أحمد شوقي
يعتبر أحمد شوقي من أبرز الشعراء في الأدب العربي، حيث يُعرف بشاعريته الفائقة وقدرته المدهشة على التعبير والوصف. لقد كان يتمتع بأسلوب أدبي رقيق ومشاعر عميقة، وقد برع في جميع مجالات الشعر، بما في ذلك الغزل والمديح والرثاء. كما تميز بشغفه بكتابة المسرح الشعري بأسلوب مبتكر. في هذا المقال، نقدم لكم مجموعة من أقوال وحكم أحمد شوقي.
أقوال وحكم أحمد شوقي
- تشيخ القلوب كما تشيخ الأبدان، إلا قلوب الشعراء والشجعان.
- لو لم يكن البخل لكانت جماعة هلكت في مصيرهم.
- ما نيل المطالب بالتمني، لكن تؤخذ الدنيا غلابا.
- إن الغرور إذا استحوذ على أمة، كالزهرة التي تخفي الموت.
- اطلبوا العلم من أهله، وابتغوا الحكمة عند ذوي الفهم.
- ترك العقول بلا علم ولا أدب، كمن يترك المريض بلا علاج.
- ليس المرء صادقًا في قوله حتى يؤيد قوله بأفعاله.
- ربما تقتضي الشجاعة أن تتراجع لحظة.
- لا مفر للشخص الغير مُعاقب من نواياه.
- من عرف نفسه بعد جهل وجدها، ومن جهل نفسه بعد معرفة فقدها.
- من ظن أنه سيُرضي الجميع دائمًا، فإنه مقرب من عدم إرضاء أحد.
- يتجنب الناس بعضهم البعض في الأمور الصغيرة، ولا يخافون الله في الأمور الكبيرة.
- يحب الناس الحديث عن شؤون بعضهم، وفي أبسط أحوالهم ينشغلون بها.
- النفس أضعف ما تكون حينما تكون قاهرة، وأقوى ما تكون عندما تُقهر.
- يكون الشعر عاطلًا ما لم يُزَيَّن بالحكمة، وتبقى الحكمة ضائعة حتى تُلجأ في بيت من الشعر.
- تناقض النصح أن يأتي بصوت عال، وأذاه أن يكون فظًا.
- الموت يستأذن العاقل وينقض على الغافل.
- أستغرب من الصدر الذي يتحمل الأحداث الجليلة ويضيق بحديث الثقافة الرخيصة.
- قم للمعلم وامنحه الاحترام، فما يقربه من الرسالة عظيم.
- الشباب القانع لا فائدة منه، بينما الشباب الطامح هو الذي يُبرك.
- الحق سهم لا تُرشح عليه الباطل، فليس سهم المبطلين سديدًا.
- عظمة الملك تمرّ لكنه لا يذهب عظمة الخالدين.
- أحرام على بلابل الدوحة، حلال للطير من كل جنس.
أبيات شعرية لأحمد شوقي
قصيدة “على قدر الهوى يأتي العتاب”
قصيدة “على قدر الهوى يأتي العتاب” هي واحدة من أشهر قصائد الشاعر أحمد شوقي، الذي وُلِد في القاهرة عام 1868م وتوفي عام 1932م. درس الشاعر الحقوق وعمل في خدمة الخديوي، ثم أُوفد إلى فرنسا لاستكمال دراسته. أصدر الشاعر العديد من الأعمال، ومنها “الشوقيات” التي تعتبر من أهم تراثه الأدبي.
على قدر الهوى يأتي العتاب
ومَن عاتبتُ يَفديهِ الصحاب
ألوم معذِّبي ، فألوم نفسي
فأُغضِبها ويرضيها العذاب
ولو أنني استطعت لتبتُ عنه
ولكن كيف عن روحي المتاب?
ولي قلب بأن يهوي يُجازى
ومالكه بأن يجني يُثاب
ولو وجُد العقاب فعلتُ، لكن
نفار الظبي ليس له عقاب
يلوم اللائمون وما رأَوْه
وقِدْماً ضاع في الناس الصواب
صَحَوْتُ، فأَنكر السُلوان قلبي
عليَّ وراجع الطرب الشباب
كأن يد الغرامِ زمامُ قلبي
فليس عليه دون هَوىً حجاب
كأنَّ رواية الأشواقِ عَوْدٌ
على بدءٍ وما كمل الكتاب
كأني والهوى أَخَوا مُدامٍ
لنا عهدٌ بها، ولنا اصطحاب
إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق
أُعيدَ العهدُ، وامتد الشَّراب
قصيدة “كل حي على المنية غادي”
يتناول الشاعر أحمد شوقي في قصيدته “كل حي على المنية غادي”:
كلُّ حيٍّ على المنية غادي
تتوالى الركابُ والموتُ حادي
ذهب الأوّلونَ قرناً فقرناً
لم يدمْ حاضرٌ، ولم يبقَ بادي
هل ترى منهمُ وتسمعُ عنهم
غيرَ باقي مآثرٍ وأيادي؟
كرةُ الأرضِ كم رَمَتْ صَوْلجَانًا
وطوَتْ من ملاعبٍ وجِياد
والغبارُ الذي على صفحتيها
دورانُ الرحى على الأجساد
كلُّ قبر من جانب القفرِ يبدو
علمَ الحقِّ، أو منارَ المعاد
وزِمامُ الركابِ من كلِّ فَجٍّ
ومَحَطُّ الرِّحالِ من كل وادي
تطلع الشمسُ حيث تطلع نَضْخاً
وتنحَّى كمنجل الحصّاد
تلك حمراءُ في السماءِ، وهذا
أَعوجُ النَّصْلِ مِنْ مِراس الجِلاد
ليت شعري تعمَّداً وأصرّا
أَم أَعانا جناية الميلاد
أَجَلٌ لا يَنامُ بالمِرْصاد
رقَدَرٌ رائحٌ بما شاءَ غادي
يا حماماً ترنمتْ مسعداتٍ
وبها فاقةٌ إلى الإسعاد
ضاق عن ثكلها البكا، فتغنَّتْ
رُبَّ ثُكْلٍ سَمِعْتَه من شادي
الأناة َ الأناة َ، كلُّ أليفٍ
سابقُ الإلف، أو ملاقي انفراد
هل رجعتنَّ في الحياة لفهمٍ؟
إن فهمَ الأُمورِ نِصفُ السَّداد
سَقمٌ من سلامةٍ، وعزاءٌ
من هناءٍ ، وفرقةٌ من وداد
يجتنى َ شهدها على إبرِ النح
لِ، ويُمشى َ لوردها في القتاد
وعلى نائمٍ وسَهْرانَ فيها
أجلٌ لا ينامُ بالمرصار
لبدٌ صاده الردى، وأظنّ النسْرَ
ـ من سَهمِهِ على ميعاد
ساقة َ النعشِ بالرئيس ، رويداً
موكبُ الموتِ موضعُ الإتئاد
كلُّ أَعوادِ منبر وسريرٍ
باطلٌ غيرَ هذه الأَعواد
تستريح المطِيُّ يوماً، وهذي
تنقلُ العالمين من عهد عادِ
لا وراءَ الجيادِ زيدتْ جلالاً
منذ كانت ولا على الأَجياد
أَسأَلتم حَقِيبة َ الموتِ: ماذا
تحتها من ذخيرةٍ وعتاد
إنّ في طيِّها إمامَ صفوفٍ
وحواريَّ نيةٍ واعتقاد
لو تركتم لها الزِّمامَ لجاءَت
وحدَها بالشهيد دارَ الرشاد
انظروا، هل ترونَ في الجمع مصراً
حاسراً قد تجلتْ بسواد
تاجُ أحرارها غلاماً وكهلاً
راعَها أَن تراه في الأَصفاد
وسدوه الترابَ نضوَ سفارٍ
في سبيلِ الحقوقِ نِضْوَ سُهاد
واركزوه إلى القيامة رمحاً
كان للحَشْدِ، والنَّدَى ، والطِّراد
وأَقرُّوه في الصفائح عَضْباً
لم يدنْ بالقرار في الأغماد
نازحَ الدارِ ، أقصرَ اليومَ بينٌ
وانتهتْ محنةٌ، وكفتْ عوادي
وكفى الموتُ ما تخاف وترجو
وشَفَى من أصادقٍ وأَعادي
من دنا أو نأى فإنّ المنايا
غايةُ القربِ أو قصارى البعاد
سرْ معَ العمرِ حيث شئتَ تؤوبا
وافقد العمر لا تؤبْ من رقاد
ذلك الحقُّ لا الذي زعموه
في قديمٍ من الحديث مُعاد
وجرى لفظُه على ألسُنِ الناسِ، ومعناه في صدور الصḯعاد
يتحلَّى به القويُّ ولكنْ
كتحلِّي القتالِ باسم الجهاد
هل ترى كالترابِ أَحسنَ عدلاً
وقياماً على حقوق العباد
نزل الأقوياءُ فيه على الضَّعْفِ
فى ، وحلَّ الملوكُ بالزُّهَّاد
صفحاتٌ نقيةٌ كقلوب الرُّسْلِ، مغسولةٌ من الأحقاد
قُمْ إنِ اسْطَعْتَ من سريرك، وانظر
سِرَّ ذاك اللواءِ والأجناد
هل تراهم وأنتَ موفٍ
عليهم غيرَ بنيانِ ألفةٍ واتحاد
أُمةٌ هُيِّئَتْ وقومٌ لخير الدّهْـــ
ـرِ أَو شرِّه على استعداد
مصرُ تبكي عليك في كل خِدْرٍ
وتصوغُ الرثاءَ في كل نادي
قصيدة “من أعجب الأخبار أن الأرنبا”
يتحدث الشاعر أحمد شوقي في قصيدته “من أعجب الأخبار أن الأرنبا”:
من أعجب الأخبار أنّ الأرنبا
لمَّا رأَى الدِّيكَ يَسُبُّ الثعْلبا
وهوَ على الجدارِ في أمانِ
يغلبُ بالمكانِ، لا الإمكانِ
داخَلهُ الظنُّ بأَنّ الماكرا
أمسى من الضّعفِ يطيقُ الساخرا
فجاءَهُ يَلْعَنُ مثل الأَوَّلِ
عدادَ ما في الأرضِ من مغفَّلِ
فعصفَ الثعلبُ بالضعيفِ
عصفَ أخيهِ الذِّيبِ بالخروف
وقال : لي في دمكَ المسفوكِ
تسليةٌ عن خيْبتي في الديكِ!
فالتفتَ الديكُ إلى الذبيح
وقال قولَ عارِفٍ فصيح
ما كلَّنا يَنفعُهُ لسانُهْ
في الناسِ مَن يُنطقُه مَكانُه!
رسائل لأحمد شوقي
الرسالة الأولى:
لا أعلم لك منصفاً إلا عملك ..
إذا أحسنته جمّلك ..
وإذا أتقنته كمّلك.
الرسالة الثانية:
سَعَتْ لكَ صورتي وأتاكَ شخصي ..
وسارَ الظِّلُّ نحوك والجهاتُ…
لأَنّ الرُّوحَ عِنْدَكَ وهْيَ أَصلٌ ..
وحيثُ الأَصلُ تَسْعَى المُلْحَقات..
الرسالة الثالثة:
هجرت البعض طوعاً لأنني رأيت قلوبهم تهوى فراقي ..
نعم أشتاق لكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي ..
وأرغب وصلهم دوماً ولكنّ طريق الذل لا تهواه ساقي..
الرسالة الرابعة:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه..
فقوم النفس بالأخلاق تستقيم..
والنفس من خيرها في خير عافية..
والنفس من شرها في مرتع وخم…
الرسالة الخامسة:
ليس اليتيم من انتهى من أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلاً..
فأصاب بالدنيا الحكيمة منها وبحسن تربية الدنيا بديلاً..
إنّ اليتيم هو الذي تلقي له أما تخلت أو أبا مشغولاً..
إن المقصر قد يحول ولن ترى لجهالة الطبع الغبي محيلاً..