ما هي حقوق الجار في الإسلام؟ وما أثر الإحسان إليه؟ إنّ الإسلام وضع نظام فريد للاجتماع، ليسود التراحم والتعاطًف بين الناس فيُساعدهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، والتعاون على البر والتقوى.. ومن خلال موقع سوبر بابا سنستفيض في الحديث عن حقوق الجار.
حقوق الجار في الإسلام
إنّ المقصود من الجار في الإسلام هو كُل من جاوز المُسلم على سواء، في مسكنه، أو عملِه، أو غيرها من الأمور التي تستدعي جوار المُسلم لآخر في مكان.
ثمَّة أفعال تصدر من المُسلمين تجاه جارهِم، على الرغم أنها ليست من سماحة الإسلام، فهو من حث على مُعاملة الجار أفضل المُعاملة، وأن يحد من أذيته، ويحميه ويحسن إليه، وقد حُدِد حقوق الجار في الإسلام على النحو التالي:
- مُبادلتُه الاحترام، أو الاحترام على الأقل من طرف واحد.
- السلام عليه، والابتسامة في وجهِ عند مُقابلته.
- غض البصر عن محارمِه.
- هدايته، والمُباركة له في المُناسبات.
- الإحسان إليه بالتواصل والسؤال عنهُ.
- عدم تتبع عوراتِه، وعدم الاكتراث إلى أخطائِه.
- إطعامِه، ودعوته إلى تناول الطعام معًا إن أمكن.
- زيارته باستمرار، وتقديم النصيحة الدينية له.
- يُفضل أن تكون النصيحة في دُنياه بالهدوء، والخير حتى يتقبلها.
- تمني السلامة له في المرض، وزيارته وإعانته حتى المرور بهذه الفترة بسلام.
- مواساته عند المُصيبة، ومُشاركته في الأفراح بشكل قريب.
- الدعاء له، والرفق به.
- إنّ ظهرت عليه معصيه أو ما يُشبه ذلك فيجب الحصر على التستُر عليه.
- صيانة عرضُه.
إنّ الإحسان وإكرام الجار واجب على المُسلم، وليس تكرمًا أو تفضيلًا منه، بل هُناك علاقة وطيدة بين الإيمان وإكرام والإحسان إلى الجار بينّها الرسول صلى الله عليه وسلم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: “قال رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِها وصَدقَتِها وصيامِها، غيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بِلِسانِها؟ قال: هيَ في النَّارِ، قال: يا رَسولَ اللهِ، فإنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِها وصَدقَتِها وصَلاتِها، وإنَّها تَتَصدَّقُ بالأَثوارِ مِن الأَقِطِ، وَلا تُؤذي جيرانَها بِلسانِها؟ قال: هيَ في الجنَّةِ”، وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: “ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ“.
اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن حقوق الجار
أنواع الجار في الإسلام
الجار ليس فقط المُسلم، بل يشمل الكافر، والفاسق، وغيره من الأشخاص، فهل لهُم كافة حقوق الجار في الإسلام وتُطبق؟ بالطبع نعم، ولكن كُلما كان الجار أقرب كُلما كان الإحسان إليه أوجب، وقد رأت الشريعة الإسلامية أن الجار ثلاثة أنواع.
- الجار المُسلم القريب: له ثلاثة حقوق “حق الجوار، حق الإسلام، حق القرابة”.
- الجار المُسلم: “له حقان “حق الإسلام، وحق الجوار”.
- الجار الكافر: رأت أنه له ليس سوى حق الجوار فقط.
اقرأ أيضًا: أهمية حسن الخلق في الإسلام
فضل الإحسان إلى الجار في الإسلام
إنّ الإسلام عظم حق الجار على جاره، فقد كان جبريل كُلما أتى إلى الرسول يوصيه بالإحسان إلى الجار، حتى كان يظن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سيورثه.. وقد جاءت الكثير من الأحاديث والآيات القرآنية تحث بحقوق الجار.
فمن كان مُحسنًا لجارِه، فهو خير الناس عند الله؛ لِما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “خيرُ الأصحابِ عند اللهِ خيرُهم لصاحبِه، وخيرُ الجيرانِ عند اللهِ خيرُهم لجارِه“.
اقرأ أيضًا: خطبة عن صلة الرحم قصيرة
فوائد الإحسان إلى الجار
الإحسان إلى الجار له فضل عظيم في الشريعة الإسلامية كما أشرت آنفًا، فهو من حث على إكرامُه والإحسان إليه، ويعود على من يُحسن إلى جارِه بشكل عام العديد من الفوائد له، وللمُجتمع.
- الامتثال إلى أمر الله تعالى، فهو من كرم منزلة المُحسن إلى جارِه، وأوصى بذلك في سورة النساء الآية 36، قوله تعالى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ“.
- دلالة على إيمان المُسلم وقُربه من الله؛ لِما روي عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ. قيلَ: ومَن يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: الذي لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوايِقَهُ“.
- سبب في الدخول إلى الجنة، لِما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخلُ الجنَّةَ مَن لا يأمَنُ جارُه بوائقَهُ“.
- يسود الوئام والحب في المُجتمع، مما يُساعد على استقرارِه.
- يُصلح المُجتمع ويُصبح التعاون والتكافُل الاجتماعي لبعضهم أمر هام ينهض على أثرُه المُجتمع.
- ينشرح صدر من يُحسِن إلى جارِه، ويُزال الحقد من النفوس، وسوء التفاهُم الذي يؤدي إلى انهيارُه.
- حماية المُجتمع من الخراب الاجتماعي إثر تفككه.
حقوق الجار في الإسلام مُتعددة، وهي من أسباب سعادة الفرد والمُجتمع، فبه يقف كُل شخص بجوار أخيه يُعينه على مصائبه والمشقة والجُهد الذي يُلاقيه.