مدينة بابل
تعد مدينة بابل واحدة من أبرز المدن التاريخية في العراق، وقد كانت تُعرف في العصور القديمة كعاصمة لمملكة البابليين خلال فترة حكم الملك حمورابي، الذي تولى الحكم من عام 1792 إلى 1750 قبل الميلاد. تُعتبر هذه المرحلة هي العصر الذهبي لحضارة بابل، حيث انتشر نفوذها ليغطي معظم مناطق بلاد ما بين النهرين، وقد اعُتبر الموقع الاستراتيجي لبابل على نهر الفرات أحد الأسباب الرئيسية لاختيارها كعاصمة.
الحياة السياسية
تاريخ مدينة بابل يضم أحد عشر ملكًا قد حكموها على مدى ثلاثمئة عام، مما أتاح للحضارة البابلية أن تشهد فترة ازدهار واضحة. انتشرت اللغة البابلية في جميع الأقاليم المجاورة، وتطورت العلوم والفنون بشكل كبير خلال هذه الفترة. كما شهدت المدينة توسعًا تجاريًا هامًا، واشتهرت بشكل خاص بعلم الفلك. كانت إدارة بابل مركزية، حيث اعتمدت على نظام قانون موحد وضعه الملك حمورابي.
تعرضت بابل للتدمير على يد الحيثيين عام 1595 قبل الميلاد، ثم خضعت لحكم الكاشانيين في عام 1517 قبل الميلاد. ورغم ذلك، استمرت الحضارة في بابل في التفوق بين عامي 626 و539 قبل الميلاد. شهدت بابل أزهى عصورها خلال حكم الملك نبوخذ نصر الكلداني، حينما قامت الإمبراطورية البابلية بضم أراض تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج العربي، حتى استولى عليها قورش الفارسي عام 539 قبل الميلاد، وكان آخر ملوكها بلشاصر الذي قُتل في تلك الفترة.
تسميتها وأسوارها ومعالمها
تشتق كلمة بابل من اللغة الآكدية وتعني “باب الله”، ما يعكس أهمية المدينة في العصور القديمة. تقع بابل في سهل خصيب ذو شكل مربع، تمتد مساحته إلى حوالي 196 ميل مربع، ورغم هذه المساحة الكبيرة، لا توجد دلائل كافية تشير إلى آثار الأسوار في بعض المناطق، مما يثير تساؤلات حول الحجم الحقيقي للمدينة. وقد ذُكِر أن المدينة كانت محاطة بخندق عميق مملوء بالماء، بينما بلغ ارتفاع السور الخارجي حوالي 300 قدم وعرضه نحو 87 قدمًا. ورغم أن بابل كانت تُعتبر مصدرًا لأحجار البناء على مدى ألفي عام، إلا أنه لا يوجد أدلة أثرية واضحة تدعم ذلك.
تعتبر أسوار بابل من أبرز معالم المدينة، حيث كانت تتضمن سورًا خارجيًا وسورًا داخليًا أقل مساحة. كانت الأرض بين السورين تُستخدم لزراعة النباتات أو كمتنزهات. بنيت المباني في بابل باستخدام الطوب الأحمر وكانت تصميمات الأبنية تتميز بالارتفاع. كذلك، اشتهر معبد إيزاجيلا المكرس للإله مردوخ الذي جاء ذكره في العديد من النصوص القديمة. وتُعتبر حدائق بابل المعلقة واحدة من المعالم الرائعة، وقد تم بناؤها بأمر من الملك نبوخذ نصر الثاني لتلبية رغبة زوجته، إلا أنه لم يتبقَ أي أثر لها في الزمن الحاضر.