تحديد موقع جبل الطور

جبل الطور

ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى: “وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)” – سورة التين. يُشار إلى جبل طور في القرآن الكريم في عدة مواضع، من بينها سورة التين ومواقف مرتبطة بقصة نبي الله موسى عليه السلام. يُعتبر الجبل الذي نزل عليه الوحي وتحدث الله إليه. تنقسم آراء الناس حول موقع هذا الجبل، حيث يتواجد جبليْن باسم “الطور”؛ أحدهما في فلسطين والآخر في مصر. كما ذُكرت قصة جبل الطور في كل من الإنجيل والتوراة، ولكن بتفاصيل وأحداث مختلفة، وتوافق جميع الديانات على أنه جبل مقدس شهد أحداثًا هامة.

موقع جبل الطور

جبل الطور في فلسطين

يُعتبر جبل الطور في فلسطين أعلى قمة في الجليل الأسفل، ويقع في الجهة الجنوبية بالقرب من مرج ابن عامر. يُعرف أيضًا باسم جبل طابور، حيث يرتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 588 مترًا. يمكن رؤية هذا الجبل من مناطق الجليل والجولان والعديد من المناطق الفلسطينية الأخرى نظراً لارتفاع قمته البارز. توجد ثلاث قرى في أعلى الجبل: الأولى هي قرية الشبلي الواقعة على السفح الشرقي، والثانية هي قرية أم الغنم على السفح الشرقي، بينما تتواجد القرية الثالثة، أم الغنم، على السفح الغربي. يؤمن المسيحيون أن النبي عيسى عليه السلام شهد الوحي في هذا الجبل وتجلّى له، مما أطلق عليهم اسم “جبل التجلي”، حيث تم بناء كنيسة هناك تُعرف أيضًا باسم كنيسة التجلي.

جبل الطور في مصر

يسميه المصريون “جبل موسى” أو “جبل طور سيناء”، حيث يعتقدون أنه الجبل الذي كلم الله سبحانه وتعالى فيه نبي الله موسى عليه السلام، والذي نزلت عليه الوصايا العشر. يقع جبل الطور في الجهة الجنوبية من شبه جزيرة سيناء القريبة من قارة آسيا، ويبلغ ارتفاعه 2285 مترًا عن سطح البحر. يحوي الجبل على كنيسة يونانية قديمة بالإضافة إلى جامع صغير قديم، ويامسون له جمال رائع حين يتعرض للثلوج في فصل الشتاء.

يُعد الجبلان من الوجهات السياحية المميزة في العالم العربي، حيث يتقاطر الزوار من مختلف بقاع الأرض لاستكشافهما. وعلى الرغم من عدم تحديد أي منهما هو المقصود في القرآن بشكل قاطع، يبقى لكل منهما أهميته الدينية والتاريخية في الحضارات العربية والديانات السماوية. وفيما يتعلق بالقطع بشأن أيهما هو الجبل الصحيح، لا يمكن التأكد دون دليل شرعي، والله أعلم.