حب المراهقة هل ينسى

حب المراهقة هل ينسى

حب المراهقة هل ينسى؟ وكيف يمكن أن يؤثر على شخصية المراهق؟ فحب المراهقة كما يراه علماء النفس لا يمكن أن يرتقي إلى منزلة الحب الحقيقي، فما هو إلا شعورًا بالإعجاب ينبعث نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث للمراهقين في هذه الفترة.. وسوف نتعرف من خلال موقع سوبر بابا على إمكانية نسيان حب المراهقة وكيف يمكن أن يؤثر على الشخصية بعد ذلك.

حب المراهقة هل ينسى

يعاني الكثير من الشباب والبنات في سن المراهقة بما يسمى “الحب الأول”، ويعد هذا الحب هو أول مرحلة من مراحل اكتشاف الذات والتعرف على الجنس الآخر، فهو في حد ذاته حالة من حالات التمرد التي يعلنها القلب في هذه الفترة بالتحديد، فحب المراهقة هل ينسى؟

وفقًا للدكتورة سيوكا سالستروم عالمة نفس الأطفال والمراهقين في هانوفر، نيو هامبشاير “إن المراهقين قد يفتقرون إلى القدرات المثبطة؛ لأن وظائف الدماغ التنفيذية لا تزال تتطور؛ نظرًا لتجاربهم الحياتية مع الحب الرومانسي، قد يتجاهل الآباء مشاعر المراهقين، أو يقارنون الحب الرومانسي للمراهقين والبالغين؛ لذلك يتخذ الحب في سن المراهقة أشكالاً متعددة”.

في سن المراهقة يفقد المراهق ثباته الانفعالي في مواجهة أي موقف، لذلك فهو مُعرض للفشل السريع؛ لأنه يقوم على انفعالات مفاجئة لم يحوطها أي قدر من المسئولية أو المشاعر الحقيقية.

في هذا العمر يقتنع كل طرف أن شريكه هو شخص مثالي خالي من العيوب؛ ظنًا منه أنه أخيرًا قد وجد توأم روحه وتبدأ العلاقة في التعمق عند مشاركة كل طرف للآخر في حياته اليومية.

مع مرور الوقت يسقط الإعجاب والشخصية الحقيقية لكل شخص تبدأ بالظهور، فينمو الشعور بالاختيار الخاطئ والإحساس بمدى الاختلاف بين الطرفين، وبعد القليل من الوقت تبدأ مراحل الانفصال.

لقد تناول التراث العربي حب المراهقة من وجهة نظره موضحًا أن ما هي إلا مجرد تجربة تمر بكل ما فيها أما الانتماء فيكون للحبيب الأخير.. أكد التراث العالمي أن فكرة الحب الأول موجودة بالفعل، وهي ليست حالة فردية أو محدودة كما أنه تم تناولها من قِبَل الكثير من الروايات العالمية.

أما بالنسبة لعلماء النفس فهم يقرون أن حب المراهقة يعمل بشكل كبير على تكوين شخصية المراهق ويندفع المراهق للارتباط العاطفي بالطرف الآخر؛ لكي يعبر عن الاستقلالية والتمرد على الأسرة والمجتمع.

أما إذا استجاب الشخص لهذا الحب المراهق وقام باتخاذ خطوة الزواج، فإنه سرعان ما يكتشف قراره الخاطئ الذي صدر منه في وقت كان فيه غير ثابت عقليًا وعاطفيًا فاختيار الأمس لا يناسبه اليوم، ولكن في هذا الوقت يكون القرار أصعب بعد أن كوَّن منزل وأسرة.

لذلك يعتبر التعجل من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الشباب فيجب الانتظار حتى تكتمل الرؤية وتتزن العاطفة ويثبت الرأي ويسلك طريقًا معروفًا في الحب.

أما بالسؤال عن حب المراهقة هل ينسى؟ فالوقت صديق النسيان يمكن للإنسان بعد مرور الوقت أن يحب مرة أخرى، وأن يعيش فترة من الرومانسية أيضًا، ولكن هذا لا يعني محو هذه التجربة من الذاكرة تمامًا.

اقرأ أيضًا: متى يتحول الإعجاب إلى حب عند الرجل

كيف يؤثر الحب في سن المراهقة؟

يؤثر حب المراهقة على شخصية المراهق ونفسيته بالإضافة إلى تأثيره على الأسرة أيضًا.

  • يتعرض المراهق للكثير من الضغوطات سواء النفسية أو العقلية، وهو ما يسبب له عدم الاتزان العاطفي الذي يمكن أن يؤدي به إلى إيذاء نفسه.
  • يؤدي إلى ضعف المستوى الدراسي وانخفاض معدل التحصيل بسبب عدم القدرة على التركيز.
  • في هذه المرحلة يفضل المراهق العزلة ويصاب بالقلق والتوتر، الذي في أغلب الأحيان يؤدي به إلى الدخول في مرحلة من الاكتئاب.
  • يفقد المراهق القدرة على الثقة بالآخرين بسبب تعرضه للصدمة الأولى في حياته التي تصيبه بنوع من الأذى النفسي.
  • عدم القدرة على بناء علاقات أو صداقات جديدة بسهولة.
  • عدم القدرة على المشاركة والتفاعل مع جميع أفراد الأسرة مع عدم الشعور بالراحة أثناء البقاء معهم.
  • التقلبات المزاجية الشديدة والردود العنيفة من أهم علامات تأثير حب المراهقة، وهنا يأتي دور الأسرة في كيفية التعامل مع الابن في هذه الفترة من حياته التي تتسم بقدر كبير من الحساسية.
  • من أهم التأثيرات السلبية لهذه الفترة هو تناول المخدرات، وذلك في حالة تعامل الأهل بشكل سلبي مع المراهق.
  • اللجوء إلى السلوكيات المنحرفة من أجل تلبية الاحتياجات الجنسية؛ لذلك ننصح الأهل بتنمية النزعة الدينية عند المراهق منذ الصغر.

سمات حب المراهقة الإيجابية

بالطبع إذا كانت الإجابة على سؤال حب المراهقة هل ينسى؟ بالسلب فمن الطبيعي أن يكون له جوانب إيجابية حتى أنه لا يمكن نسيانه.

  • إمكانية اكتشاف الذات: يمنح الحب الأول الفرد إمكانية خاصة للتعرف على ذاته وميوله واحتياجاته العاطفية التي لم يعبر عنها من قبل بالإضافة إلى تحديد القيم والقواعد الأخلاقية الخاصة بكل فرد.
  • التعلم من التجربة: من خلال الحب الأول يتعلم الفرد كيفية التعامل مع الطرف الآخر ويتلاشى الأخطاء التي أدت إلى فشل أول تجربة.
  • الثقة بالنفس: بعد التعافي من أول تجربة يستطيع الفرد اكتساب الثقة بالنفس، بالإضافة إلى قوة الشخصية وحسن الاختيار.
  • تحمل العلاقات الطابع الواقعي: بعد المرور بتجربة حب المراهقة، تبدأ العلاقات العاطفية بعد ذلك أن تكون أكثر واقعية وأكثر التزامًا تجاه الطرف الآخر.
  • القدرة على تحمل الألم: بعد حب المراهقة يتمكن المراهق بعد ذلك من تجاوز الصعاب والأزمات بشكل أكثر سهولة، بالإضافة إلى معرفة الفرق بين معاني الصداقة والحب، والإعجاب، والانجذاب.

اقرأ أيضًا: علامات الخطوبة الفاشلة

علامات الحب عند المراهق

فهذا سؤال يطرحه الكثير من الأهالي حتى يتمكنوا من التعامل بشكل سليم مع هذه الحالة.

  • شرود الذهن مع عدم التركيز في أغلب الأحيان.
  • الانتظار للرسائل النصية بفارغ الصبر مع سرعة الرد فهو دليل على تلهفه للحديث مع من يحب.
  • الاهتمام بمظهره أثناء الخروج للقاء بالحبيب وتظهر هذه العلامة عند الفتيات بشكل أكثر وضوحًا.

ما هي أشكال حب المراهقة؟

  • الهوس المرضي: هذا النوع يعتبر أكثر شيوعًا عند الفتيات، فيجعلها غير قادرة على فعل أي شيء سوى التفكير في الشخص الذي تحبه؛ مما يؤدي إلى تدهور نفسيتها وحالتها الصحية على حد سواء، وإذا لم تنجح هذه التجارب يمكن أن تفكر في الانتحار.
  • الحب من طرف واحد: هو نوع بارز من أنواع حب المراهقة، ففي هذه الفترة يكون الشخص غير قادر على التحكم بمشاعره لدرجة أن يقوم بحب شخص لا يبادله نفس الشعور، ويكون الاتجاه أثناء هذه الفترة إلى الشخصيات المشهورة.
  • الغريزة: في فترة المراهقة نتيجة لتغير الهرمونات تزداد الرغبة الجنسية عند المراهق، فتجعله يخلط بين مشاعر الحب والإعجاب والغريزة، ولكن بعد قليل من الوقت يتضح له الأمر.

اقرأ أيضًا: كيفية الخروج من علاقة حب فاشلة

كيفية التعامل مع المراهقين

من خلال تقديم بعض الإرشادات خاصةً للآباء والأمهات يمكن التعامل مع المراهق حتى لا تؤثر عليه هذه الفترة بالسلب.

  • التمتع بشيء من الاستقلالية: إن إشعارهم الدائم إنهم أشخاص بالغون عاقلون قادرون على تحمل المسئولية مع منحهم بعض الاستقلالية، ولكن بشرط ألا تخرج عن ضوابط المجتمع.
  • التواصل المستمر: يجب على الآباء والأمهات خلق جو من التواصل مع الأبناء، بالإضافة إلى تقديم الإرشاد بطريقة تشعرهم بالأمان وتمكنهم من التعبير عما يشعرون به دون وجود أي قيود.
  • وضع الحدود مسبقًا: من خلال النقاشات الهادئة بين الآباء والأبناء يمكن وضع القواعد التي تساعد على تنظيم الحياة بشكل أسهل والتصرف من خلال تلك الحدود.
  • تجنب الصدام: فالصدام الذي يحدث بشكل دائم يجعل الأبناء لا يصرحون بما يمرون به، فذلك يعمل على زيادة الفجوة بينهم وبين أبنائهم، لذلك يجب التعامل بحكمة من أجل الحفاظ على العلاقة بينهم.
  • عدم السخرية من مشاعره: ففي أثناء هذه الفترة يستخدم المراهق الكثير من الوسائل لكي يعبر عن حبه كرسائل الحب والهدايا البسيطة، ويجب على الأسرة ألا تسفه من هذا الأمر لأن هذه الفترة في غاية الحساسية وأي من الكلام الجارح سوف يؤثر على نفسيته بالسلب.
  • لا تشمت: فالكثير من الآباء والأمهات يستخدمون جمل تسبب الألم للمراهق كقول أحد الوالدين أنه حذره من قبل كان يجب أن يستمع إلى كلامه مسبقًا، فإن هذه الجمل تزيد من التأثير السلبي على نفسية المراهق.
  • لا تتعالى: فبعض الآباء يقومون بالتباهي بما كانوا يفعلونه في فترات المراهقة وكيف يجب أن يكون لديك من القوة والصلابة من أجل تجاوز هذه المرحلة، ولكن الأفضل من ذلك هو أن تترك له المجال للتعبير عن ألمه وعما يشعر به من أذى نفسي حتى إذا كان هذا التعبير من خلال الصراخ والبكاء.
  • عدم المقارنة: لا تقارن مشاعره بمشاعر البالغين فالأمر مختلف كليًا فهذا يفقده القدرة على الثقة بنفسه الأمر الذي يضر بالمراهق على المدى البعيد.

إن الذي يمكنه احتلال القلب والسيطرة عليه هو مسك الختام الذي يجده الإنسان بعد الوصول إلى مرحلة النضج، فيأتي من يملأ عقله وروحه بهذا الحب الخالد الذي يصعب تعويضه.