أجر المؤذن
وردت عن النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الأحاديث التي تسلط الضوء على فضل المؤذن وأجره يوم القيامة. فقد تم وصف المؤذنين بأنهم سيكونون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة، وقد فسر هذا القول بأنهم الأكثر توقعًا ورغبة في رحمة الله -تعالى- التي ستنزل عليهم. وفي تفسير آخر، قيل أن سبب كونهم أطول الناس أعناقًا هو حتى لا يُخمَطوا بالعرق كما يحدث للناس في ذلك اليوم. وقد اعتادت العرب على وصف ساداتهم بطول العنق لدلالة على شرفهم وكثرة أتباعهم. وفي حديث آخر، أوضح النبي -عليه الصلاة والسلام- الأجر العظيم الذي ينتظر المؤذنين بقوله: “لو يعلم الناس ما في النداء والصّف الأوّل ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا”، مما يعني أنه لو أدرك الناس مقدار الأجر الذي ينالونه من رفع الأذان أو من الصلاة في الصف الأول، فلا بد أنهم سيقعون في القرعة لنيل ذلك الفضل العظيم.
صفات المؤذن
أشار أهل العلم إلى مجموعة من الصفات التي ينبغي أن تتوفر في المؤذن الذي ينادي للصلاة، ومنها: الإسلام والعقل. وقد قيل إن العدالة تعد شرطًا من شروط المؤذن أيضًا. أما الصفات المستحب وجودها، فتشمل الأمانة وإتقان ضبط الوقت.
الأذان وحكمته
يعتبر الأذان بمثابة النداء للصلاة، ويتضمن عبارات مخصوصة مرتبطة بالعقيدة، مثل تكبير الله -تعالى- وبيان كماله، وتوحيد الله -عز وجل-، ونفي أي شريك له، وإثبات نبوة محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وتحمله الرسالة من الله تعالى. بعد ذلك، يتم الدعاء إلى الفلاح، ثم يتكرر التأكيد على ما تم ذكره. والحكمة من هذا النداء تكمن في إبلاغ الناس بدخول وقت الصلاة، وتجميعهم للعبادة، وإظهار شريعة الله تعالى. ولقد تم جعل هذا الفعل سهلًا وميسرًا، حيث يتضمن أقوالًا فقط يمكن للأشخاص أداؤها بسهولة ويسر.