخصوص الإصابة بتلك المشكلة الصحية.
ألا وهي أن تكون تلك الإصابة تلقائية في جسد الإنسان ولكن عن طريق الجينات الوراثية، حيث تحدث طفرة جينية أثناء النمو للطفل داخل الرحم، ففي حالة كان هناك سمة وراثية يحملها الطفل من الأب أو الأم فإنه يصاب بتلك المشكلة الصحي إثر ذلك.
أما عن العامل الذي يفسر لما يعد التهاب الكبد الوراثي أمرًا منتقلًا بين عدد كبير من أفراد العائلات، فيمكن التنويه أن السبب يرجع إلى كونه عدوى، ولذلك فإن الاستخدام لنفس الأدوات طيلة اليوم وأدوات الطعام والاستحمام من الأمور التي تزيد من فرصة احتمالية نقل العدوى بين أفراد المنزل.
كذلك إن الحوادث تحدث بشكل كبير في المنازل وإثرها تسيل الدماء، مما يجعل من الممكن التعرض للإصابة بنفس الفيروس المصاب به شخص ما في العائلة.
تشخيصي لالتهاب الكبد الوراثي
هنا أتطرق إلى الشق الهام في الموضوع تجربي التهاب الكبد الوراثي، فعلى الرغم من أن العوامل الخاصة بالإصابة بالتهاب الكبد مختلفة إلا أن طرق التشخيص لمعرفة وجود المرض واحدة لا اختلاف فيها، فهذا ما جعلني لا أجدي بالًا لكون عامل إصابتي نادر.
يتم الفحص للإصابة بفيروس التهاب الكبد الوراثي من خلال إجراء تحليل دم يتم على مرحلتين، الأولى قد خضعت فيها لتحليل فحص الأجسام المضادة، وفي حالتي قد كانت نتيجته إيجابية لذلك قد خضعت للمرحلة الثانية من الفحص، ألا وهي إجراء فحص دم جزيئي يحدد نوع الفيروس المتواجد في الجسم ويؤكد النتيجة.
مدة بقاء فيروس الكبد خارج الجسم
بتجربتي التهاب الكبد الوراثي قد تمكنت من معرفة الكثير حيال ذلك المرض، فقد تمكنت من فهم كم من المدة يبقى الفيروس خارج الجسم كي أتمكن من حماية أفراد أسرتي، وعلمت أنه يبقى خارج الجسم لمدة سبعة أيام.
بينما فترة حضانة الفيروس المتوسطة تكون 75 يومًا وقد تتراوح ما بين 30 – 180 يوم، أما عن التشخيص والكشف عن وجوده في جسدك فإنه يمكن بفترة تتراوح ما بين 30 – 60 يوم بحد أدنى ويكون التحول للفيروس والاستمرار في التطور مستمر خاصةً في حالة قد تمت الإصابة به من وقت الولادة مثلي أو الطفولة.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن
إكمالًا لعرض تجربتي التهاب الكبد الوراثي وما استفدته منها فمن الجدير بالذكر أن احتمالية التحول للعدوى الفيروسية لكي تصبح مزمنة تعتمد على العمر والسن الذي أصيب فيه، وللأسف إن الصغار المصابين بها من تحت سن السادسة هم الأكثر عرضة لالتهاب الكبد المزمن، وفيما يلي نتناول النسب التقريبية لتلك الاحتمالات:
وقت الإصابة | السن | نسبة احتمال المرض المزمن |
أول سنة من العمر | الرضع والأطفال | 80 – 90 % |
قبل سن السادسة | الأطفال | 30 – 50 % |
البالغين | فوق 18 ويتمتع بصحة جيدة | 5 % |
البالغين | حالة مزمنة | 20 – 30 % |
علاج فيروس سي الوبائي
للأسف لم يتواجد علاج لفيروس التهاب الكبد الوبائي طيلة السنوات السابقة، ويعتمد الأمر على تناول بعض العقاقير الطبية الآمنة والناجحة في التخفيف من الألم والأعراض المصاحبة له بل وتحسن الحالة الصحية.
أكثر ما اعتمد عليه نظام علاجي هو الرعاية والحفاظ على الراحة، حيث أصبحت أتناول الطعام الكافي لتعويض كل السوائل المفقودة من الجسم، والأدوية المناسبة وليست التي يتم تناولها دون داعٍ، فمثلًا الباراسيتامول من الأدوية التي قد تتسبب في زيادة الأمر سوءً.
إن أكثر الأدوية التي ساهمت في تخفيف الأعراض المؤرقة التي أعاني منها هي مضادات الفيروسات، فقد كان لها وقع على تبطيء التفاقم في التليف الكبدي، والحد من احتمالية إصابتي بمشكلة سرطان الكبد والتعزيز من صحتي وقدرتي على العيش في سلام بصحة جيدة.
أكثر أسماء الأدوية الفعالة في علاج فيروس الكبد هو إنتيكافير أو التينوفوفير، فيعملان على مقاومة التحور في الفيروس بالشكل الكبير، كما يسهل تناول كل منهما، فقد كنت أتناول قرص واحد في اليوم من إنتيكافير، ولم أعاني أي آثار جانبية مؤرقة منه.
لقاح التهاب الكبد الفيروسي
بغض النظر عن طرق الوقاية الطبيعية والمتعارف عليها التي من الممكن أن أسردها لكم إثر تجربتي التهاب الكبد الوراثي، إلا أن أهم النقاط التي من الممكن عرضها هي أن اللقاح من التهاب الكبد هو الوسيلة والسلاح الأول للوقاية من الإصابة بتلك المشكلة الصحية.
حيث إنه يوصى إعطائها للرضع بالأخص وتكون الجرعة مقسمة على ثلاث مرات، ويكون الفصل بين كل واحدة منهم أربع أسابيع، والجرعة الواحدة تؤخذ على مدار 24 ساعة بعد الولادة، ووفقًا للإحصائيات والدراسات فإنها ساهمت بشكل كبير في الوقاية من الإصابة بنسبة كبيرة.
لهذا أنصح إثر تجربتي مع التهاب الكبد الوراثي أن يتم إعطاء اللقاح والحرص عليه لكل من المراهقين والأطفال بالأخص.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع العلاج البيولوجي للصدفية
فئات عُرضة لعدوى التهاب الكبد
أثناء تشخيصي والخضوع لجلسات علاج مختلفة في المستشفيات قد تمكنت من معرفة أن هناك أشخاص كثيرة عُرضة للأسف للإصابة بفيروس الكبد الوبائي ويستمروا فيما يفعلون، لذا أنوه هنا عليهم:
- من يعمل في مجال الصحة ولا يهتم بالنظافة الشخصية أو التخلص من بقايا الدماء.
- من سافر ولم يتلقى أي من جرعات اللقاح لذلك الفيروس.
- الذين يستخدمون الحقن المخدرة.
- مخالطو المصابين بفيروس الكبد الوبائي.
- السجناء.
- من خضع إلى جلسات غسيل الكلى لعدد مرات كبير.
- في حالة الإصابة بمشكلة نقص المناعة البشري.
- من يحتاج إلى نقل الدم بالشكل المتكرر.
أما عن سبب الوقاية الطبيعية والمتعارف عليها فأنقلها لكم في السطور التالية:
- ضرورة الابتعاد عن ملامسة أي من الدماء الخاصة بشخص آخر حتى وإن كان شريك الحياة الزوجية.
- الانتباه للتنظيف الجيد لأي من دماء الحيض أو دماء الإصابة المتواجدة في الأرجاء.
- الحفاظ على استخدام الأدوات الشخصية وتجنب أي من الأدوات المستهلكة.
- ضرورة نقل الدم في الأماكن الموثوقة الصحية.
- لا يجب استخدام أي من الأدوات الحادة الغير معقمة.
- لا يجب مشاركة الحقن أو الإبر.
- تجنب ممارسة العلاقة الحميمية دون الوقاية أو العلم إن كان شريك العلاقة مصابًا أم لا.
تجارب التهاب الكبد الوراثي على الرغم من كونها نادرة إلا أنها تتسبب في مرور المصاب بالأعراض المؤرقة الخاصة بها في وقت مبكر للغاية منذ الصغر، وذلك ما يستدعي الرعاية الطبية الفورية واللازمة عند الشك في الإصابة.