تحفيظ القرآن الكريم للأطفال يحتاج إلى بعض الطرق التحفيزية، حيث يطمح كل أب وأم في تربية الأطفال بالطريقة السليمة على الأخلاق القويمة وصلاح الأحوال، ولأن القرآن الكريم هو أولى الخطوات التي تساعدهم على ضبط النفس وتدبر أوامر الله عز وجل، يلجؤون إلى حفظ آيات الله، وذلك ما سوف نسلط عليه الضوء اليوم عبر موقع سوبر بابا.
تحفيظ القرآن الكريم للأطفال
اختلف علماء الإسلام حول السن المناسب الذي يمكن أن يبدأ الطفل من خلاله في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، فمنهم من يرجح سن السابعة، ومنهم من ترك الأمر في يد ولي الأمر، حيث وحده الذي يعلم قدراته طفله، ومدى استعداده للفهم والتمييز.
لأن الطفل يعتمد على أسلوب الترغيب أكثر في تعليم وإدراك الأشياء من حوله، نقدم لكم طرق تسهيل حفظ القرآن الكريم للأطفال على النحو التالي:
1- قراءة الآيات القرآنية بصوت مرتفع أمام الطفل
واحدة من أهم الطرق التي تساعد على تشجيع الطلاب على قراءة الآيات القرآنية إلى جانب التلاوة والتقليد، حيث إن الطفل يعتمد خلال المراحل الأولى له على تكرار ما يمكن الاستماع إليه.
هو ما يزيد من مهارات التجويد والنطق به، ومن ثم يصبح الطفل قادر على نطق الآيات القرآنية بأفضل شكل ممكن.
اقرأ أيضًا: أسهل طريقة لحفظ القرآن للكبار
2- حفظ قصارِ السور
من الأفضل خلال هذه المرحلة الاعتماد على السور القصيرة السهلة في المصحف الشريف والتي من شأنها أن تسهل عملية الحفظ على الطفل.
مثل سورة الفاتحة والكوثر، ومن ثم يبدأ الطفل في ترديدها بشكل تلقائي، وذلك ما يساعده على زيادة رغبته والاستمرار في الحفظ والشعور بالإنجاز والقدرة على حفظ الآيات القرآنية.
3- الإعادة والتكرار
عادة ما يعتمد الآباء والأمهات والمعلمين على هذه الطريقة كونها الأنسب على الإطلاق، حيث إن تكرار الآيات القرآنية على أذن الطفل تساعده على التقاط الكثير منها، وخاصةً قبل دخوله في مرحلة تعليم الكتابة والقراءة.
يجب في هذه الحالة الاستمرار على تلاوة القرآن بشكل يومي، والحفاظ على تكرار نفس السورة بمعدل ثلاث مرات على الأقل، فعند الاستمرار على هذه الطريقة بانتظام يصبح الطفل قادر على الحفظ تلقائيًا.
4- التعاقد مع دار تحفيظ القرآن
واحدة من أهم الطرق التقليدية التي تساعد على تحفيظ القرآن الكريم للأطفال، ويطلق عليها حلقات تحفيظ، والجدير بالذكر أنها ثبتت فاعليتها في تحسين قدرة الأطفال على حفظ آيات القرآن الكريم، وزيادة تعرفهم على الثقافة الإسلامية.
بالإضافة إلى ذلك فهي من الطرق التنافسية البسيطة التي تساعد على التسهيل من عملية حفظ القرآن الكريم.
5- الاستماع إلى آيات القرآن الكريم بانتظام
وفقًا إلى الكثير من التجارب المختلفة وجد أنه من أهم الطرق التي تساهم في زيادة قدرة الطفل وتشجيعه على حفظ آيات القرآن الكريم دون أن يشعر بالضغط.
لكن يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار أن هناك العديد من العوامل التي تساهم في ذلك من بينها قراءة آيات القرآن الكريم بتلاوة بطيئة، وبشكل تدريجي للاستماع إلى مخارج الألفاظ جيدًا.
أفكار إبداعية لتحفيظ القرآن الكريم للصغار
عملية تحفيظ آيات القرآن الكريم للطفل سهلة ويمكن أن تتم بأكثر من طريقة مختلفة، بينما تكمن صعوبة الأمر في تشجيع الطفل على المداومة والاستمرار.
من خلال التجارب المختلفة طرأت الكثير من الأفكار التي تتناسب مع قدرات الأطفال المختلفة والتي بدورها تزيد من رغبة الطفل لحفظ آيات القرآن الكريم.
1- قراءة قصص القرآن للطفل
من المتعارف عليه أن الأطفال عادة ما ينجذبون إلى قراءة القصص وسردها بطريقة مبتكرة ومختلفة، والجدير بالذكر أن القرآن الكريم مليء بالعديد من القصص الممتعة وذات العبرة والحكمة.
فمن الأفضل الاعتماد عليها وسردها بطريقة بسيطة بأسلوب سهل وسلس يشجع الطفل على قراءة آيات القرآن الكريم وحفظه، بل يصبح من أسهل الطرق لديه.
2- تعليم التجويد بالألعاب
يمكنك مساعدة الطفل على حفظ آيات القرآن الكريم بأكثر من طريقة مختلفة فيما بينها حلقات التحفيظ واستخدام الألعاب لتشجيع الأطفال على زيادة رغبتهم لحفظ آيات القرآن الكريم.
من ثم يبدأ الطفل في اتباع التلاوة مرة تلو الأخرى، ومن ثم تحديد الأخطاء، والعمل على تصحيحها مع استخدام الألعاب أيضًا، وتعد هذه واحدة من أهم الطرق التنافسية الممتعة التي تساعد الأطفال على تعلم وحفظ القرآن الكريم.
3- استخدام المكافآت والثناء
من الصعب ترغيب الطفل في حفظ آيات القرآن الكريم، وخاصة في حالة إذا كان تحت عمر السابعة، وذلك لأنه غالبًا ما يهتم خلال هذه الفترة بالتغريب المادي والملموس.
مما يعني أن تقديم بعض الألعاب الصغيرة إلى الطفل مع بعض العبارات اللطيفة، تشجعه على الاستمرار في حفظ آيات القرآن الكريم، فمن الأفضل اتباع التحفيز الإيجابي، لكونه يساعد على النتائج الفعالة.
4- الاحتفالات عند حفظ القرآن الكريم
إظهار الفرحة عند إتمام حفظ الطفل لآيات القرآن الكريم من أهم الطرق التي تساعده في الاستمرار.
فيمكن للأهل في هذه الحالة إقامة حفلة صغيرة عند إتمام ختم الطفل لبعض الأجزاء من القرآن الكريم، على أن يتم تشجيع الطفل على ما بذل من مجهود رائع.
5- تسجيل صوت الطفل وهو يقرأ القرآن الكريم
هناك العديد من الطرق التي تساعد الطفل على الاستمرار في حفظ آيات القرآن الكريم من بينها تسجيل صوته وهو يتلو الآيات مع تقديم الثناء والمدح له.
كما أن هذه الطريقة تساهم في تصحيح أخطاء الطفل بنفسه، ومنحه أكبر قدر ممكن من الثقة التي تساعده على حفظ آيات القرآن الكريم.
أخطاء عند حفظ الأطفال للقرآن الكريم
تحرص الكثير من العائلات على تربية الأطفال على حفظ آيات القرآن الكريم منذ النشأة الأولى لهم، وعلى الرغم من أنها من الطرق الصحيحة للتربية الصالحة، إلا أنه في بعض الأحيان قد يتم استخدام بعض الطرق المبالغة التي تتسبب في ترك أخطاء وعبء على الطفل أثناء حفظ آيات القرآن الكريم.
1- التهديد بالعقوبة الإلهية
عادة ما يشعر الطفل بالخوف والرهبة من عملية الحفظ بطبيعية الحال، ولكن هناك من يحرصون على تنمية هذا الشعور عند الطفل من حيث الحديث المستمر حول العقوبات الإلهية لمن يخالف حفظ آيات القرآن الكريم والعقاب الواقع عليهم، وذلك ما يجعل الطفل ينفر من حفظ القرآن وتلاوته.
2- البدء من الأجزاء الأخيرة في القرآن الكريم
هناك العديد من الأخطاء الشائعة التي قد تتبعها بعض مراكز تحفيظ القرآن وهي البدء بالأجزاء الأخيرة من القرآن الكريم كونها سهلة الحفظ وقليلة في عدد الآيات.
لكن يعتبرها البعض من أكثر الأمور الخاطئة، حيث إن الأجزاء الأخيرة قد تحتوي على العديد من النهايات القاسية مثل أصحاب الأخدود وغيرها التي قد تجعل الطفل يشعر بالارتباك حول فهم المغزى وراء معاني الآيات القرآنية.
3- الاعتماد على القصص الصعبة في القرآن الكريم
ينطوي القرآن الكريم على العديد من القصص المتنوعة، وقد يكون بعضها صعب على فهم الأطفال، وذلك ما قد يتسبب في إعاقتهم في فهم الآيات، وبالتالي لن يصبحوا على قدر كبير من الاطمئنان والاستمتاع، على عكس القصص السهلة والممتعة التي تشجعهم على حفظ آيات القرآن الكريم بسهولة.
4- العقوبة عند التأخر عن حفظ الآيات القرآنية
فرض العقوبات الجسدية والعقلية واللفظية على الطفل في حالة تأخره عن حفظ الآيات القرآنية، واحدة من أكثر الأخطاء التي تتسبب في نفور الطفل من حفظ القرآن الكريم، كما أنها تساعد على بناء حاجز بين الطفل ودينه، فالتعنيف والتشدد هو أولى طرق الانحراف.
5- التركيز على حفظ القرآن الكريم أكثر من الفهم
يعتمد الكثير من الآباء والأمهات على حفظ آيات القرآن الكريم أكثر من فهم وتدبر الآيات القرآنية وهو الغاية والهدف من حفظ الآيات للأطفال، ففي هذه الحالة يشعر الطفل بأنه لا يدرك معنى ما يتم تلقينه.
اقرأ أيضًا: كيفية قراءة سورة يس بالمبينات لقضاء الحوائج
أهمية حفظ القرآن الكريم للأطفال
يعتبر حفظ آيات القرآن الكريم من الشعائر الإيمانية التي ترسخ الإيمان والتقوى في قلب الطفل، وتقوى من العقيدة، وهناك العديد من الفوائد النفسية والعقلية التي تعود على الطفل بسبب حفظه لآيات القرآن الكريم.
1- الوقاية من الأمراض النفسية
حفظ القرآن الكريم باستمرار من الأمور التي تحافظ على التوازن النفسي للطفل، إلى جانب التوازن الاجتماعي، حيث إنه يساعد على صفاء الذهن والوقاية من شتات الأمور وكثرة التفكير.
بالتالي يشعر الطفل بالمزيد من الراحة والسعادة، والتخلص من كافة مشاعر الخوف والقلق من المستقبل، وكافة الأفكار السلبية التي تسيطر عليه.
2- رفع المكانة في الدنيا والآخرة
حفظ آيات القرآن الكريم خلال مرحلة الطفولة من الأمور التي تساهم في توطيد علاقة الطفل بربه، وتصلح أحواله اليومية، ويحاول بقدر الإمكان الابتعاد عن المعاصي والأخطاء.
3- تقوية الذاكرة والذكاء
ثبت من خلال العديد من الدراسات التي أجريت من قبل شيوخ الإسلام والفقه، أن حفظ القرآن الكريم من الطرق الصحية التي بدورها تساهم في زيادة النمو الذهني وتنمية ذكاء الطفل.
ذلك ما يضمن لهم تعزيز قدرات الطفل وإدراكه عند الكبر، كما أنه يصبح قادر بشكل أفضل على تنظيم وقته، وذلك ما يجعله يعيش حياة سوية.
4- التعرف على القيم الإسلامية
من المتعارف عليه أن القرآن الكريم هو دستور المسلم في الحياة، وبالتالي فهو الأنسب في التعرف على القيم الإسلامية، ويفضل أن يبدأ حفظه منذ السنوات الأولى ليتناسب مع إدراك الطفل.
لأنه يساعد في تنشئته على فطرة الدين الإسلامي، فهو يساهم في التقليل من اندفاعهم إلى الشهوات والعصيان والضلال، واستقرار الهداية والاطمئنان في قلوبهم.
5- تقوية اللغة العربية
يطالب الكثير من معلمي اللغة العربية بضرورة حفظ آيات القرآن الكريم للأطفال، وذلك لأنه يضمن لهم تعليم الطفل للغة العربية بحكمة بالغة وذلك ما يضمن تفوقهم.
حيث إن القرآن الكريم يضمن التفاعل اللغوي من خلال الممارسة على النحو بشكل يتناسب مع عقل ونضج الطفل، حيث قال الله تعالى في سورة يوسف: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”.
6- تحفيز النزعة الإسلامية في قلب الطفل
تحفيظ القرآن الكريم للأطفال يساعد على غرس الروح الإسلامية بداخلهم منذ الصغر، إلى جانب التعرف على مفاهيم الدين الإسلامي بشكل صحيح.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لله أهلين من الناس، قالوا يا رسول الله من هم؟ قال: هم أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته” رواه أنس بن مالك.
اقرأ أيضًا: ما هي الباقيات الصالحات التي ذكرت في القرآن
نصائح هامة عند تحفيظ الأطفال للقرآن الكريم
هناك العديد من النصائح التي تساعدك في اتباع كيفية حفظ الأطفال لآيات القرآن الكريم، إلى جانب أنها تسهل من عملية الحفظ وتمنع عنهم الكسل.
- تشغيل القرآن الكريم باستمرار بجانب الطفل أثناء اللعب واللهو، حتى يعتاد على الاستماع إليه في كل وقت، وعدم الشعور بالتقيد والالتزام.
- شرح الآيات القرآنية التي يستمع إليها الطفل بطريقة مبسطة، حتى يدرك ما يلقى إليه.
- مناقشة الطفل في الأمور الدينية المختلفة وكيف يمكن أن تؤثر في علاقته بالآخرين من حوله، ولكن يجب مراعاة أن أسلوب المحادثة يكون بشكل متناسب مع عمر الطفل.
- التعرف على أسلوب التعليم الذي يفضله الطفل، وتحفيزه من خلال المكافآت، والابتعاد عن الترهيب والعنف.
- التغيير في الروتين اليومي لتحفيظ القرآن الكريم، حتى لا يشعر الطفل بالملل المتكرر في كل فقرة، كما أن التغيير يساهم في زيادة قدرة الطفل على الاستيعاب.
- يجب أن يكون الوالد أو الوالدة يتلون آيات القرآن الكريم باستمرار أمام الطفل، حتى يقتدي بهما، ويبدأ في التقليد، وذلك ما يسهل عليه عملية الحفظ.
نشأة الطفل على الطريق القويم تتطلب معرفته بالدين الإسلامي جيدًا منذ الصغر، ولا يمكن ذلك إلا من خلال تدبر آيات القرآن الكريم وحفظها.
