حاكم الأندلس الأخير

بنو الأحمر

تُعدّ بنو الأحمر آخر السلالات الإسلامية التي حكمت الأندلس، حيث نشطت بين عامي (1232-1492م). تنتمي هذه السلالة إلى قبيلة الخزرج القحطانية، وهم ينسبون أنفسهم إلى سعد بن عبادة، زعيم الخزرج. يُعتبر محمد بن يوسف بن نصر، المعروف بالشيخ، أبرز شخصيات بني الأحمر، حيث كان أول حكامهم الذي عقد معاهدة مع ملك قشتالة فرناندو الثالث.

حكم بنو الأحمر في الأندلس

انطلق حكم بنو الأحمر من مملكة غرناطة، حيث اتخذوا منها مقراً لهم. وبعد استقرارهم في المدينة، بدأوا البحث عن موقع قوي و محصن للدفاع عن دولتهم، واستقر بهم المطاف في الحمراء، التي تقع في الجزء الشمالي الشرقي من غرناطة. أرسوا قواعد حصنهم المعروف باسم القصبة الحمراء في هذا الموقع المرتفع، وجعلوا من قصر الحمراء مركز سلطتهم، حيث أقاموا العديد من الأبراج المحصنة وسوراً ضخماً يمتد نحو الهضبة. يُذكر أنّ البلاد شهدت ازدهاراً ملحوظاً تحت حكم بني الأحمر، حيث تطورت الثقافة الإسلامية وبلغت أوجها في تلك الفترة، لتصبح غرناطة مركز الحضارة الإسلامية في الأندلس.

أسماء بديلة لبني الأحمر

تُعرف بنو الأحمر بعدة أسماء، منها:

  • بنو نصر.
  • النصريّون.
  • بنو الأحمر.

تعود تسمية بنو الأحمر إلى محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر، الذي لُقّب بهذا الاسم نظراً للون شعره الأحمر، وهو لقب شمل أبنائه أيضاً واستمر حتى نهاية حكمهم في منطقة غرناطة.

سقوط دولة بنو الأحمر

شهدت دولة بني الأحمر بداية مرحلة السقوط بعد عام 1408م، حيث نشب صراع داخلي حول السلطة بين أفراد السلالة، مما دفع الكثير منهم للاستعانة بالملوك القشتاليين طلباً للمساعدة. وقد حاول مولاي الحسن وأخوه الزغل إنقاذ الدولة، ثم تولى الحكم محمد الثاني عشر، الذي واجه صعوبات في التصدي للضغوط المتزايدة من الملك إيزابيلا (الأرغون) وفرديناند (قشتالة). وفي نهاية المطاف، تعرضت مدينة غرناطة للحصار، وفي عام 1492م، سلّم محمد الثاني عشر المدينة، ما أدى إلى سقوط آخر معاقل الإسلام في الأندلس.