تتمتع أجواء شهر رمضان في مصر بخصوصية فريدة تميزها عن سائر دول العالم، حيث تجسد هذه الفترة طقوسًا تقليدية بدأت في مصر ثم انتشرت في كافة أرجاء الوطن العربي، مما يبرز الخصوصية التي يحملها هذا الشهر الكريم، مثل استخدام الفوانيس كرمز لاستقبال رمضان.
خلال هذا الشهر المبارك، يتجدد الفرح والبهجة في قلوب الأطفال الذين يتنقلون في كل مكان، بينما تزدان البيوت والشوارع تعبيرًا عن الاستعداد لشهر الرحمة والخير.
رمضان في مصر: تجربة فريدة
- يأتي شهر رمضان ليضفي طابعًا خاصًا ومميزًا على كل شيء، حيث تكتسي الشوارع بالفوانيس والزينة الملونة التي تبهج النفوس.
- تكتظ المحلات بالحلويات الشرقية المتنوعة كالكنافة والقطايف، وتتعدد أنواع المخللات التي تعتبر مائدة الإفطار من دونها ناقصة.
- كما تُعد المشروبات الرمضانية الشهيرة مثل التمر الهندي والسوبيا من العناصر الأساسية في هذا الشهر.
- تحظى موائد الرحمن بشعبية كبيرة، حيث يقوم العديد من المتطوعين أو المؤسسات الخيرية بتقديم الوجبات للجميع.
- تتوجه هذه الموائد لكل من لم يتمكن من الإفطار في منزله.
- ويقف عدد من الشباب على الطرقات لتوزيع وجبات صغيرة وحبات من التمور وبعض المشروبات المائية على المسافرين الذين تفوتهم لحظة الإفطار في بيوتهم.
- ومن أبرز ما يميز رمضان في مصر هو صوت المدفع الذي يُطلق عند الإفطار وعند السحور، حيث كان يُطلق من على قمة جبل المقطم ليصل صداه إلى كافة سكان القاهرة.
التقاليد الرمضانية في مصر
- تعد ظاهرة “المسحراتي” من أبرز تقاليد رمضان، والتي لا تزال سائدة حتى اليوم، حيث يسير المسحراتي في الشوارع قبل الفجر لإيقاظ الناس للسحور بأناشيد جميلة.
- يوجد لدى المصريين عادات خاصة تتعلق بإفطارهم، حيث يتم تناول أطباق مميزة مثل المحاشي والدجاج والبط خلال الأيام الأولى من رمضان.
- أما السحور، فيفضل المصريون تناوله مع طبق الفول الذي يُعتبر الأساس، بالإضافة إلى الجبن والخضروات والفواكه المقطعة، حيث يعتبر كوب الشاي مشروبًا رئيسيًا بعد الإفطار والسحور.
- يشدد المصريون على أهمية التجمعات العائلية خلال رمضان، حيث يتوجهون بعد الإفطار إلى المساجد لأداء صلاة التراويح.
- بعد الصلاة، يتوجهون إلى الحدائق العامة والأسواق للاستمتاع بالأجواء الرمضانية، مما يجعل الشوارع تعج بالحركة منذ بداية رمضان وحتى عيد الفطر، قبل أن يعود الجميع إلى روتينهم اليومي.
أجواء رمضان في الدول العربية
تستقبل الدول العربية شهر رمضان بالفرح، وتختلف مظاهر الاحتفاء من دولة إلى أخرى، ومن تلك الدول:
رمضان في القدس
- رغم التحديات، تبقى القدس مدينة السلام، حيث يأتي رمضان محملًا بالعطاء والرحمة، رائعة في تقاليدها التي يتمسك بها الشعب الفلسطيني.
- تتجلى الفرح في مآدب الإفطار الفلسطينية المليئة بأصناف مشهورة مثل الكعوب ومنسف اللحم، بالإضافة إلى حلويات مثل الكنافة والهريسة.
- لكن رمضان في القدس يفتقد لطقوس المسحراتي وصوت المدفع، بسبب الوضع الأمني الحالي.
رمضان في الغرب
في أي مكان يتواجد فيه المسلمون، تظل شعائر الإسلام قائمة، خاصة خلال شهر رمضان من حيث طقوسه الخاصة بالصوم والقيام.
تعرف المجتمعات الغربية على الشهر الكريم من خلال تجمعات المسلمين التي تقام في المساجد ولموائد الإفطار المشتركة، مما يعكس نظرتهم للمسلمين خلال رمضان.
مظاهر رمضان في الدول الغربية
تشهد الدول الغربية تواجدًا ملحوظًا للمسلمين الذين يستعدون لهذه الفترة المباركة، ومن بين هذه الدول ألمانيا.
رمضان في ألمانيا
- يوجد في برلين شارع يعرف باسم “الشارع العربي”، حيث يرمز لحياة المسلمين هناك الذين يتجاوز عددهم مئتي ألف.
- خلال أيام رمضان، يسود الهدوء في هذا الشارع انتظارًا للإفطار عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت برلين.
- ازدهرت المعرفة بتفاصيل شهر رمضان لدى الألمان، بفضل انفتاح المسلمين على المجتمع.
- تمتلئ المساجد بالمرتادين، حيث تقدم المطاعم الإفطار للصائمين، مما يجعل رمضان في ألمانيا مختلفًا تمامًا عن الأيام العادية.
- تمكن المسلمون في مختلف الدول الغربية، وخاصة العواصم، من ممارسة شعائرهم الدينية بكل يسر دون خوف أو تردد.
- تساعد الصورة الإيجابية التي تخرج عن الإسلام في تعزيز الاندماج الاجتماعي في المجتمعات الغربية.