إعراب أسماء الأفعال
تعتمد إعراب أسماء الأفعال على المعاني التي تعبر عنها، فإذا كان الفعل الذي تعكسه اسم الفعل لازمًا، يكون كافيًا في وجود الفاعل فقط، بينما إذا كان الفعل متعديًا، فإنه يتطلب مفعولًا به. ومن الجدير بالذكر أن حركات البناء في أسماء الأفعال تتنوع، وجميعها ليست لها محل من الإعراب.
إعراب أسماء الأفعال الماضية
أسماء الأفعال الماضية في اللغة العربية عددها محدود ويمكن حصرها، مثل “هيهات” و”شتان” و”سرعان”. وجميع هذه الأسماء مبنية على الفتح.
يمكن أن يكون الفاعل في أسماء الأفعال الماضية اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا مستترًا أو مصدرًا مؤولًا. كما يمكن أن يأتي الاسم الظاهر معربًا مثل “المجدُ” أو مبنيًا كما في الاسم الموصول “ما”. ومن الأمثلة الإعرابية:
- قال الله تعالى: {هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ}.
تُعرب “هيهاتَ” الأولى كاسم فعل ماضٍ بمعنى “بَعُدَ” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، وفاعل “هيهات” ضمير مستتر تقديره “هو”.
أما “هيهاتَ” الثانية فهي توكيد لفظي لـ”هيهات” الأولى، مبنية على الفتح الظاهر على آخرها.
أما “لما”، فاللام زائدة، و”ما” اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل لـ”هيهات”.
- هيهات النجاحُ من الكسولِ
“هيهاتَ”: اسم فعل ماضٍ بمعنى “بَعُدَ” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب.
“النجاحُ”: فاعل “هيهات” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- البحرُ هيهاتَ
“هيهاتَ”: اسم فعل ماضٍ بمعنى “بَعُدَ” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، وفاعل “هيهات” ضمير مستتر تقديره “هو” يعود على البحر.
- هيهات أن يرسب المجتهد
“هيهاتَ”: اسم فعل ماضٍ بمعنى “بَعُدَ” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب.
والمصدر المؤول (أن يرسب المجتهد) في محل رفع فاعل لـ”هيهات”.
- شتانَ سامرٌ وخليلٌ
“شتانَ”: اسم فعل ماضٍ بمعنى “افترق” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب.
“سامرٌ”: فاعل “شتان” مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
- شتان ما بين العلم والجهل
“شتان”: اسم فعل ماضٍ بمعنى “افترق” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب.
“ما”: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل “شتان”.
- سُرعان ما عاد أخي من المدرسة
“سرعان”: اسم فعل ماضٍ بمعنى “سَرُعَ” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب.
والمصدر المؤول (ما عاد أخي) في محل رفع فاعل لـ”سرعان”.
إعراب أسماء الأفعال المضارعة
أما عن أسماء الأفعال المضارعة، فهي تماثل أسماء الأفعال الماضية في كون عددها محدود مقارنة بأسماء فعل الأمر. تُبنى أسماء الفعل المضارع على عدد من الحركات مثل السكون والكسر، ويكون الفاعل في اسم الفعل المضارع ضميرًا مستترًا وجوبًا غير ظاهر في الكلام. ومن الأمثلة الإعرابية:
- قال الله تعالى: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُوا لولا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ}.
تُعرب “ويْكأنَّ” كاسم فعل مضارع بمعنى “أتعجب” مبني على السكون، لا محل له من الإعراب، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح، و”أنّ” حرف مشبه بالفعل مبني على الفتح، وفاعل اسم الفعل “ويْ” ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنا”.
- أوَّهْ مما تفعلون
“أوَّهْ”: اسم فعل مضارع بمعنى “أتوجع” مبني على السكون الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنا”.
- أطعْ والديك ولا تقل لهم أفٍ
“أفٍّ”: اسم فعل مضارع بمعنى “أتضجر” مبني على تنوين الكسر الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنا”.
إعراب أسماء الأفعال التي تدل على الأمر
تتعدد أسماء الأفعال الدالة على الأمر في اللغة العربية، وتبنى على السكون أو الفتح أو الكسر، ويكون فاعلها ضميرًا مستترًا وجوبًا. ومن الأمثلة الإعرابية:
- حذارِ أن تُسيء للآخرين
“حذارِ”: اسم فعل أمر بمعنى “احذر” مبني على الكسر الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت”.
والمصدر المؤول (أن تسيء للآخرين) في محل نصب مفعول به لـ”حذارِ”.
- مهْ عن الكسل يا صديقي
“مهْ”: اسم فعل أمر بمعنى “اكفف” مبني على السكون الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت”.
- صهْ عندما يتكلم من هو أعلم منك
“صهْ”: اسم فعل أمر بمعنى “اسكت” مبني على السكون الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت”.
- إليك عنّي
“إليك”: اسم فعل أمر بمعنى “ابتعد” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت”.
- دونك الدفترَ
“دونك”: اسم فعل أمر بمعنى “خذ” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت”.
“الدفتر”: مفعول به منصوب لـ”دونك” وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- هلمّ إلى أصدقائك
“هلمَّ”: اسم فعل أمر بمعنى “أقبِل” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت”.
- اللهم آمينَ
“آمين”: اسم فعل أمر بمعنى “استجب” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت”.
- حيّ على الصلاة
“حيَّ”: اسم فعل أمر بمعنى “أقبْل” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت”.
- أمامكَ أيها الصغير
“أمامك”: اسم فعل أمر بمعنى “تقدّم” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت”.
- عليكَ بالكرم
“عليك”: اسم فعل أمر بمعنى “الزم” مبني على الفتح الظاهر على آخره، لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت”.