تجربتي مع نقص فيتامين ب 12 للحامل أرى فيها واحدةً من أبرز صور التجارب التي لها القُدرة على إظهار ما يشتمل عليه هذا النوع من الفيتامينات من فوائد ومنافع بشكلٍ عام وأثناء فترة الحمل على وجه الخُصوص، وعلى الرغم من ذلك هُناك جوانب كثيرة مُبهمة لاستخدامه تجعل الكثيرات يمتنعن عن ذلك أو يتوجسن خيفةً حياله، لذا قررت استعراض التجربة عبر موقع سوبر بابا.
الحمل رحلة سعيدة مليئة بالمطبات
لا شكَّ في كون تجربة الحمل تُعد واحدةً من أبرز صور التجارب التي تُمني السيدات النفس في خوضها وعيشها بكافة جوانبها، فإحساس الأمومة بشكلٍ غريزي يُعتبر من صور الأمور التي تولد بالفطرة في السيدات قبل إدراكهن حتى لذلك، والأمر سيان بالنسبة لي.
أنا مُنى، وأبلغ في الوقت الراهن من العُمر أربعين ربيعًا، ومثل الغالبية العُظمى من السيدات كانت فكرة الحمل والإنجاب بالنسبة لي للحصول في نهاية المطاف على طفلٍ في إطار تكليل وتتويج كافة مشاعر الأُمومة والحُب الزوجي على حدٍ سواء أمرٌ سعيت إلى تحقيقه كثيرًا.
لن أقول إنني كُنت أعاني من تأخُرٍ في الإنجاب بقدر مُعاناتي من ارتفاعٍ شديد في شعور بالشوق واللهفة لعيش هذه التجربة وخوضها، وقد منَّ عليَّ الله بالفعل بهذه النعمة ووهبني بفضله الحمل قبيل الذكرى الثانية لزواجي في يومٍ أذكُر كُل تفاصيله السعيدة ما صغُرَّ منها وما كبُر حتى يومنا هذا.
على الرغم من كافة التجارب التي جعلت شُعور التوجس خيفة يتخلل فرحتي إلا أنني لم أُعاني قط من أيِّ صعوباتٍ أو مُشكلاتٍ خلال الفترة الأولى من الحمل.
فلم يُزعجني إلا الغثيان الصباحي، التقيؤ، الإحساس بالتعب وغيرها من الآلام البسيطة والأعراض التي لا يُمكن وصفها إلا بكونها مُزعجة ولحظية، وقد استمر الوضع على ذلك حتى دُخولي في الثُلث الثاني من الحمل.
شهدت هذه الفترة المُعاناة من عِدة تغيُرات جُسمانية، نفسية وغيرها من الأمور الطبيعية مثل زيادة الوزن نظرًا لزيادة حجم الجنين، ولكن ما عكَّر صفو هذه المرحلة من الحمل كوني قد بدأت في مواجهة أعراضٍ غير مألوفة بشكلٍ غريب ودوري مثل:
- شُحوب لون الجلد، الشفتين والأظافر.
- المُعاناة من ضعف في التنفس وصعوبة تصل في بعض الأحيان إلى كونها بالغة.
- ارتفاع مُعدل ضربات القلب.
- الدوار والشعور بالدوخة الشديدة.
- التعب والوهن العام.
- اختلالات إدراكية بالتزامن مع صُعوبات في التركيز.
على الرغم من أني قد تجاهلت الموضوع في بداية الأمر إلا أنه أخذ في التزايد من ناحية الحِدة والاستمرارية، وهُنا بلغ شُعوري بالخوف أقصاه، فقررت قصد الطبيبة المُتابعة لحالتي.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع غذاء ملكات النحل للحمل
تشخيص الحالة المرضية
أثناء الرحلة من منزلي إلى عيادة الطبيبة مُقدمة الرعاية الصحية شعرت كما لو كانت رُوحي تُسحب مني، وأقولها علانيةً كانت هذه المرة الأولى التي أُعاني فيها من الخوف من بداية الحمل وحتى الشهر الخامس تقريبًا منه، وقد كان الطريق إلى العيادة طويلًا للغاية، أو هذا ما خُيِّل لي.
فور الوصول إلى العيادة كُنت بين نار الرغبة في معرفة ما أُعاني منه والخوف الشديد إلى حد التوجس، وهُما شُعوران يرجعان في سببهما الرئيسي إلى خوفي على فلذة كبدي الذي لم أره بعد.
حان دوري في الدُخول، ولم يستمر الكشف طويلًا في واقع الأمر، فبمُجرد أن قُمت بالحديث عما أُعاني منه من أعراض قاطعتني الطبيب لتقول إني مُصابة بحالة مرضية تُعرف بفقر الدم الناتج عن الحمل.
بشكلٍ بسيط يُمكن وصف هذه الحالة المرضية بقول إن الجسم غير قادر في الوقت الراهن على التأقلم نتيجةً لكثرة التغيرات التي تُعاني منها السيدات في هذه المرحلة.
من أبرز هذه التغيرات هي كون الكمية الطبيعية لخلايا الدم الحمراء لا تكفي الأُم والجنين على حدٍ سواء، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى قُصور كبير في عملية نقل الأُكسجين إلى الأنسجة الخاصة بالأُم والجنين على حدٍ سواء.
على إثر التخلص من هذه الاضطرابات والعمل على تخطيها يقوم الجسم بمُحاولة زيادة إنتاج الدم وتخليق كُريات الدم الحمراء في سبيل دعم النمو السليم للطفل بالتزامن مع سلامة الأُم، وهو ما يُعتبر من صور المُعادلات صعبة التحقق في واقع الأمر.
ما يزيد من صُعوبة هذه العملية هو افتقار جسم الأُم للحديد، الكوبالامين والفولات، وهي من صور العناصر التي تدخل بشكلٍ رئيسي في تكوين كُريات الدم الحمراء، وبإجراء الفحوصات علمت أن العُنصر الذي ينقصني بالتحديد هو الكوبالامين، وهو ما أعلن انطلاق صافرة مُعاناتي وتجربتي مع نقص فيتامين ب 12 للحامل.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع لبوس برونتوجيست
آليات علاج أنيميا الحمل
على الرغم من عدم خُطورة المراحل الأولى من أنيميا الحمل إلا أن احتمالات المُعاناة من مُضاعفات تُعتبر واردة الحُدوث ومُطروحة إلى حدٍ كبير، ومن أبرز صور هذه المُعاناة وفقًا لما جاء على لسان الطبيبة المُعالجة والمُتابعة لحالتي الصحية كُل مما يلي:
- ولادة طفل خديج “طفل غير تام النمو نتيجة الولادة المُبكرة”.
- انخفاض وزن الطفل عند الولادة تعبيرًا عن المُعاناة من سوء التغذية.
- مُعاناة الطفل حديث الولادة من الأنيميا، والتي غالبًا ما تكون في هذه الحالة من صور المُشكلات العُضال المُزمنة وصعبة العلاج.
- إصابة الطفل من تأخُر في النمو على مدار أعوام نموه.
- مُعاناة السيدة الحامل مما يُعرف باكتئاب ما بعد الولادة، وهو من صور الاضطرابات النفسية التي قد تصل في بعض الأحيان إلى مراحل مُتقدمة وصعبة.
في سبيل تلاشي خطر الإصابة بكافة هذه المخاطر التي قد تعود بالسوء على الجنين والأُم على حدٍ سواء لا بُدَّ من البدء فور التشخيص بالمُعاناة من الأنيميا ف المُرتبطة بالحمل في العلاج، مع العلم أنه هُناك عدد كبير من الآليات التي يُمكن استعمالها في سبيل ذلك.
نظرًا لمُعاناتي من أعراضٍ واضطرابات في إطار تجربتي مع نقص فيتامين ب 12 للحامل أو ما يُعرف علميًا باسم الكوبالامين قامت الطبيبة المُعالجة بوصف بعض العقاقير والمُكملات الغذائية التي تشتمل على هذا الفيتامين.
مع العلم أنه يُساهم في نمو العمود الفقري والجهاز العصبي المركزي للطفل بغض النظر عن الأنيميا، لكنه لا يُعد رُكنًا واحدًا فقط من أركان البرنامج العلاجي الذي خضعت له لفترة زمنية لا تقل عن ستة أشهر.
اقرأ أيضًا: علاج احتقان الحلق الشديد للحامل
العقاقير العلاجية لا تكفي دائمًا
وجب القول هُنا إن هُناك ما هو أهم في الواقع من تناول العقاقير الغذائية المُكملة والتي تشتمل على فيتامين ب 12 والذي يُعرف باسم الكوبالامين، فالسبب الرئيسي في نقص الحديد في الجسم يُعود إلى افتقار النظام الغذائي إلى ما يمد الجسم بهذا العُنصر وما يُساعده على هضمه.
لذا لا شكَّ في كون الركيزة الأساسية التي قام عليها البرنامج العلاجي الخاص بي ككُل في سبيل العبور بتجربتي مع نقص فيتامين ب 12 للحامل إلى بر الأمان هي العمل على إحداث بعض التغييرات العادات الغذائية الخاصة بي، وما أتناوله من مأكولات ومصادر للغذاء، وقد جاءت وفقًا لنصائح الطبيب على النحو التالي:
قومي بـ | تجنبي القيام بـ |
تناول الفاصوليا المُجففة | شُرب الشاي، القهوة والمُنبهات بشكلٍ عام |
زيادة الورقيات الخضراء الداكنة في طعامك | تناول البيض وبروتين الصويا “تُبطء امتصاص الحديد” |
الإكثار من الحمضيات ومصادر فيتامين سي | اللجوء إلى استهلاك الجلوتين |
تناول المُكملات الغذائية الخاصة بالزنك | الإكثار من الأطعمة الغنية بالكالسيوم |
شُرب الماء بكثرة | تناول الدُهون عوضًا عن البروتينات |
تناول اللُحوم الحمراء، لُحوم الدواجن والكبد | الإكثار من المُكسرات والتوابل “لاحتوائها على العفص” |
في نهاية المطاف انتهت تجربتي مع نقص فيتامين ب 12 للحامل بكُل خير مُكللةً بالنجاح، وقد انتهت رحلة الحمل الصعبة التي عانيت فيها من هذه المُشكلة بسلام على إثر اتباعي لنصائح الطبيبة المُعالجة ورحمة الله بي، وها أنا ذا اليوم أُمٌّ لثلاثةٍ من الفتية والفتيات، ولم أُعاني من هذه المُشكلة مرةً أُخرى قط.
من الجدير بالذكر ومما عرفته من خلال تجربتي مع نقص فيتامين ب 12 للحامل كون الأنيميا وفقر الدم بسبب الحمل تُعد من صور الحالات المرضية التي لا تظهر أعراضها إلا في حالاتٍ مُتأخرة، لذا نصيحتي لكُن هي السعي في الخُضوع إلى الفُحوصات بشكلٍ دوري في سبيل التأكد من نسب كافة الفيتامينات والعناصر الأُخرى في الجسم.