حوار بين شخصين عن الاحترام قصير جدًا يُساعد في التعرف على أهمية تلك القيمة النبيلة ذات التأثيرات الإيجابية على المجتمع والعلاقات الإنسانية.. كما أن الاحترام مقرونٌ بصفات أخرى حسنة، وقيمته هامة إن تحلى الفرد بها صار فاضلًا، ومن خلال موقع سوبر بابا نوافيكم بمثال على حوار عن الاحترام.
حوار بين شخصين عن الاحترام قصير جدًا
يُساعد الحوار على تبادل الآراء واكتساب المزيد من المعارف، فهو يُنمي الفكر النقدي وتفنيد الأمور إلى أصولها والتفكير فيما تؤول إليه.. هكذا يكون الحوار الإيجابي الفعال مُكللًا بتقبل الرأي الآخر.
في بيئة العمل، هناك الكثير من أنماط الحوار بين الموظفين، منها ما يكون إيجابيًا فيعكس فكر مُنمق وسلوك قويم.. على غرار الحوار التالي بين شخصين عن الاحترام.
إسلام: السلام عليك يا عُمر.. كيف الحال؟
عُمر: حمدًا لله، وأنت؟ مالي أراك مستاءً؟
إسلام: بخير لكنني منذ قليل رأيت موقفًا أمامي أثار حفيظتي.. فقد وجدت زميلنا أسامة في قسم خدمة العملاء يتعامل بأسلوب غير لائق مع عميل لنا، وحينما عزمت على لفت انتباهه بعد ذهاب العميل، لم يحترم ما أقول وذهب دون أن يرُد على حديثي.
عمر: هل تلك المرة الأولى التي تراه فيها هكذا أم أنه من المعتاد يفعل ذلك؟ فتعلمُ يا صديقي هناك مسببات للضيق أحيانًا تطرأ علينا دون إرادة منّا فتغير من طباعنا وتجعلنا أقل احترامًا وأكثر حدّة.. ولا أبرر فعلته حتى لا تسيء فهمي.
إسلام: أفهم ما تقصده، وهي ليست المرة الأولى.. يُعرف عن صديقنا أسامة أنه لا يحترم العملاء بردوده الفظّة، ولا يحترمنا كذلك نحن زملاؤه.
عمر: لم يعلم أولئك أن الاحترام هو إحدى القيم التي تنم عن السلوك القويم، وينطوي على تقدير الآخرين، وتنم عن أخلاق حسنة.. كما أن له أنواع تتكامل مع بعضها البعض، فهناك احترام للذات واحترام الأوامر الإلهية، وكذلك احترام مشاعر الآخرين والفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا.
إسلام: أصبت يا عمر.. بالفعل هذا هو تعريف الاحترام، الذي يغفل عنه البعض.
عُمر: ربما يظن صديقنا أسامة أن الاحترام يدل على الضعف.. فما تعتقد في ذلك؟
إسلام: كيف يكون الاحترام دالًا على الضعف وهو ما يجعلنا أقوياء؟ إنه كالأداة القوية التي يُمكننا أن نتعامل بها مع الأخصام، كما أنه السلاح المدافع الذي يمنع الغير من إيذاء مشاعرنا، فهم مُجبورون على احترامها.
عُمر: بالفعل، ربّما يظن أسامة أن احترامه مع غيره يجعله يظهر كغير القادر على المواجهة، أو الشخص السلبي.. وهو مُحال، لذا لا تيأس من نصحه مرارًا وتكرارًا، فهو لن يحصل على احترام الآخرين إلا أن بدأ من نفسه يُغير طباعه.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الأخلاق سؤال وجواب
حوار بين شخصين عن أهمية الاحترام
يُقال إن احترام الآخرين هو الوجه الآخر لاحترام الذات.. فالعقل الواعي هو القادر على احترام فكر غيره وإن تناقض مع فكره، لنا أن نستكمل الحوار بين شخصين عن صفة الاحترام.
إسلام: أعلمُ أن الاحترام من القيم الإنسانية النبيلة، لكن أريد أن أعرف منك ما تراه في أهمية تبادل الاحترام بين الأفراد.
عُمر: من الجيد أن نُظهر الاحترام المتبادل بيننا، في أي من العلاقات سواء في المدرسة أو العمل أو بين أفراد الأسرة الواحدة.. ومما لا شك فيه أنه يزيد من فرص الحصول على علاقات إيجابية وقوية، دعني أخبرك بأهميته في بضع سطور.
- تعزيز العلاقات الاجتماعية، مما يشعر الطرف الآخر بالأمان في التواصل والتفاعل المتبادل.
- بناء الثقة بين الجميع، وتحسين الصحة النفسية، وخلوّ العلاقات من الصراعات غير المبررة.
- الالتزام بالوقت والمواعيد على إثر احترام الوقت، وعدم ضياع ساعات العمل فيما هو غير مفيد.
- حصول الأطفال على مستقبل واعد، وبناء المهارات الاجتماعية لديهم على أفضل نحو.
- تطبيق بيئة عمل آمنة، وداعمة للموظفين، وإحساسهم بالأمان الوظيفي، وتنفيذ القواعد والقوانين المتبعة في إطار من العدل والمساواة.
- الحد من مسببات القلق والتوتر وتحسين الصحة العقلية وكذلك البدنية.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الاحترام سؤال و جواب
حوار عن الاحترام من صفات الرسول
قال الله تعالى في مُحكم التنزيل: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” (سورة الأحزاب الآية 21).. فصفة الاحترام ليست بمنأى عن أشرف الخلق، من كان في خُلقه وتعامله كل الاحترام.
إسلام: إن نصحت صديقي أسامة بأن يكون أكثر احترامًا مع غيره، حتمًا سيكون حديثي أكثر مصداقية إن حدثته عن رسول الله.
عُمر: أصبت، فكان –صلى الله عليه وسلم- مثالًا للاحترام وكثير من الصفات الحسنة، وهو لنا قدوة لنتحلى بخُلقه القويم.
إسلام: أسمعت عن مواقف كثيرة في حياة رسول الله مثالًا على احترامه للآخرين؟ دعني أخبرك بعضًا منها.
- روي أنس بن مالك –رضي الله عنه-: “ما رأيتُ رجلًا التَقَمَ أُذُنَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فيُنَحِّي رأسَه، حتى يكونَ الرجلُ هو الذي يُنَحِّي رأسَه، وما رأيتُ رجلًا أخَذَ بيدِه فتَرَكَ يدَه، حتى يكونَ الرجلُ هو الذي يَدَعُ يدَه” (صحيح).. فكان يتطلف مع غيره ويتواضع مع المؤمنين.
- كان رسول الله يحترم الخدم ويُسحن معاملتهم، فعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: “قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ ليسَ له خادِمٌ، فأخَذَ أبو طَلْحَةَ بيَدِي، فانْطَلَقَ بي إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ أنَسًا غُلامٌ كَيِّسٌ، فَلْيَخْدُمْكَ، قالَ: فَخَدَمْتُهُ في السَّفَرِ والحَضَرِ، ما قالَ لي لِشَيءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هذا هَكَذا؟ ولا لِشَيءٍ لَمْ أصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هذا هَكَذا؟” (صحيح البخاري).
- فضلًا عن مناداة الرسول للملوك والقياصرة بأسلوب التعظيم لقدرهم أمام الناس، فينم عن احترام وتقدير ليكون مثالًا للمؤمنين يُحتذى به.
عُمر: بالفعل يا إسلام، كان رسول الله متممًا لمكارم الأخلاق، والتي من أهمها الاحترام، فهو وسيلة لارتقاء النفس البشرية، لأنه دليل على رقي المجتمعات والشعوب.
إسلام: ربما ما ينتقص الجيل الحالي معرفة أبعاد ثقافة الاحترام، فقد اكتسبوا المعارف الحديثة وتناسوا القيم التي نشأنا عليها، بل تناسوا أن الاحترام هو تلك الثقافة الراقية التي تُرفِّع الإنسان عن حب الذات أو الكِبر.
كثيرٌ من العلاقات الاجتماعية والإنسانية تُهدم لضياع الاحترام بين أفرادها، فلا حياة هانئة دون أن تُبنى على أساس متين من الاحترام.