حوار بين الأم وابنتها عن الصلاة قصير يعزز ارتباط البنت بصلاتها ومداومتها عليها، فالصلاة عماد الدين، وبفضلها يُرزق العبد في حياته الدنيا وفي الآخرة، لذا يوضح موقع سوبر بابا صيغة حوار شامل للصلاة بين الأم وإحدى بناتها.
حوار بين الأم وابنتها عن الصلاة قصير
الحوار من وسائل الاتصال بين الأشخاص لاسيما الأم وأولادها.. حيث تراعي الأم آداب الحوار وتبدأ في استغلاله لبث داخل عقل أولادها الأفكار والعقائد التي بدورها تساعدهم في الاختيارات السليمة.
فأهم ما يجب مراعاته في حوار بين الأم وابنتها عن الصلاة قصير أن يكون بعيدًا عن الغضب وتبدأ في مناقشة ابنتها؛ لحثها على المداومة عليها والتمسك بها.
الأم: عزيزتي مريم، هل صليتِ الظهر يا غاليتي؟
مريم: لا يا أمي، لقد سهوت في مشاهدة برنامجي المفضل، سأنهض للوضوء الآن.
الأم: هل تعلمين أن المداومة على صلاتك أفضل من مشاهدة البرنامج؟ فأكد الله عز وجل أن منزلة الصلاة عظيمة، فلا تقتصر الصلاة على تلك المكانة، بل لها فوائد عِدة.
- الإعلان منا اللجوء لله تعالى والاستنجاد به في الرخاء قبل الشدة.
- عندما يخرج العبد لإقامة الصلاة فيأخذ الحسنات منذ خروجه إلى رجوعه لمنزله.
- تزيد من قوة تمسك العبد بدينه، كما تجعله يشعر بالسكينة والطمأنينة وألا يكون في غفلة.
- تعتبر الصلاة من أفضل الأعمال عن الله بعد الإيمان به وبرسوله، فأكد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك قائلًا: (أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قالَ: الصَّلاةُ لِوَقْتِها قالَ: قُلتُ ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوالِدَيْنِ قالَ: قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ).
- يحظى العبد الذي يذهب إلى الصلاة مرارًا بكرامة في الجنة، لقول نبي الله صلى الله عليه وسلم: (مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ).
- تصلي الملائكة على العبد الذي يظل في مُصلاه.
- تكون الصلاة سببًا في تنظيم الإنسان لأمور حياته وقدرته على ضبط نفسه وكبح رغباته، كما تنهي صلاة العبد عن المعاصي والفواحش، فقال الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ).
- الشعور بلذة مناجاة الله عدة مرات يوميَا، فالصلاة هي صلة العبد الوطيدة بربه، وسبب رئيسي للفلاح في مناحي الحياة المختلفة.
- هي التجارة الرابحة مع الله، لذا تعد أفضل أعمال العبد، والدليل على ذلك قوله تعالى: (إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ).
- ينزل الله رحمة وسكينة وتمكين في الأرض للمصلين لقوله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
- الصلاة سبب دخول العبد الجنة، أما السير إليها يرفع العبد لدرجات الجنة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً).
- بصلاح الصلاة تصلح كامل أعمال العبد، أما إن فسدت فتفسد كل أعمال العبد، الدليل على ذلك قول حبيبنا النبي صلى الله عليه وسلم (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عمَلِهِ الصلاةُ، فإنْ صلُحَتْ فقدْ أفلَحَ وأنْجَحَ، وإنْ فسَدَتْ فقدْ خابَ وخَسِرَ).
- تنجي الصلاة صاحبها من عذاب القبر وتؤنسه لتحميه من وحشته، قال الله تعالى (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ).
- تعديل السلوك وتقويمه والاعتياد على الصبر لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
- تمنح الصلاة صاحبها نورًا يوم القيامة خلاف سائر العباد، فقال الله تعالى: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ).
اقرأ أيضًا: حوار بين الأم وابنتها عن الحجاب
حوار بين الأم وابنتها عن كيفية أداء الصلاة
يجب أن تكون الصلاة مثلما كان يصلي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا تتم إلا صحيحة على نحوٍ معين، وهذا ما يتضح من الحوار بين الأم وابنتها عن كيفية أداء الصلاة.
مريم: سبحان الله يا أمي على رحمة الله عز وجل، فكل تلك الفضائل ينالها العبد عندما يداوم على صلاته.
الأم: أجل يا عزيزتي، لكن يجدر بالإشارة أن الصلاة يجب أن تكون صحيحة، ولا تصح إلا بالآتي:
- التطهر وستر العورة والتوجه إلى القبلة واستحضار خشوع القلب، حيث تتم الطهارة لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
- ثم البدء بالتكبير ورفع اليدين إلى جانب المنكبين.
- بعد ذلك يسترسل في قراءة الفاتحة مع ما تيسر من آيات القرآن الكريم.
- ثم يعاود التكبير ليركع منحني لتلامس يديه ركبتيه، ويقول “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرات.
- بعد ذلك يرجع من ركوعه ويقول “سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد”.
- ثم يكبر وينزل إلى الأرض ساجدًا ويردد “سبحان ربي الأعلى”.
- بعد ذلك يجلس مفترش الرجل اليسرى وناصب اليمنى، ويقول “رب اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني”.
- ثم يكبر ليقف ويكرر مثلما فعل في الركعة الأولى، لكن في السجدة الثانية يجلس بعد الانتهاء من فعل ما فعله في الركعة الأولى، ويبدأ في قراءة الجزء الأول من التشهد.
- إن كانت الصلاة ركعتين يكمل التشهد ويُصلي على النبي ويسلم، أما إن كانت الصلاة ثلاثية أو رباعية فيكرر مثلما فعل في الركعتين الأولى والثانية لكنه يقرأ الفاتحة فقط.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الصدق والأمانة
حوار بين الأم وابنتها عن ترك الصلاة
إن قام العبد بما تم ذكره آنفًا لطريقة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، عليه بمراعاة بعض الأمور لتكون صلاته صحيحة، أولها النية.
الأم: يجب أن يعزم قلب العبد على أداء العبادة لوجه الله عز وجل، لا من أجل الرياء أو أي نوايا أخرى.
مريم: وما حكم من تكاسل عن صلاته يا أمي؟
الأم: يعد التكاسل عن أداء الصلاة كبيرة من الكبائر وذلك ما أكد عليه علماء المذاهب الأربعة، فقال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا).
فترك الصلاة بشكل متعمد يساوي الشرك الأكبر الاعتقادي لكنه يظل من الكبائر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمسُ صلواتٍ كتبَهنَّ اللَّهُ على العبادِ، فمن جاءَ بِهنَّ لم يضيِّع منْهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ، كانَ لَهُ عندَ اللَّهِ عَهدٌ أن يدخلَهُ الجنَّةَ، ومن لم يأتِ بِهنَّ فليسَ لَهُ عندَ اللَّهِ عَهدٌ، إن شاءَ عذَّبَهُ، وإن شاءَ أدخلَهُ الجنَّةَ).
لذا على العبد أن يلتزم بأداء صلاته، مع مراعاة المكروهات التي لا يُفضل إتيانها في الصلاة.
مريم: وما هي المكروهات يا أمي؟
الأم: أكد العلماء اعتمادًا على ما جاء من السنة النبوية الشريفة أن هناك عدة أفعال لا يُفضل أن يقوم بها المُصلي، وهي ما أذكرها لكِ في التالي:
- الدخول إلى الصلاة جائعًا أو حابسًا بوله.
- الإشارة في الصلاة لغير الحاجة، لكن تكون مُمكنة إن كانت لإبعاد المحيطين عن مكان الصلاة.
- تشمير الأكمام والحركة الزائدة في الصلاة دون الحاجة لذلك.
- نصب الركبة في الصلاة مع تثبيت المؤخرة على الأرض، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أوصاني خليلي بثلاثٍ ونَهاني عن ثلاثٍ، أوصاني بالوترِ قبلَ النَّومِ، وصيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ، ورَكْعتَيِ الضُّحَى، قالَ: ونَهاني عنِ الالتفاتِ، وإقعاءٍ كإقعاءِ، القردِ ونقرٍ كنقرِ الدِّيكِ).
- تشبيك الأصابع أو فرقعتها، فروى كعب بن عجرة قائلًا: (أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال له: يا كعبُ بنَ عُجْرةَ إذا توضَّأْتَ فأحسَنْتَ الوضوءَ ثمَّ خرَجْتَ إلى المسجدِ فلا تُشَبِّكْ بينَ أصابعِك فإنَّك في صلاةٍ).
- العبث باليدين أو اللحية أو حك الأطراف دون الحاجة.
- رفع الثوب من الأمام أو من الخلف، أو محاولة تغطية الكفين بأي غطاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ، ولا أكُفَّ ثَوْبًا ولا شَعْرًا).
- إتمام قصار السور أثناء الركوع، أي العجلة في الصلاة حيث عليه أن يتم السورة إلى آخرها ثم يشرع في الركوع.
- توجيه النظر إلى السماء، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: (ما بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلى السَّمَاءِ في صَلَاتِهِمْ، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ في ذلكَ، حتَّى قالَ: لَيَنْتَهُنَّ عن ذلكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ).
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الأخلاق سؤال وجواب
الصلاة أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، فلا يكون لتارك الصلاة عذرًا ولا تسقط إذا كان رجلًا بالغ، أو امرأة بالغة إلا في فترات الحيض أو النفاس.