تعريف الشرك وأنواعه

تعريف الشرك وأنواعه

العلم بتعريف الشرك وأنواعه يحمي المُسلم من الوقوع في المعصية، حيث إن الله تعالى يغفر لعباده جميع الذنوب إلا الشرك به، فهو الواحد القهار، فاطر السماوات والأرض، وعلى الرغم من وضوح مفهوم الشرك بالله تعالى، إلا أن البعض قد يختلط عليه الأمر، وهو ما جاوب عليه موقع سوبر بابا.

تعريف الشرك

الشرك بالله هو مصطلح ينبُع من التشكيك في ألوهية الله تعالى، وبالتالي نبذ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ومن يعتقد في ذلك فقد أشرك به صراحةً، وهي من الكبائر التي لا تُغفر.

حيث إن في هذا الاعتقاد تكذيبًا لوجود الله، ومن الجدير بالذكر أنه لا يُقبل أي عمل مع الشرك بالله فالتوحيد يُعد شرطًا أساسيًا لقبول الأعمال، وتعريف الشرك لغويًا وشرعيًا هو:

  • الشرك لغةً: كلمة الشرك تأتي من المشاركة، وهو أن يكون الشيء موجود بين اثنين لا ينفرد أحدهما بأي شيء.
  • الشرك اصطلاحًا: إعطاء شيء خالص لله تعالى لأحد مخلوقاته، مثل نسب أحد صفاته لإنسان، أو أحد أسمائه الحُسنى، بالإضافة إلى نسب الألوهية أو الربوبية لأحد من عباده.

اقرأ أيضًا: الرجوع إلى الكفر بعد الإسلام وعقوبتها

أنواع الشرك

ينقسم الشرك بالله تعالى إلى قسمين، وهما الشرك الأكبر والأصغر، ولكل منهما تعريفه وأنواعه، وسوف نذكر الفرق بينهما كلًا على حدة.

أولًا: الشرك الأكبر   

هو أن يقوم الإنسان بإعطاء كل ما هو لله تعالى إلى أحد غيره، مثل أسمائه وصفاته وحقه في الربوبية والألوهية؛ لاعتقاده أن هناك إله آخر يستحق أن يتقرب إليه بأي نوع من أنواع العبادات، سواء قولية أو فعليه، حيث إن صاحب الشرك الأكبر يعتقد في وجود إله آخر يستحق أن يعبده.

عقاب من يُشرك بالله في الدنيا هو الخروج عن الملة، أما في الآخرة فإنه يُخلد في النار إن مات على هذه المعصية، وذلك وفقًا لقول الله تعالى: “ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا” (الإسراء: 39).

أنواع الشرك الأكبر

الشرك الأكبر له عِدة أنواع مختلفة، وهي:

  • حُب الذل والخضوع لغير الله: كل من يُحب غير الله محبة فيها مذلة وخضوع، ووصف الله تعالى في الآية الكريمة: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّه” (البقرة: 165).
  • الدعاء لغير الله: حينما يطلب الإنسان من غير الله حاجته التي لا يقدر عليها إلا هو، وذكرهم الله تعالى: “وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ” (يونس: 106).
  • الخوف من غير الله: أي أن يخاف العبد من مخلوق بقدر خوفه من الله تعالى، سواء كان أنس أو جن.

الإنسان لا يوجد بيده شيء يمكنه فعله سواء كان ضرر أو منفعة لإنسان آخر، وهو ما أكد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ) “صحيح الترمذي”.

اقرأ أيضًا: أنواع ودرجات الزنا

ثانياً: الشرك الأصغر

يتم إطلاق هذا المصطلح على كل إنسان مؤمن وموحد بالله ولكنه يأتي بما يخدش إيمانه، فمثلًا من يُصلي لله تعالى ويريد أن يحظى بالثناء من المصلين فيقوم بالإطالة في السجود لأن قلبه متعلق بالثناء من العباد لا العبادة الله، ومن يحلف بغير الله تعالى فقد أشرك.

كما لا يعتبر هذا من نواقص الإسلام، بل إنه من الكبائر، ومن أنواع الشرك الأصغر:

  • الرياء اليسير: وهو أن يفعل العبد الطاعة قاصدًا أن يراه الناس، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عليكُمُ الشِّركُ الأصغرُ: الرِّياءُ، يقولُ اللهُ يومَ القيامةِ إذا جَزَى النَّاسَ بأعمالِهم: اذهَبوا إلى الذينَ كنتم تُراؤونَ في الدُّنيا، فانظُروا هل تَجِدونَ عِندَهم جزاءٍ) “صحيح الترغيب”.
  • قول ما شاء الله وفلان: قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تقولوا: ما شاء اللهُ وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء اللهُ، ثم شاء فلانٌ) “صحيح أبي داود”.

لا بُد من الإشارة إلى أن في بعض الحالات قد يتحول الشرك الأصغر إلى شرط أكبر، وذلك من خلال تعليق تميمة ظانًا أنها بمثابة حماية له، فهذا شرك أصغر لأنه جعل التميمة سببًا شرعيًا مع أنه لم ينص عليها الشرع، كما أنها لا تنفع ولا تضر.

الفرق بين الشرك والكُفر

هناك من يكفر بالله دون أن يعلم، وهذا ما يختلط على بعض الناس؛ حيث إن هناك من يكفُر بالله دون أن يشرك به فالكفر معناه الإنكار أي تكذيب وتنكير ما قاله الله ورسوله، فمثلًا مّن يقوم بسب دين الله ورسوله فقد كفر بالله ولم يشرك لأنه لا يوجد عنده إله آخر غير الله.

من يحرق أو يمزق المصحف فقد كفر بالله، ولكنه لم يُشرك به أحدًا، أما من يحلف بغير الله وهو ما يستهين به الكثير من المسلمين فهذا شرك بالله، وهذا يُعد من أنواع الشرك الأصغر.

اقرأ أيضًا: ما هي الكبائر المذكورة في القرآن وكيفية مفاداتها

عقاب الشرك بالله

إن الشرك بالله يعتبر إثمٍ كبير وارتداد عن الإسلام، كما أنه من أعظم الذنوب التي يمكن أن يفعلها العبد، ويمكن الاستدلال من ذلك من الحديث: (قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ؟ قالَ: أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ مِن أجْلِ أنْ يَطْعَمَ معكَ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: أنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ).

الشرك هو ظلمٌ عظيم وفقًا لِما قال تعالى: “وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ” (لقمان: 31)، لا خلاف على أن الشرك بالله تعالى جزائه يكون كبير، ويحبط الله أعمالهم في الدنيا والآخرة، وذلك تصديقًا لقوله تعالى: “وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُك” (الزمر: 65).

لا يغفر لهم الله تعالى وفقًا لقوله: “إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً” (سورة النساء: 48).

إن الشرك بالله تعالى ظلمٌ عظيم يقع فيه كثيرون، كما يجب الوضع في الاعتبار أنه من الذنوب التي لا تُغفر، فمن يبتغي غير الله سبيلًا لن يجد له وليًا ولا نصيرًا.