“حمدالله هداف العالم” جملة قد يتعجب الكثير ممن يقرؤونها، فمن هو حمدالله الذي لقب بهداف العالم؟ فمن المعتاد أن يكون هداف العالم هو أحد أساطير الموجودين في الوقت الحالي أمثال كريستيانو وميسي، أو النجوم الشباب البارزة أمثال هالاند وإمبابي، لكن غير طبيعي أن نجد لاعب عربي يمكن أن يكون هداف العالم، ولكن هذا ما حدث بالفعل ومن خلال سوبر بابا سنوضح الأمر.
حمدالله هداف العالم
من المعتاد سماعه هو أن هداف العالم يكون نجم عالمي، فمن الطبيعي أن يكون كريستيانو رونالدو أو ميسى أو ليفاندوفسكي، ولكن يكون لاعب عربي وأفريقي هو هداف العالم، ففي أواخر شهر ديسمبر لعام 2019 استيقظ العالم على خبر فريد من نوعه وخصوصًا على الوطن العربي وهو “حمدالله هداف العالم”.
متخطيًا النجم البولندي ليفاندوفسكي بـ 57 هدف، وأيضًا ميسي الذي وصل إلى 50 هدف في هذا الموسم، اللاعب المغربي دك الشباك الخصوم برقم فريد لم يستطع لاعب عربي يلعب في الدوريات المحلية أو العربية في العموم تسجيله في موسم واحد، وهذا ما عبر عنه على موقع التواصل الاجتماعي التويتر عندما قال:
سعيد للغاية بتحقيق هداف العالم في 2019 برصيد 57 هدفًا، وأشكر فريقي وخاصةً اللاعبين على مساعدتهم لي، وكذلك مشجعو النادي، أتطلع إلى سنة أخرى ناجحة، وشكرًا للجميع، لكن من هو حمدالله هداف العالم؟ وكيف بدأ؟ وكيف كانت مسيرته الكروية؟ وأين يلعب الآن؟ هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال الفقرات الآتية.
اقرأ أيضًا: من هو الهداف التاريخي لكأس العالم
مسيرة حمدالله هداف العالم الكروية
ولد عبد الرزاق حمد الله في يوم 17 ديسمبر 1990، ومنذ أن كان صغيرًا كان يحب لعب كرة القدم وكان لديه الشغف الكافي ليكون من اللاعبين المتميزين، ولذلك كانت بدايته قوية جدًا فقد بدأ طريقه نحو النجومية في نادي نجم الشباب آسفي المغربي.
بسبب مستواه الكبير انتقل في موسم 2010 – 2011 إلى نادي أولمبيك المغربي، والذي لم يلعب فيه كثيرًا في الموسم الأول، لكن مع بداية الموسم الثاني وهو 2011 – 2012 كانت الانطلاقة الحقيقة لمهاجم صغير يشق طريقه نحو المجد، وبالفعل في هذا الموسم سجل 15 هدفًا.
ليكون ثاني الهدافين بعد اللاعب كارل ماكس داني لاعب الدفاع الجديدي التشادي والذي سجل 17 هدفًا، ليعود حمدلله ويسجل نفس عدد الأهداف ولكن في ثلثي الموسم فقط، وهذه كانت الخطوة التي ساعدت على الانتقال إلى مرحلة جديدة وهي الاحتراف.
في بداية عام 2013 تلقى النادي عرضًا خياليًا بالنسبة للاعب في هذا السن وهو مليون دولار أمريكي وذلك من فريق أوليسندوا النرويجي، لينتقل اللاعب في شهر فبراير إلى الفريق بعقد ثلاث سنوات ليكون اللاعب الأغلى في تاريخ النادي، والبداية لم تكن سهلة أبدًا فقد واجه النجم المغربي الصاعد العديد من العقبات.
منها البرودة الشديدة والتي لم يمر بها من قبل، بالإضافة إلى أنه أول لاعب مغربي في النرويج وهذا جعل الإعلام يركز معه أكثر وبالتالي عانى من ضغوطات كثيرة، ولكنه تغلب على هذه العقبات، ولعب المغربي المباراة الأولى له في 1 إبريل والتي انتهت بفوز فريقه بهدف نظيف.
في 14 إبريل سجل الهدف الأول والذي ساهم في فوز فريقه بثنائية، وتوالت الأهداف التي سجلها والتي جعلت الجميع يدرك أنه نجم كبير لا يستهان به، فقد سجل الثلاثية الأولى له في مباراة واحدة في يوم 13 مايو، المباراة التي انتهت بالسبعة، وهذا جعل الفريق يتقدم إلى المركز الثاني.
مع نهاية الموسم الأول سجل حمدلله 15 هدفًا في 27 مباراة شارك فيها مع الفريق، ومن بينهم 2 هاتريك، وهذا جعله في تشكيلة العام، كما أنه أعتلى المركز الأول في ترتيب هدافين الفريق، لينتقل إلى الصين من بوابة نادي غوانغجو أر أند إف لمدة ثلاث سنوات.
في الموسم الأول له مع الفريق كان في أفضل حال فقد لعب 22 مباراة في الدوري سجل 22 هدف، ليكون ضمن هدافي الدوري في هذا الموسم، ولكن في الموسم التالي لم يكن بنفس المستوى فقد تراجع سجله التهديفي بسبب وجود العديد من التخبطات، فقد 4 أهداف في 16 مباراة، وهذا ما جعله يقرر المغادرة، وهذا ما حدث بالفعل.
فقد انتقل إلى الجيش القطري لمدة عامين مع وجود خيار للتمديد إلى عام ثالث، وفي الموسم الأول أظهر اللاعب قدرات فائقة فقد سجل في جميع البطولات التي لعبها مع النادي، وكانت المحصلة في النهاية 28 هدفًا في 33 ليكون موسم متميز له، ولكن هذا لم يحدث في الموسم الثاني فلعنة الإصابات قد لاحقته من خلال إصابة قوية في الركبة جعلته يغيب عن أغلب مباريات الموسم.
هذا جعل الفريق إلغاء فكرة التمديد للموسم الثالث لينتقل المهاجم المغربي إلى نادي الريان والذي لعب له لمدة موسم واحد فقط سجل فيه 28 هدف في 30 مباراة لعبها في جميع البطولات، هذا ما جعل النصر السعودي يصب عينه نحوه لينتقل إليه بالفعل لمدة ثلاث سنوات، وتكون هذه الفترة هي الأقوى له على الإطلاق ففي الموسم الأول فاق حمدالله جميع التوقعات.
فقد كان من المتوقع أن يسجل معدل الأهداف الطبيعي له أو أقل منه بشيء بسيط، ولكن المهاجم الرائع سجل هذا المعدل فقط في الدوري، ففي 26 جولة فقط لعبها سجل 34 هدف، ولم كتفي بذلك فقط بل سجل 14 هدفًا في الكأس في أربع مباريات فقط، ليحقق رقم قياسي لم يسبق لغيره تحقيقه.
من المتوقع أننا سننتظر الكثير ليأتي أحد ليكسر هذا الرقم، في نهاية الموسم سجل حمدلله 57 هدفًا في جميع البطولات ليصبح هداف العالم متفوقًا على جميع نجوم العالم، وفي العام التالي لم يكن الأمر مغاير فقد سجل 29 هدفًا في 28 مباراة في الدوري.
بالإضافة إلى 5 أهداف في الكأس و8 أهداف في المباريات الأخرى، ليختتم الموسم بـ 42 هدف في 40 مباراة فقط، لذلك كانت الآمال مرتفعة في الموسم الثالث، لكنه لم يكن كذلك فقد سجل 14 هدفًا في 21 مباراة في الدوري، واختتم الموسم بـ 21 هدف في 33 مباراة.
هذا لأن النادي في يوم 23 نوفمبر 2021 قد فاجأ الجميع عبر الموقع الرسمي له على التويتر بفسخ التعاقد مع اللاعب، مع توضيح إمكانية ذلك من خلال قانون الاتحاد الدولي والذي يجعل النادي يمتلك الحق في فسخ العقد بعد مرور ما لا يقل عن ثلاث سنوات لتنتهي مسيرة الهداف المغربي مع النصر.
التي حصل فيها على دوري المحترفين وكأس السوبر السعودي مرتين، لينتقل في يوم 16 ديسمبر إلى الاتحاد السعودي لمدة موسم ونصف، وفي الموسم الأول لعب 15 مباراة سجل فيهم 13 هدفًا، وفي الموسم الحالي حتى الآن لعب 6 مباريات سجل فيهم 4 أهداف.
مازال عطائه التهديفي في الملعب مستمرًا فقد وصل الآن إلى 266 هدف طوال مسيرته فهل يستطيع الوصول إلى 300 هدف أم أن عامل السن سوف يجعل ماكينة الأهداف المغربية تتوقف؟
اقرأ أيضًا: أسرع لاعب في العالم
مسيرة عبد الرازق حمدلله الدولية
على الرغم من أن المسيرة التهديفية لـ حمدالله هداف العالم كبيرة جدًا على مستوى الأندية، إلا أنها لم تكن كذلك على مستوى المنتخبات، فطوال مسيرته مع المنتخب لعب 17 مباراة سجل فيهم 6 أهداف فقط، وكان أول هدف في تنزانيا في تصفيات كأس العالم 2014
حيث سجل الهدف الأول للفريق، وكان ذلك في 8 يونيو 2013، كما سجل أول هاتريك مع المنتخب في يوم 9 أكتوبر 2014 عندما لاقى أسود الأطلسي منتخب جمهورية أفريقيا الوسطى في مباراة ودية والتي انتهت بفوز الأول بأربعة أهداف نظيف.
اختتم حمدلله سجل التهديفي مع المنتخب في المباراة الودية التي جمعت بين المغرب وبنين في يوم 13 نوفمبر 2014 وساهم بفوز الفريق بخمسة أهداف، فقد سجل هدفين منهم، والآن هو ضمن القائمة المتجهة إلى كأس العالم قطر فهل سوف يزيد من حصته التهديفية الدولية بأول أهدافه في المونديال.
إنجازات عبد الرازق حمدلله
على مدار ما يقرب من 12 موسم حصد حمدالله هداف العالم العديد من الألقاب الفردية والإنجازات التي لم يحصل عليها العديد من اللاعبين العرب حتى الآن، وتشمل تلك الإنجازات الآتي:
- هداف الدوري المغربي برصيد 15 هدفًا في موسم 2012 – 2013
- في موسم 2014 حصل على أفضل لاعب في نادي أوليسوند النرويجي.
- برصيد 21 هدف حصل على لقب هداف دوري نجوم قطر في موسم 2015 – 2016.
- حصل على لقب هداف كأس الحرمين الشريفين في موسم 2018 – 2019 برصيد 14 هدفًا في أربع مباريات فقط.
- حصل على لاعب الشهر في الدوري السعودي 5 مرات طوال مسيرته هناك.
- حصد جائزة أفضل لاعب في دوري المحترفين السعودي في موسم 2018 – 2019
- هداف بطولة دوري المحترفين السعودي لموسمين متتاليين وهما: 2018 – 2019 برصيد 34 هدفًا، وموسم 2019 – 2020 برصيد 29 هدفًا.
- في موسم 2018 – 2019 حصل على جائزة أفضل ممرر في الدوري السعودي.
- حصل على جائزة أفضل لاعب في نادي النصر 2019
- حصد جائزة أفضل لاعب عربي في العالم من جلوب سوكر عما قدمه في عام 2019
- في عام 2019 حصل لقب أفضل هداف في العالم وذلك من الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء.
- حصل على لقب هداف دوري أبطال آسيا 2020 بعدما سجل 7 أهداف.
اقرأ أيضًا: من هو أفضل مدافع في العالم
أرقام حمدلله هداف العالم القياسية
من خلال الألقاب الفردية التي حققها اللاعب على مدار مسيرته حتى الآن بكل تأكيد هناك العديد من الأرقام القياسية التي وصل لها ولم يقترب منها أحد حتى الآن وهي:
- في أربع مواسم ونصف حتى الآن أصبح الهداف التاريخي لبطولة كأس الحرمين الشريفين برصيد 21 هدف.
- أكثر لاعب سجل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة (هاتريك) في تاريخ الدوري السعودي.
- هو اللاعب الوحيد الذي سجل في أكبر عدد من الأندية في دوري المحترفين السعودي في موسم واحد برصيد 14 نادً.
- أكثر لاعب سجل في كأس الحرمين الشريفين في موسم واحد برصيد 14 هدفًا.
- يمتلك اللاعب المسيرة الأطول من الناحية التهديفية في الدوري السعودي برصيد 13 مرة.
- هو أكثر من سجل أهداف في موسم واحد في دوري المحترفين السعودي برصيد 34 هدفًا.
- أكثر لاعب سجل سوبر هاتريك أي أربعة أهداف في مباراة واحدة على مدار تاريخ الدوري السعودي.
حمدالله يعتبر هو أقوى مهاجم عربي أفريقي حتى الآن وذلك من خلال السجل التهديفي الرائع له، والذي جعله هداف العالم في موسم 2019 فبالتالي الجميع ينتظره في المونديال ليروا ماذا سيفعل.