تجربتي مع الدعاء لتغيير حياتي تجربة حقًا غاية في الروعة فقد عشت تجارب مريرة في حياتي وكدت أفقد الأمل وأظلمت الحياة من حولي، ولكن الله كان لطيفًا بي وسمعت محاضرة عن أثر الدعاء فالتزمت بها فكانت نتائجها بفضل الله، وأعرضها لكم عبر موقع سوبر بابا.
تجربتي مع الدعاء لتغيير حياتي
الدعاء من أعظم أسلحة المؤمن فيقول الله فيه “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ” وخير ما يلجأ له المؤمن إذا اشتدت عليه مصيبة أو استعصى عليه أمر أن يلجأ الى ربه سبحانه فيدعوه وبإذن الله سيستجيب الله له.
الدعاء تسليم لله واعتراف منك أنك لن تصل إلى شيء إلا عن طريق ربك فأنت عاجز عن كل شيء ويستطيع ربك وحده أن ينقذك مما أنت فيه ولهذا قال لرسول صلى الله عليه وسلم ” إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: ” ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي” غافر: 60، رواه الإمام أحمد.
تجربتي مع الدعاء لتغيير حياتي كانت تفاصيلها:
في أحد الأيام أصابني مرض شديد أقعدني فلم أكن أستطيع الحركة وكنت أحسب الخطوات في أي طلعة حتى لو كانت صغيرة فأحمل همها تؤرقني الذهاب بها فلم أكن قادرًا على تحمل تلك الآلام ولم أكن أعرف سببها في وقتها، وظلت الآلام تتزايد علي ولا تهدأ أبدًا حتى في أثناء النوم كانت تأتيني ويأست من العلاج منه.
ذهبت للعديد من الأطباء وكل منهم يصف لي دواء ويطالبني بترك أدوية الآخرين فكنت أبدأ الرحلة من الصفر مع كل واحد منهم، لدرجة أنني تركت كل الأدوية يأسًا مني من الشفاء والعودة لحالتي الطبيعية مرة أخرى، حتى هداني الله للدعاء بعد أن سمعت محاضرة عنه من شيخ جزاه الله كل خير.
فهداني الله للدعاء وأكثرت منه في كل وقت وكل مكان ووثقت في الله بعد أن قال الشيخ لا تجرب ربك، أي أنك لا تدعو من باب التجربة، بل ادع الله وأنت واثق منه على تلبية طلبك والاستجابة لك فلن يكون مرضك هذا أعظم من قدرة ربك فهو القائل “ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” سورة الأنبياء (80).
وبالفعل ما هي إلا بضعة أيام حتى هداني ربي إلى علاج لم يكن في حسباني لم يكلفني إلا القليل والأهم أنه كان من السنة النبوية الصحيحة، فكانت تجربتي مع الدعاء لتغيير حياتي مُبهرة، فقد كان بفضل من الله علاجًا فوريًا، ففي اليوم الذي تناولت فيه الدواء شعرت بتحسن كبير وحالة لم أكن أتوقعها أبدًا.
لم يمض يومان إلا وقد أصبح المرض هذا من ذكرياتي التي تؤكد قيمة الدعاء في تغيير الحياة، وبالفعل كانت تجربتي مع الدعاء مُغيرة لحياتي، هي تجربة ثرية وإيمانية علمتني ألا أترك الدعاء أبدًا في كل وقت في الشدة وفي الرخاء أيضًا.
اقرأ أيضًا: ما هي أفضل سورة لاستجابة الدعاء
أدعية الشفاء من الكتاب والسنة
كان من أدعية الشفاء التي كررتها كثيرًا والشرط هنا أن الدعاء لا يجرب بل يلزم أن يكون الإنسان فيه واثقًا من قدرة ربه سبحانه فهو القادر على أن ينجينا من كل كرب كما قال ” قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ”، فنحن ندعو الله لكي ينجينا من كل مصيبة ولكن المشكلة فينا أن كثيرين منا بعد النجاة ينسون ربهم.
- يمكنك أن تقول مثل دعاء سيدنا أيوب عليه السلام عندما دعا ربه ليشفيه من المرض فقال ” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”
- اقرأ على نفسك وعلى أي مريض تزوره سورة الفاتحة فإنها شافية كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ادع الله بدعاء الكرب، وهو يصلح لكل كرب في حياة المسلم وهو من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم ” لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، لا إله إلّا الله ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم”.
- الدعاء الذي كان يدعو رسول الله به لأي مريض يعوده في مرضه ” اللهم أذهب البأس ربّ النّاس، اشف وأنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا”.
- قم بوضع يدك على الجزء الذي يؤلم أو يؤلم الرجل وضع يدك على ما يجوز لك لمسه من جسد المرأة وقل “بسم الله ثلاثًا وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر”.
- اقرأ في يدك بالمعوذات الثلاثة ثم انفث فيها ومررها على ما جسدك مبتدئًا بوجهك كما كان يفعل رسول الله ونقلته لنا زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
- فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها، قال معمر: فسألت الزهري كيف ينفث؟ قال: كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه. رواه البخاري ومسلم.
اقرأ أيضًا: أمور أوصى بها الرسول لاستجابة الدعاء في نفس اللحظة
من فضائل الدعاء
الدعاء هو من الأعمال الصالحة التي أمرنا الله بها وهو عبادة يؤجر عليها صاحبها لأنه امتثل لأمر ربه حين قال “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ” فأتمنى أن تكون تجربتكم مع الدعاء تجربة إيمانية رائعة ليحكي كل منكم في يوم من الأيام ويقول تجربتي مع الدعاء لتغيير حياتي، فمن فضائل الدعاء ما يلي:
- الدعاء يقربك من الله، وكفى به مكرمة أن يكون سببًا في تقريبك إلى ربك الجبار سبحانه، فالداعون أقرب الناس إلى ربهم لأنهم خرجوا من كل حول وطول ولجأوا إلى الله سبحانه قائلين له بلسان حالهم أو بلسان مقالهم يا رب ليس لنا إلا أنت، فأنت تملك ولا نملك وأنت تقدر ولا نقدر.
- الدعاء يحبه الله من عباده، فأي شيء يحبه الله يفعله المؤمن لكي يصل به إلى حب الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء“ (رواه الترمذي وأحمد)، وفسرها الزبيدي بقوله ” صار الدعاء كريمًا على الله لدلالته على قدرة الله وعجز الداعي”.
- الدعاء يشرح الصدور ويذهب الآلام، لأن الدعاء تسليم للكبير المتعال وإذا وكّل العبد عبد مثله في أمر من الأمور استكان قلبه واستراح لأنه أوكل غيره بعمله فكيف بمن رفع الأمر إلى الله ليدبره ويقوم به.
- الدعاء سبب لمنع البلاء أو معالجة سببه أو لزوال أثر، فكل مسلم لا بد له أن يكثر من دعائه لربه فقد قال صلى الله عليه وسلم: “من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئًا يعطى أحب إليه من أن يُسأل العافية؛ إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل؛ فعليكم عباد الله بالدعاء” (رواه الترمذي).
- الدعاء هو باب كل مظلوم للجوء إلى ربه سبحانه، فأين يذهب المظلوم للشكوى من ظالمه، فقد يكون ظالمه ذا قوة شديدة فيذهب لله ذي القوة والجبروت ليشكو له ما تعرض من ظلم فأوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن: “واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب“. (رواه البخاري ومسلم).
- من فضائل الدعاء أيضا أن وجوده في حد ذاته يعتبر نجاة من الكبر، لأن الداعي يتجرد من كل شيء يملكه فيقول يا رب ليس لي قوة ليس حكم على الأشياء أنت تملك ما عندي وتملكني أنا أيضا فأنا أحتاج إليك ويطلب كل ما يريده وبالتالي يتخلص من الكبر.
- يُخلصك من غضب الله عليك لأنك لو لم تدع الله سبحانه فسوف تتعرض لغضبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يسأل الله يغضبْ عليه» فمجرد دعائك لربك فقد تخلصت من غضبه سبحانه عليك لكبرك وسبحان الله فإن الدعاء في صالحك أنت ويغضب عليك إن لم تفعل.
ورحم الله من قال:
لا تسألنَّ بُنَيَّ آدمَ حـاجةً *** وسل الذي أبوابُهُ لا تحجبُ
فاللهُ يغضبُ إن تركت سؤالَه *** وبُنيُّ آدمَ حين يُسألُ يغضبُ
الدعاء يقرب بينك وبين أخيك المسلم فكل مسلم يدعو لأخيه دعوة صادقة من قلبه بظهر الغيب أي في غياب أخيه يستجيبها الله على الفور بل ويوكل لك ملكًا يدعو الله لك ويقول” ولك بمثل”.
اقرأ أيضًا: هل يستجيب الله الدعاء بالزواج من شخص معين
شروط الدعاء الصحيح
يوجد عدد من الشروط التي تجعل هذا الدعاء مُجابًا، وهي من الآداب أيضًا، وتلك ما امتثلت لها بتجربتي مع الدعاء لتغيير حياتي.
- الإخلاص لله تعالى، فأول شروط الدعاء الصحيح أن تدعو الله وحده ولا تدعو معه أحدًا من خلقه، فلا تدع عبدًا مثلك لا يقدر على نفع نفسه ولا ضررها فضلا أن ينفعك أو يضرك، فكل عبد مهما بلغت قوته فهو ضعيف لا يملك، فادع الله وأخلص له في الدعاء وحده يكفيك من كل شيء.
- ابدأ دعائك بحمد الله فالله يحب أن يحمده عبده ويثني عليه ويمدحه ويبالغ قدر استطاعته في الثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بأنواع الصلاة عليه وصيغها، ثم يدعو الله بما شاء ويتذلل إلى ربه، ثم يختم دعاءه بالصلاة على النبي فالله يقبلهما ولا يرد الدعاء الذي جاء بينهما.
- يوقن بالإجابة من ربه سبحانه ولا يدعو دعاء المتشكك في الله فلن يستجيب الله لذلك بل يدعو وهو على يقين بالإجابة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ادْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ” فلا بد أن يكون المسلم على يقين من ربه.
- من الضروري أن يلح العبد في الدعاء فلا يستعجل ويترك الدعاء فعنْ أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي”، فلا بد أن يلح ويعلم أن ما ترك الله إجابته إلا لحكمة يعلمها وليس عن عجز ولا عن بخل.
- يجب أن يكون المسلم الذي يدعو ربه ويحب أن يستجيب الله له أن يكون حاضر القلب في الدعاء فلا يعتبره مجرد كلام يقوله بل يخاطب الملك جل جلاله.
- موضوع الدعاء فلا يكون دعاء فيه إثم أو قطيعة رحم فإن الله لا يستجيب له وكذلك الدعاء على الأهل والمال والولد والنفس ففيه الهلكة لو استجابه الله.
تجربتي مع الدعاء لتغيير حياتي كانت مُثمرة، وأتمنى أن تبدأوا التعامل مع الدعاء على أنه الوسيلة الأكيدة والواقعية والتي ترضي الله لتغيير حياتكم.