كثيرًا ما يتم توجيه الأسئلة لي عن تفاصيل تجربتي مع ابر إذابة الدهون من الذقن، فكان أبرز ما تتسم به ملامحي فكرة الذقن المزدوجة بسبب كثرة الدُهون المُتراكمة في هذه المنطقة، وبعد أن خضعت هذا الإجراء تغيرت حياتي رأسًا على عقب، لذا قررت أن أُشارككم عبر موقع سوبر بابا ما جاء من تفاصيلٍ خاصة بهذه التجربة.
تجربتي مع ابر إذابة الدهون من الذقن
في حال ما قُمت بعمل استطلاع رأيٍ في الشارع لتسأل السيدات على إثره عن أكثر ما قد يتسبب لهُنَّ بالإزعاج في أجسادهِن بشكلٍ عام لا بُدَّ وأن الإجابة بنسبة تفوق الـ 90% ستكون الدُهون التي تتواجد في الجسد، وبالتحديد ما هو ظاهر منها، وليس هُناك منطقة في الجسم برُمته أكثر وضوحًا من الوجه.
هذه كانت مُشكلتي طوال حياتي تقريبًا، لكن قبل أن أتطرق إلى الحديث عما عانيته على إثر هذا الموضوع وكيف تغيرت حياتي على إثر تجربتي مع ابر إذابة الدهون من الذقن وجبَّ عليَّ أن أُعرفكم بنفسي، أُدعى آية، وقد أتممت مطلع الشهر الحالي عقدي الثالث مُعلنةً دُخولي إلى الأربعينات من عُمري.
على مدار حياتي لم أكُن أعاني قط من ارتفاع نسبة الدُهون في جسمي، فكُنت مُنذ الصبا ونُعومة الأظافر فتاةً مُحبةً للرياضة مُحافظةً على ممارستها للحد الذي لا حدَّ له، واستمر الوضع على ما هو عليه إلى أن تزوجت وفيما بعد عند إنجابي لأبنائي.
لكن وعلى الرغم من ذلك كُنت أُعاني من مُشكلةٍ واحدةٍ لطالما عكرت صفو حياتي، والحديث هُنا عن الدُهون التي تتواجد في الذقن، والتي يُطلق عليها الأطباء اسم Double Chin أو الذقن المزدوجة، وهو وصف دقيق للغاية في واقع الأمر، إذ إن من يُعانون من هذه الحالة يمتلكون ثنية أسفل الفك السُفلي توحي بامتلاك المرء لذقنٍ ثانية.
لا أُخفيكم سرًا أنني في مرحلةٍ من المراحل كُنت على وشك التأقلم مع الوضع والاستسلام له، ولكن نظرت نظرة أخيرة للمرآة، نظرة طالت كثيرًا في واقع الأمر تمحصت على إثرها كافة تفاصيل ملامح وجهي.
فعلمت حينها أن خيار التأقلم مع الوضع الراهن سيعمل على إخفاء جُزءٍ كبيرٍ من الملامح التي لطالما أحببتها، وسيكون التركيز الأول على هذا الجُزء الدُهني الذي لا بُدَّ وأنه سيتدلى أكثر فأكثر مع مُرور الوقت والتقدم في العُمر أو حتى الزيادة في الوزن، لذا قررت أن أبحث عن الوسائل العلاجية غير فكرة الرياضة والنظام الصحي الذي واظبت عليه طوال حياتي تقريبًا.
اقرأ أيضًا: تجربتي الناجحة في التخلص من الكرش
كيفية التخلص من الدُهون في الذقن
أول ما قُمت به هو البحث عبر الإنترنت عن الوسائل التي يُمكنني من خلالها العمل على التخلص من هذه الذقن بشكلٍ منزلي، وكان أول ما رأيته بعض التمارين التي تُطبق على أسفل الذقن لتمرين العضلات، فكُنت أعاني من تراكم في دُهون هذه المنطقة بالتزامن مع ضعف العضلات في آنٍ واحد.
لكنني لم أكُن أمتلك من الوقت والطاقة ما يجعلني أُمارس التمارين وأنتظر التحسن اليومي، وفي واقع الأمر الآليات العلاجية الأُخرى لم تكُن أسرع على الإطلاق، والحديث هُنا عن الوسائل المنزلية، فخاب أملي في الواقع، وقررت استئناف عملية البحث حين أستجمع شتات تفكيري.
لكن في يومٍ من الأيام وبمحض الصُدفة وجدت برنامجًا على التلفاز يقوم باستعراض آلية ما يتم من خلالها شد منطقة الذقن بفضل مادةٍ تُقحن بشكلٍ متساوٍ في مناطق مُعينة من الذقن، وأول ما طرأ في ذهني من أفكار كون هذه الدعاية مُخادعة كما هو الحال مع عدد كبير من الدعايات في الواقع.
لكنني كُنت قد سئمت البحث عن وسائل علاجية، فقررت أن أبحث في هذا الموضوع، ووجدت مقاطع فيديو عديدة تحت عُنوان تجربتي مع ابر إذابة الدهون من الذقن، وعرفت أن هذه المادة تُعرف باسم حُقن الكاي بيلا “باللُغة الإنجليزية Kybella”.
المُركب الرئيسي الذي يدخُل في تكوين هذا النوع للإبر هو حمض الديوكسي كوليك “باللُغة الإنجليزية “deoxycholic acid”، وفي واقع الأمر الفكرة وراء استعمال هذا الحمض تُعتبر عبقرية إلى حدٍ كبير.
فحمض الديوكسي كوليك هو من صور الأحماض التي يعمل الجسم على إطلاقها بشكلٍ طبيعي في سبيل هضم الدُهون خلال مرحلة الهضم، مع العلم أنه يُعتبر واحدًا من الأحماض المُكونة للعُصارة الصفراوية رفقة الغليسين والتوراين.
آلية عمل إبر إذابة الدُهون
فكرة الربط العملي والعمل على استعمال حمض من صور الأحماض التي ينتجها الجسم في إطار الدورة الهضمية الكبدية في سبيل علاج بعض المُشكلات التجميلية أثارت فُضولي إلى حدٍ كبير، وبحثت كثيرًا عن الآلية التي تعمل بها هذه الطريقة للعلاج.
بشكلٍ مُبسط يُمكن القول إن هذا الحمض هو المسؤول عن إذابة الدُهون التي تتواجد في الطعام والعمل على تحويلها إلى مُستحلب في سبيل تسهيل فكرة امتصاص الجسم لها، ما يعني بشكلٍ ما أنه المُتسبب الرئيسي في السُمنة لكونه يُسهل امتصاص الجسم للخلايا الدُهنية، ولكن يُمكننا مُسامحته نظرًا لمجهوداته في آلياتٍ علاجية أُخرى.
فكرة استعماله في منطقة الذقن أو حقنه تحت الجلد بشكلٍ عام تؤدي إلى تحلل الخلايا الدُهنية الخاصة بهذه الأنسجة، ويتم ذلك عن طريق قيامه بإتلاف الغلاف الخلوي الخاص بالخلايا الشحمية ومُهاجمتها لجعلها سائلة، وقد كان التوصل إلى هذا العلاج طفرة بكُل ما تحمل الكلمة من معنى في واقع الأمر.
هذا لا يُعد كلام الخُبراء وحدهم في واقع الأمر، ففي غُضون الساعات الطويلة التي قضيتها في البحث عن آليات هذه الوسيلة العلاجية رأيت كمًا مهولًا من الحالات التي أثبت هذا العلاج نجاحها عليها، وكُنت أرى فيه بلا أدنى شك أكثر الوسائل التي يُمكن من خلالها تحسين مظهر الوجه بشكلٍ تجميلي طبي.
ذلك بالتزامن مع انخفاض المخاطر التي قد تعود على استعماله لتصل إلى حدٍ لا يُذكر بالمُقارنة مع غيرها من المخاطر والمخاوف المُحتملة في حال ما تم اللُجوء إلى العلاج عن طريق العمليات الجراحية لتجميل الوجه، ومُنذ هذه اللحظة اتخذت قرار بدء تجربتي مع إبر إذابة الدهون من الذقن، وكانت أولى الخطوات البحث عن إحدى المراكز التي تُطبق هذه الآلية.
البحث عن مركز تجميلي مُلائم
أذكُر أنني لم أنم في مساء ذلك اليوم لشدة رغبتي في العُثور على مركز يقوم بمثل هذه الإجراءات مع ضرورة كونه ذا سُمعةٍ طيبة، وقد قضيت على إثر ذلك ساعاتٍ طوال أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي آملةً أن أجد ضالتي.
بعد فترة طالت في واقع الأمر بدأت الإعلانات الخاصة بمراكز التجميل في استهدافي لشدة بحثي عن هذه الآلية، وقد انهالت عليَّ المراكز من كُلِّ حدبٍ وصوب، ولكن بين كافة هذه المراكز جذب انتباهي مركز كان قد شرح آلية هذه الطريقة العلاجية في الإعلان الخاص به مُرفقًا ذلك بمقطع مُصور للإجراء.
عندما رأيته شعرت بالاطمئنان، وتوجهت إلى التعليقات آملةً أن أرى إحدى السيدات اللواتي جربنه بالفعل يُثنين عليه، وقد كان، ولم تكُن سيدة واحدة بل العشرات ورُبما المئات، وهذا جعلني أطمئن إلى حدٍ كبير وتواصلت مع المركز على الفور.
تم تحديد الكشف الخاص بي لاطلاعي على كافة التفاصيل في صباح اليوم التالي، وفور استيقاظي توجهت إلى المركز المعني، وقد شعرت براحةٍ لم تُساورني من قبل قط، وعلمت حينها أن تجربتي مع إبر إذابة الدهون من الذقن على بُعد بضعة ساعات.
بداية نهاية دُهون الذقن
فور دُخولي إلى المكان المُخصص للعلاج من العيادة بدأ أخصائي التجميل في شرح الآلية الخاصة بالعلاج والتي كُنت قد عرفتها بشكلٍ سطحي مُسبقًا، ومن ثُم بدأ في الحديث عن التصور الخاص بالنتائج بشكلٍ تقديري، وقررت الخُضوع لهذا الإجراء فور قيامه بسؤالي عما إذا كُنت أرغب في البدء فيه أم التفكير.
قام الطبيب على إثر ذلك بتمرير ما هو أشبه بكيس من الثلج على وجهي بالإضافة إلى كريم مُخدر، وذلك في إطار جعل هذا الإجراء أكثر راحة وسلاسة، وبعدها قام بوضع العلامات التي سيعمل على حقن هذه الإبر فيها.
بدأ في عملية الحقن التي لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة إن لم تخُني الذاكرة، مع قدرٍ ضئيل من الانزعاج الذي لا يرتقي إلى وصفه بالألم.
كما قد قال لي إن الحد الأقصى من الإبر التي يتم حقن الحالة بها هو 50 إبرة مع مسافة سنتيمتر واحد بينها، لكن في تجربتي مع ابر إذابة الدهون من الذقن لم أحتج أكثر من 25 إبرة.
اقرأ أيضًا: خايفة من الترهل بعد التكميم
ما بعد الخضوع للإجراء
فور الانتهاء من الحقن بهذا الكم الهائل من الإبر لم أكُن أشعر إلا بالخدر وبعض الكدمات والتورمات البسيطة، وقد علمت من حديثي مع الطبيب أن بعض الحالات قد تُعاني من أعراض أُخرى مُتقدمة مثل:
- شُذوذ تناسق الوجه.
- ضعف في عضلات الوجه.
- اضطرابات ومُشكلات بشكلٍ مؤقت في البلع.
لكن كافة هذه الأعراض مؤقتة وكثيرًا ما تختفي سريعًا على الرغم من كونها من صور الأعراض المُتقدمة، وفي غُضون أيامٍ قليلة يُفترض أن تختفي كافة الأعراض، وقد كان.
فبعد ثلاثة أيامٍ من بدء تجربتي مع ابر إذابة الدهون من الذقن زال كُل التورم والشُعور بالخدر، وأصبح وجهي طبيعيًا جميل الهيئة لكون العلاج آتى ثماره، ولكن قدم لي الطبيب بعض النصائح الهامة في سبيل عدم المُعاناة مرة أُخرى من هذه الحالة، وهذه النصائح جاءت على النحو التالي:
أولًا: إجراء بعض التغييرات على النظام الغذائي
الدُهون لا تتكون في الجسم إلا على إثر تناول بعض المأكولات التي تشتمل على هذه المُركبات، وذلك بالتزامن مع عدم السعي في حرقها أو التخلص منها.
فعلى الرغم من عدم اقتناعي بهذا النوع من النصائح إلا أنه عليَّ أن أُقر بكون نجاح تجربتي مع ابر إذابة الدهون من الذقن لم يكُن ليستمر من دونها، ومن أبرز ما قاله لي الطبيب من نصائح:
قومي بـ | تجنبي القيام بـ |
تناول الحُبوب الكاملة | تناول الأطعمة المُصنعة والمُعلبات |
زيادة الحصص اليومية من الخضراوات والفاكهة | الاعتماد على البروتينات التي تشتمل على الدُهون بشكلٍ كثيف |
الاعتماد على الدُهون الصحية مثل زيت الزيتون، الأفوكادو والمُكسرات | تناول مُنتجات الألبان كاملة الدسم |
الالتزام بشُرب حد الاحتياج اليومي للجسم من المياه | تخطي الحد الأقصى الآمن من السُعرات اليومية |
ثانيًا: مُمارسة بعد التمارين الرياضية
لا يُمكن الاعتماد على التمارين لعلاج دُهون الذقن في المُستقبل القريب، ولكنها تُعد واحدةً من أبرز الآليات التي ساهمت في المُحافظة على النتيجة التي وصلت إليها في تجربتي مع ابر إذابة الدهون من الذقن، وهُناك عدد كبير من التمارين التي يُمكن تطبيقها في هذا الصدد، ومن أبرزها:
1- إبراز الفك إلى الأمام
هذا التمرين يتم عن طريق النظر إلى الأمام بشكلٍ مُستقيم ومن ثُمَّ مُحاولة تحريك الفك السُفلي ودفعه إلى الأعلى، ومن المُمكن أن تزيد من فاعلية هذا التمرين عن طريق الثبات.
2- قُبلة إلى الأعلى
تطبيق هذا التمرين لا يحتاج إلا إلى النظر إلى الأعلى ومن ثُمَّ العمل على مُحاكاة وضع التقبل والثبات لمُدة تتراوح من 5 وحتى 8 دقائق، مع تكرار هذه العملية لمُدة خمس مرات يوميًا في الصباح والمساء.
اقرأ أيضًا: تجربتي نط الحبل لإزالة الكرش
3- الضغط العكسي بين الوجه واليدين
يعتمد هذا التمرين بشكلٍ رئيسي على فكرة تقوية عضلات الفك والجُزء السُفلي من وجه عن طريق ما يُعرف بتمارين المُقاومة، وهذه التمارين تُطبق بشكلٍ رئيسي تطبيق ضغط مُعين على العضلات وزيادته عن طريق الحركة بعكس الاتجاه.
في سبيل تأدية هذا التمرين كُل ما تحتاجين له هو إغلاق قبضتي اليد والعمل على دفع الرأس من ناحية الفك السُفلي إلى الأعلى بالتزامن مع تحريك الرأس إلى الأسفل مع الثبات لمُدة 10 ثواني، ويتم التكرار من 5 وحتى 7 مرات يوميًا.
من الجدير بالذكر أن العامل الأبرز الذي ساهم في نجاح تجربتي مع ابر إذابة الدهون من الذقن هو اختيار طبيبٍ مُختصٍ وبارع في أداء مثل هذه الإجراءات، ففي حال ما لم يكُن يمتلك أخصائي التجميل الخبرة الكافية يُمكن أن يتسبب هذا العلاج في تضرر أحد الأعصاب التي تتواجد في منطقة الرأس وتُغذي الوجه.