حكم أكل التمساح عند الشافعية

حكم أكل التمساح عند الشافعية

حكم أكل التمساح عند الشافعية يختلف عن حكم باقي المذاهب الإسلامية، إذ إن فقهاء هذا المذهب ذهبوا إلى توضيح الحكم الشرعي والقول الراجح بشأن من يأكل لحم التمساح، لذا ومن خلال موقع سوبر بابا سوف ننقل لكم اليوم حكم أكل التمساح عند الشافعية بالتفصيل.

حكم أكل التمساح عند الشافعية

في الآونة الأخيرة تم تداول أحد مقاطع الفيديو التي أثارت الجدل والاستغراب على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وهو فيديو لمجموعة من الشباب اصطادوا تمساحًا كبيرًا، ومن ثم قاموا بشوائه على الفحم لتناوله.

هذا الفيديو دفع الكثيرين إلى التساؤل حول حكم أكل التمساح عند الشافعية باعتبارهم أبرز علماء الفقه والشريعة، ونظرًا لهذا الأمر قررنا أن نقوم بتسليط الضوء اليوم في موضوعنا هذا عليه.

إذ إننا في السطور التالية سوف نذكر لكم حكم أكل التمساح عند الشافعية، ودليل حكمهم المقتبس من السنة، ومن تصنيف حيوان التمساح بين الحيوانات الأخرى.

يرى علماء الشافعية أن التمساح من الحيوانات التي يحرم أكلها، وذلك لأنه لا يعتبر من الحيوانات البحرية كما يعتقد البعض، بل إنه من الحيوانات البرمائية.

كما أنه يمتلك ناب يعمل على افتراس الإنسان والحيوانات الأخرى به، فهو من الحيوانات المفترسة التي تتقوى بالاستعانة بنابها، والسنة النبوية حرمت أكل مثل هذه الحيوانات.

فعن أبي ثعلبة رضي الله عنه قال

أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ”، وكذلك كان رأي الحنفية، والحنابلة، وبعض علماء المالكية.

حكم أكل التماس عند مذهب المالكية

يختلف حكم أكل التمساح عند الشافعية عن الحكم الذي أصدره المالكية، حيث إنه وكما أسلفنا الذكر بأن علماء الشافعية حرموا أكل لحم التمساح.

لكن على النقيض جاء علماء المالكية وبعض السلف، وأباحوا أكل التمساح، وذلك لأنهم اعتبروه من الحيوانات البحرية، وجاءوا ببعض الأدلة والتي سوف نوضحها لكم في النقاط التالية:

  • الاستعانة بقوله تعالى

    “قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ” (الأنعام، 145).

هذه الآية توضح بأن الحيوانات البحرية أحل الله عز وجل أكلها عدا تلك التي ذكرها في الآية.

  • الاستعانة بقوله تعالى أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ”، وهذه الآية تدل على أن لفظ الصيد هنا على كل ما يشبه السمك من حيوانات البحر، أي أن كل ما يخرج من البحر حلالًا.
  • الاستعانة بالسنة وذلك بالحديث الشريف وهو عن أبي هريرة رضى الله عنه، قال

سألَ رجلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ إنَّا نركبُ البحرَ ونحملُ معَنا القليلَ مِنَ الماءِ فإنْ توضأْنا بِهِ عطِشْنا أفنتوضأُ بماءِ البحرِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هوَ الطهورُ ماؤُهُ الحلُّ ميتتُهُ”.

فدلالة المالكية هنا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف ميتة البحر أي الحيوانات التي تعيش في البحر غير الأسماك بالحل.

حسم الجدل في حكم أكل التمساح بين الشافعية والمالكية

يعتبر الحكم الذي صدر عن الشافعية بشأن أكل لحم التمساح هو القول الراجح، إذ إن التمساح يحرم أكله، وأكد على هذا الكلام بالفعل أحد شيوخ الإفتاء في المملكة العربية السعودية.

الشيخ سعد الخثلان، فهو رئيس مجلس الإدارة للجمعية الفقهية في السعودية، حيث إنه قام بنشر تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي توتير قائلًا بأن أكل التمساح حرام، وذلك لأنه كما قال الشافعية أنه حيوان له ناب يفترس له كل من حوله.

كما أصدر الإمام محمد بن سعود أحد الأساتذة في كلية الشريعة بيانًا يشدد فيه على أن من قال إن لحم التمساح جائز أكله معللًا لذلك بأنه من الحيوانات البحرية، فإن قوله غير صحيح، وذلك لأن هذا الحيوان ليس من الحيوانات البحرية.

أجمع علماء الشافعية على أن أكل لحم التمساح حرام، وذلك لأنه من الحيوانات المفترسة التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكلها بسبب امتلاكه الناب.