تجربتي مع التهاب المريء

في بادئ الأمر أود أن أوضح لكم معاناتي مع التهاب المريء التي قد مررت بها طوال الفترة الماضية، والتي من المؤكد سوف تحتاجون إلى معرفتها جيدًا من أجل التعرف على الأعراض التي تؤكد لكم إذا كنتم مرضى التهاب مريء أم لا.

في البداية سوف أشرح لكم شعوري الذي جعلني بالتبعية أذهب إلى الطبيب من أجل أن ينجدني بعلاج مناسب ويخلصني من الأعراض التي كانت تزعجني وتجعلني غير قادرة على العيش باستقرار.

سوف أوضح لكم تلك الأعراض بشكل مُرتب من خلال الفقرة القادمة، والتي بموجبها يمكنكم تحديد ما إذا كنتم بحاجة إلى الذهاب إلى الطبيب مثلي أم لا.

أعراض التهاب المريء

في البداية دعوني أوضح لكم من خلال تجربتي مع التهاب المريء وقبل أن اتطرق معكم لتوضيح الأعراض، أن أصف لكم ما هو ارتجاع المريء.

فارتجاع المريء يا أخواني ما هو إلا الطعام الذي تتناولونه، وبعد تناوله ما يحدث أنه يعود إلى المريء مرة أخرى بعد أن ينزل إلى المعدة، وهذه العملية ليست بسيطة على الإطلاق كما يظن البعض، بل تأتي مصحوبة بالكثير من الأعراض التي سوف أوضحها لكم من خلال النقاط التالية:

كنت أشعر كثيرًا بالحرقة في بداية معدتي، والحرقة في المريء.
كنت أعاني كثيرًا أثناء البلع، فأنا لم أستطع بلع الطعام بسهولة، وكنت أعاني جدًا في هذه العملية.
كنت أشعر بالكثير من الألم في المعدة والصدر.
كنت أشعر بآلام لا أستطيع وصفها، حتى إنها لم تهدأ على الإطلاق، وتتزايد كلما توجهت لتناول إحدى وجباتي.
ظهر معي السعال بشكل قوي، ولم أستطع السيطرة عليه أبدًا.
ظهر البلغم، وكان ظاهر بشكل قوي وكثيف، وهذا الأمر كان على غير المعتاد، فأنا لم أعتاد هذا الأمر معي على الإطلاق، إلا في نوبات الإنفلونزا القوية.
كنت أشعر بالدوخة التي تستمر معي لوقت طويل، وكانت قد تكثر معي وتزداد حتى إنني أشعر بالدوار، وشعرت حينها أنني في خطر.
كان يحدث قيء على فترات نتيجة الشعور بالغثيان الذي كنت أشعر به مرارًا وتكرارًا.
حتى أن الحلق لم يسلم من ألم التهاب المريء وكنت أشعر بألم شديد به.

على الرغم أنني شعرت بخطر بمجرد وجود الدوخة والدوار، إلا أنني لم أتوجه إلى زيارة الطبيب، فأنا لم أعتاد أن أذهب إلى الطبيب فور الألم، ولكن أصبر وأتحمل لحين الشعور بأن الأمر قد أصبح عظيمًا.

لكن ما فعلته كان خاطئًا وإياكم أن تفعلوا ذلك، ما يمكنني قوله نتيجة ذلك، أن هناك بعض المضاعفات التي ظهرت معي والتي كانت نتيجة الإهمال، وهذا ما اكتشفته لاحقًا.

مضاعفات التهاب المريء

مثلما أوضحت لكم أن هناك الكثير من المضاعفات التي قد قال لي الطبيب إنها كانت بسبب الإهمال، وكان من المفترض أن أذهب إليه فور شعوري بأن هناك أمر غريب يحدث معي ويتسبب لي في الشعور بهذا الألم، ومن خلال عرضي لكم تجربتي مع التهاب المريء سوف أوضح لكم تلك المضاعفات لكي تأخذوا الحذر، وهذه المضاعفات هي:

أمر البلع قد نفذ، ووصلت إلى مرحلة أنني لا أستطيع أن أبلع أبدًا، بالفعل كدت أختنق عند البلع، غير قابلة لعميلة البلع على الإطلاق.
حدث معي ضيق في المريء، وهذه من أعظم كوارث التهاب المريء والتي قد لفت نظري إليها الطبيب، وأوضح لي مدى الكارثة التي أفعلها بنفسي.

تلك المضاعفات التي ظهرت معي، وبالطبع فور عدم قدرتي على البلع توجهت فورًا إلى الطبيب، ماذا يحدث بي! أنا لا أفهم شيء! وهنا قال لي الطبيب أمور كارثية كدت أمر بها دون أن أشعر! خفت كثيرًا لقوله لي:

كان من الممكن أن تُصابي بالسرطان نتيجة إهمالك لهذا الأمر، فكان عليك بمجرد الشعور بالحرقة في الصدر والمعدة أن تأتي على الفور.
إهمالك أشبه أن يقع بكِ في فخ تمزق النسيج الموجود في بطانة الرحم، ولكن حمدًا لله لم تصل إلى هذه المرحلة.

يا الله! كاد أن يحدث كل هذا لي! لم أستطع أن أصف لكم شعوري حينها، التهاب مريء بسيط كان قد يؤدي بي إلى سرطان المريء! ما هذا الإهمال الذي يمكن أن يصل له الإنسان، بالفعل يمكن للإنسان أن يؤذي نفسه لهذا الحد! والله قد خلق لكل داء دواء! لمَ نهمل بأنفسناَ.

لكن! تمهلت قليلًا وبات في عقلي أمر يشغلني أكبر من صدمة أنه كان من الممكن أن اُصاب بسرطان المريء، وكان هذا الأمر يتمركز في أسباب هذا الالتهاب! من أين جاء لي! ولمَ؟

لكن السؤال لم يزول من عقلي هباءً، وقصدت أن أسأل الطبيب عن سبب التهاب المريء، وحقيقةً لم يتأخر في الإجابة، خاصةً بأنه رأى مني الفزع، فأراد أن يُطمئن قلبي قليلًا، تابعوني سوف أعرض لكم في الفقرة القادمة السبب وراء هذا الالتهاب.

أسباب التهاب المريء

بعد أن أخذت صدمة المضاعفات، وماذا كان سوف يحدث معي من هذا المرض، سألته عن السبب، فأنا لم أعاني من هذا الأمر من قبل، وفجأة شعرت بتلك الأعراض، نعم أعترف أنني أهملت بها، ولكن من أين أتت لي!، ومن خلال عرضي لكن تجربتي مع التهاب المريء سوف أوضح لكم رد الطبيب تفصيلًا، وكان كالآتي:

قال لي إنه من الممكن أن يكون نتيجة أن الأكل يرجع من معدتك إلى المريء مرة أخرى، وأكد لي أن هذا السبب هو الأكثر انتشارًا بين جميع مرضى التهاب المريء، ومن النادر إيجاد شخصيات لها أسباب أخرى.

لكنه لم يكن بخيلًا بالمعلومات التي أمن الله عليه بمعرفتها، واستمر في تقديمه الأسباب التي فتحت معي آفاقًا أخرى للعلم بمعلومات كثيرة عن هذا المرض، وأكمل حديثه قائلًا:

يمكن أن يكون السبب أيضًا الاضطرابات في الأطعمة، وهو السبب الذي بفعله تحدث الكوارث في المعدة من الشعور بالغثيان والتقيؤ المستمر، وهذا التقيؤ يؤدي إلى تراكم الأحماض على سطح المريء، ويكون هذا السبب الرئيسي للشعور بالحرقة.
بعد ذلك سألني عما إذا كنت اتناول بعض أنواع الأدوية أو المضادات الحيوية، وبرر ذلك قائلًا إن هناك نوع من أنواع الأدوية التي تحتوي على مكملات حديد تتسبب في الشعور بهذه الأعراض والإصابة بالالتهاب.
كما أنه قال لي إن هناك حالات ضئيلة تأتي له يكون السبب في التهاب المريء لديها مُختلف عن غيرها، ويكون متمثلًا في العلاج بالأشعة او العلاجات الكيميائية نتيجة السرطان، وهذه الأنواع من العلاج تؤدي للإضرار ببطانة المريء.
قال لي أيضًا إن التقدم في السن يُعد عاملًا من عوامل الإصابة بالتهاب المريء، ولم يكن السبب طبي أو افتعالي.
كما أنه قال لي إن الأشخاص المصابين بقرحة المعدة أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المريء.

بعد أن ذكر لي الأمور الطبية والتي أكد من خلالها أن الحالات قد تختلف وتتراوح بين شخص لآخر، ولكن الحمد لله لم تكن تلك الأسباب لدي، فقد لفت نظري أن هناك عادات خاطئة قد نقوم بها جميعًا تتسبب في حدوث هذا الالتهاب، وسوف أوضحها لكم في الفقرة التالية من خلال عرضي لكم تجربتي مع التهاب المريء.

عادات خاطئة تُسبب التهاب المريء

سوف أقدم لكم هذه العادات يا أخواني من أجل أن تتجنبونها لأنها بالفعل كانت أساس ظهور التهاب المريء معي، وقال الطبيب عنها الآتي:

قال لي الطبيب عن تناول الطعام قبل النوم مباشرة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب المريء، وفي الحقيقة أنا أفعل تلك العادة كثيرًا بطبيعة العمل طوال اليوم، وتناول الأكل ليلًا وأخذ قسط من الراحة.
ما أثبت لي كلام الطبيب هي السمنة، فقد قال لي إنها من أهم مسببات حدوث هذا الالتهاب.
كما أنه قال لي إن تناول الوجبات الكبيرة قد يكون هو السبب الأساسي في رجوع الطعام من المعدة إلى المريء مرة أخرى، ويكون هنا الأكل زائد عن الحاجة، وهذا ما يفعله معظم الأشخاص، وتُعد من أسوأ العادات.
تناول المسكنات كثيرًا، لقد صُدمت من هذا الأمر، فأنا لا أفعل شيء في بداية يومي سوى أنني احتسي فنجانًا من القهوة وأتناول معه مسكن، لذا فإنه فاجئني بهذا الأمر.
كما أن ما أصابني بالدهشة أكثر بعد أن قلت له ما سبق أن النسبة العالية من الكافيين في الجسم لها تأثير قوي على التهاب المريء، وتكون محفزة لظهور التهاب المريء.
أما عن الصدمة الكبرى، والتي سوف يذهل منها الجميع، والتي سوف تكون سببًا في الدهشة، المياه الغازية، وكم هي مؤثرة على المريء.

بعد أن قام بعرض الأسباب لي، قام بتقديم بعض النصائح الهامة التي استطاع من خلالها أن يهدئ من روعي، واستطعت باتباعها أن أصل إلى مراحل جيدة من التهاب المريء، وكدت أتخلص منه تدريجيًا.

لكن الطبيب لم ينصحني أبدًا بتناول الأدوية، ومن خلال عرضي لكم تجربتي مع التهاب المريء سوف أوضح لكم النصائح التي قدمها لي الطبيب من أجل أن تعم الفائدة على الجميع.

اقرأ أيضًا: أنواع ارتجاع المريء

نصائح التقليل من التهاب المريء

في إطار تقديمي تجربتي مع التهاب المريء من المؤكد لم أبخل عليكم بعرض النصائح التي قدمها لي الطبيب للتخلص من هذا الالتهاب، والتي سوف أقدمها لكم من خلال النقاط التالية:

قال لي الطبيب إنه يجب أن أبتعد عن جميع الأطعمة التي تُزيد من نسبة الحموضة والتي قد ذكرها لي سابقًا وتتمثل في القهوة ومواد بها كافيين، وأيضًا نبهني من تناول الشوكولاتة لأنها من الأطعمة التي تُحفز من زيادة التهاب المريء.
حذرني الطبيب من تناول الأدوية التي يتم تناولها بالماء، مع الاستلقاء بعدها، لأن هذا الأمر يؤدي إلى حدوث الارتجاع، ولكن هذا الأمر لمدة لا تقل عن 30 دقيقة فقط، ومن ثم يمكن الاستلقاء.
كما أنه قال لي عندما أحس بالارتجاع، استلقي وأقوم برفع رفع رأسي بوضع الوسادات قليلًا، وبالفعل تلك الطريقة ساعدتني كثيرًا في التخلص من مشكلات الارتجاع.
بتبعية السمنة التي أعاني منها فقد نصحني الطبيب بضرورة التخلص منها سريعًا، وها أنا الآن في طريقي للتخلص من الوزن الزائد، ولا أحتاج سوى الدعوات للإرادة.
أكد الطبيب على ضرورة الكف عن عادة النوم بعد تناول الطعام مباشرة، وهذا ما أفعله الآن بالفعل، لذا شعرت بالتحسن وهيهات ما يحدث معي الارتجاع، وفي حقيقة الأمر أعلم أنه يكون بسبب نظام طعام سيئ.
يوجد نصية أخرى هامة جدًا قدمها لي الطبيب فهو لا يعلم بطبعي ولكنه قالها بعين الاحتياط، وهو الابتعاد عن التدين، فأنا ليس من المدخنين، وودت أن أقدمها لكم من خلال عرض تجربتي مع التهاب المريء، في حين أن هناك شخص يعاني من التهاب المريء ومن المدخنين.
نصيحة مني لكم يا أخواني، من المهم الاعتناء بصحتكم، ولن يحدث ذلك سوى بتناول وجبات صغيرة من الأكل وعلى فترات لا تقل عن 3 ساعات بين الوجبة والأخرى، فقد أحدث ذلك فارقًا كبيرًا معي في التخفيف من التهاب المريء وفي فقدان الوزن.

في نهاية عرض تجربتي مع التهاب المريء يمكنني التوضيح أنه يوجد بعض الأعشاب التي نصحني الطبيب بتناولها مثل الزنجبيل والبابونج، وبالفعل بعد أن تناولتهم كالشاي بالضبط ساعدني في التقليل من أعراض التهاب المريء مع النصائح السابقة، وأشعر كأنني أبدأ حياة جديدة.