حوار بين شخصين عن التدخين مكتوب

حوار بين شخصين عن التدخين مكتوب

حوار بين شخصين عن التدخين يجب أن يتضمن كافة الآثار السلبية التي توقعها تلك العادة على صاحبها، فما هي سوى عملية استنشاق الأبخرة الناتجة عن حرق مجموعة من المواد النباتية التي تحتوي على النيكوتين، وهو السبب تحديدًا وراء إدمان التدخين رغم معرفة أصحابه تمامًا بأضراره القاتلة، ومن خلال موقع سوبر بابا نمنحكم المثال الواقعي لمناقشة بين شخصين عن التدخين وأضراره.

حوار بين شخصين عن التدخين مكتوب

من المعروف أن الإقلاع عن التدخين أمر في غاية الصعوبة، خاصةً إذا كان من يمارسها قد مرّ وقت طويل عليه وهو يُدخن، وعلى الرغم من وجود عدة آثار إيجابية للتبغ الموجود في السجائر، مثل تخفيف الملل، والتخلص من التوتر، وتحسين الحالة المزاجية، إلا أن آثاره السلبية أكبر ضررًا على المُدخن في المقابل، وهو ما يتضح في حوار بين شخصين عن التدخين.

الطبيب: أهلًا بك، لم أتوقع رؤيتك مرة أخرى، ما الذي تشتكي منه تلك المرة؟

المريض: بخير الحمد لله، لكنّي بدأت أشعر بأعراض مُزعجة، لم أقدر على تحملها في الأيام الأخيرة، حتى أنها أصبحت تُعيقنِ عن إكمال مهام وظيفتي.

الطبيب: أخبرني بها، ما هي ومتى تشعر بها؟

المريض: لا تظهر في وقت مُعين، لكنّها دائمًا ما تكون على هيئة آلام في الرأس، والدوار، وعدم القدرة على التركيز، وفي الأيام الأخيرة أصبحت أكثر عصبية وشعرت بأنّي حزين لدرجة الاكتئاب.

الطبيب: أخبرتني المرة السابقة أنك مُدخن، صحيح؟

المريض: نعم بالفعل، لكنّ ما علاقة هذا بما أمر به؟

الطبيب: إنه الأساس يا عزيزي، فهي الفترة التي تتحول فيها مُتعة التدخين إلى لعنة، فأنت تشعر بالمتعة طالما أنك تدخن، فإذا قللت عدد مرات التدخين قليلًا ظهرت تلك الأعراض.

المريض: نعم بالفعل، تظهر تلك الأعراض عندما أنشغل عن التدخين.

الطبيب: ما قُلته ليس بأعراض، وإنما هو إشارات إلى أمور سيئة قد تحدث لك بنسبة كبيرة إن لم تسيطر على الأمر وتُقلع عن التدخين، حيث إنّ كمية النيكوتين التي تُدخلها إلى جسمك بدأت في التأثير على أداء جهازك العصبي المركزي، وهو ما يُحتم عليك التوقف عن التدخين تمامًا.

المريض: أخبرني بما يجب عليّ فعله وأنا سأفعله على الفور.

الطبيب: لا تقلق ما زال هناك وقت للسيطرة على الوضع، لكن ما عليك البدء بفعله منذ اليوم هو ألا تُدخل حتى ولو كمية بسيطة من النيكوتين إلى جسمك.

المريض: لديّ الدافع الذي يُشجعني على ترك تلك العادة السيئة، لكنّي أحتاج إلى مساعدتك.

الطبيب: بالطبع سأساعدك، لا تقلق، كل شيء سيكون بخير.

أقرأ أيضًا: حوار بين ثلاث أشخاص عن التدخين

حُكم التدخين في الدين الإسلامي

حوار بين شخصين عن التدخين لا بُد أن يشمل حُكم الدين الإسلامي في ذلك، نظرًا لأن التدخين يُضر بالصحة، لذا عندما يمارس المرء تلك العادة عمدًا فهو بذلك يُحلق الأذى بالصحة التي أنعم عليه الله -عز وجل- بها، وهو ما تم تحريمه قطعًا في الإسلام.

الأب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف حالك اليوم يا بُني؟

الابن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حمدًا لله بخير يا أبي، وأنت؟

الأب: بخير أحمد الله وأشكره على فضله.

الابن: أخبرتني أمي أنك تريد مُحادثتي في أمر هام للغاية، وانتظرتك حتى تعود إلى البيت لنتحدث فيه قبل أن أذهب لأنام.

الأب: نعم يا بُني أردت مناقشتك في أمر أنت مؤهل لسماعه الآن، وهو التدخين، فأنت الآن في سن المراهقة الذي يقود فيه الفضول أصحابه إلى فعل أشياء غير صحيحة، وليست مُباحة في ديننا الحنيف.

الابن: أعرف يا أبي ماذا تُريد أن تقول لي، وأعرف بشأن تحريم الإسلام له، لكن حمدًا لله أنك حدثتني عن ذلك، كُنت في حاجة لمعرفة الدلائل والبراهين التي أشارت إلى تحريمه، حتى أستطيع إقناع أصدقائي بذلك.

الأب: بارك الله فيك يا بُني، بالطبع هناك العديد من الدلائل التي أتت في مواضع مختلفة من القرآن الكريم تُشير إلى تحريم التدخين بشكل غير مباشر، أي من خلال تحريم إلقاء النفس إلى التهلكة عمومًا، ومن أبرزها قول الله تعالى:

  • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا* وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا الآية 29-30 من سورة النساء.
  • الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الآية 157 من سورة الأعراف.
  • قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ الآية 33 من سورة الأعراف.
  • وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ الآية 195 من سورة البقرة.

الابن: شكرًا لك يا أبي الحبيب، لا أريدك أن تقلق عليّ أبدًا من أن يقودني فضولي إلى تجربة مثل هذه الأمور، فأنا أدعو الله كل يوم أن يُبعدني عنها؛ حفاظًا على حالتي الصحية ولياقتي البدنية، وطبعًا امتثالًا لأوامر الله سبحانه وتعالى.

الأب: حفظك الله وأدام عليك رعايته ابني الغالي.

أقرأ أيضًا: حكم التدخين في المذاهب الأربعة

نصائح لمقاومة الرغبة في التدخين

إذا كان الحوار بين شخصين عن التدخين يشمل إقناع الطرف الآخر للإقلاع عن التدخين لا بُد أن يكون منطقيًا في حديثه، فهي ليست بالمهمة السهلة، وإنما تتطلب عزيمة وإرادة كبيرة من صاحبها، وتصميم على مقاومة الرغبة.

لذا يُستحسن أن يكون الإقناع مصحوبًا بالبدائل التي يُمكنها المساعدة في مقاومة الرغبة التي تُلح على المُدخن وتدفعه إلى التدخين، وقد حرصنا على توضيحها تفصيلًا فيما يلي:

أحمد: كيف حالك يا صديقي.. مالي أراك شرهًا في التدخين اليوم؟

مُحمد: بالفعل، أنت نصحتني كثيرًا أن أُقلع عن تلك العادة السيئة، لكنني لم أفلح.

أحمد: هلّا أنصتّ لي لألقي على مسامعك بعض النصائح في هذا الصدد.

1- البُعد عن المُثيرات

تزداد الرغبة في التدخين بشكل ملحوظ جدًا عند التعرض لإحدى مُثيراته، ويُمكن الاستدلال على ذلك بالرغبة المُلحة في التدخين التي تظهر إذا جلس المُقلع عن التدخين في مكان كان يعتاد التدخين فيه، مقارنةً بالأماكن العادية الأخرى.

من أبرز الأمثلة التي توضح لنا قوة تلك النصيحة هي أن المُعتاد على التدخين عن التوتر أو العصبية ستجده نسي في لحظة قرار الإقلاع عنه واتجه إلى التدخين فور تعرضه إلى العصبية أو التوتر، أو إذا جلس في مقهى مع أصدقائه.

لذا من الضروري تجنب كل ما يُشعر المُدخن بالرغبة المُلحة في التدخين، سواء أكان أمرًا ماديًا مثل الجلوس في المقهى، أو معنويًا مثل الشعور بالضيق والتوتر، وحاول إيجاد شيء يشغلك في تلك الأوقات.

إن كان مُعتاد التدخين أثناء عمل المكالمة الهاتفية، يجب التركيز على أن يُحضر في يده ورقة وقلم قبل أن يبدأ المكالمة، وينشغل بالرسم بدلًا من التدخين، وعلى هذا النهج يسير، أي يكتشف مُثيرات التدخين بالنسبة له ويضع خطة لتجنبها تمامًا، أو مواجهتها وتجنب تناول التبغ في وقتها.

2- ممارسة التمارين الرياضية

تُعد وسيلة مُثلى لتشتيت الانتباه عن شيء مُعين، لذا فهي خيار جيد لمقاومة الرغبة المُلحّة في التدخين والتفكير بالأمر، مع العلم أن الأفضل يكمن في القيام بأنشطة قصيرة مفاجئة، مثل صعود السلالم ونزولها ركضًا أكثر من مرة، فإن لذلك دور إيجابي كبير قد يقضي على الرغبة المُلحّة تمامًا.

في حال شعر المُدخن بالرغبة في التدخين وكان في مكان لا يسمح بعمل التمارين الرياضية يُمكنه الاستعانة بتمرين القرفصاء، وهو ما يُحتم عليه ثني ركبتيه بدرجة عميقة، كما أن هناك تمارين أخرى مثل الركض في المكان، أو ممارسة تمارين الضغط، أو صعود السلم.

إن لم يكُن المُدخن من هواة تلك التمارين أو هناك سبب صحي يمنعه من القيام بها، يُمكنه الاستعانة بالأعمال اليومية التي تقوم بنفس دور التمارين الرياضية في تشتيت العقل عن الرغبة المُلحة، مثل الصلاة، والحياكة، والكتابة في جريدة، تنظيف أو ترتيب الملفات، أو الأعمال الخشبية، وغير ذلك الكثير من الأعمال الأخرى.

3- تأجيل التدخين لوقت آخر

في الحوار بين شخصين عن التدخين يجب تقديم الحيل البديلة للإقناع السهل والسريع بالإقلاع عن التدخين، ومن أبرز تلك الحيل أن يركز المُدخن على تأجيل التدخين لوقت آخر كلما شعر بالرغبة الملحة في القيام به، ولا يستسلم أبدًا.

حتى وإن احتاج الأمر إلى أن يضع نفسه في أمر واقع، فمثلًا إذا شعر بالرغبة في التدخين وهو في الخارج، عليه أن يدخل إلى مكان عام ممنوع فيه التدخين، فبذلك هو يجبر نفسه على عدم الاستسلام، ومن ثم اتباع تلك الحيلة حتى نهاية اليوم، على أن يُخبر نفسه كل مرة أنها مجرد دقائق وسيستجيب للرغبة في التدخين.

4- تشتيت العقل بالمضغ

غالبًا ما يواجه المُدخن مشكلات عند الإقلاع عن التدخين، ومن أهمها أنه يكون متأقلم على أن هناك شيء يستخدمه في فمه، وعند اختفائه تمامًا فإن هناك رغبة مُلّحة تسيطر عليه في التدخين.

لذا من المهم تجنب حدوث ذلك من خلال مضغ أي شيء لتشتيت العقل وإقناعه بأن هناك ما يُشبه السجائر، مثل العلكة الصلبة دون سكر، أو الجزر النيء، أو بذور عباد الشمس، أو المكسرات، أو أي شيء آخر ذو طبقة مقرمشة.

5- عدم الاستسلام للسيجارة الواحدة

في الحوار بين شخصين عن التدخين ومحاولة الإقلاع عنه نجد أن هناك مشكلة دائمًا ما تواجه المُدخّن، وهي أنه يشعر بالرغبة المُلحّة للتدخين، وكثيرًا ما يقع في هذا الفخ ويستسلم ويقول إن السيجارة الواحدة لن تضر، وأنها مُجرد سيجارة يُدخنها وينتهي الأمر.

لكن الأمر لا يسير على هذا النحو، فلا تقنع نفسك بأنك ستتوقف عن التدخين بعد تلك السيجارة التي تعتقد أنها ستُشبع رغبتك المُلحة، فإنك ستبدأ في تدخين واحدة تلو الأخرى إن استسلمت إلى هذا الفخ، والاحتمال الأكبر أن نهاية ذلك ستكون بعودتك مرة أخرى إلى التدخين.

6- تلقي التشجيع من الإنترنت

أصبح الإنترنت عالم واسع من التفاصيل المختلفة، ومن بينها مكان مُخصص لمن يرغبون في ترك عادة التدخين، حيث يُتاح له الانضمام إلى أحد البرامج الإلكترونية للإقلاع عن التدخين.

أيضًا يُمكنه قراءة مدونة الإقلاع عن التدخين والاستفادة منها عند المعرفة بكيفية التعامل مع الرغبة الشديدة في التدخين عن طريق أشخاص قاموا بخوض التجربة، ومن جانب آخر يُمكنه أن يُفيد غيره إذا نجح في تجربته من خلال نشر الأفكار المشجعة لمن يحاولون مقاومة الرغبة المُلحّة في التدخين.

7- تذكر دائمًا فوائد الإقلاع

من المؤكد أنه ستمر لحظات ضعف على المُدخن يشعر فيها برغبته المُلحة في التدخين، غير آبهًا ماذا سيحدث أو ما يوقعه الأمر عليه من أضرار.

لذا يُفضل أن يجعل تلك الأفكار تسيطر على عقله من خلال ترديد أسباب الرغبة في ترك عادة التدخين بصوت مسموع، أو كتابتها في أوراق تكون أمامه لأطول فترة مُمكنة.

8- الاستعانة بالطبيب

في بعض الحالات تعتبر الحلول المذكورة سابقًا غير مُجدية، وعلى الرغم من تنفيذها كما يجب لا يستطيع المُدخن الإقلاع عن التدخين أيضًا، في هذه الحالة يجب عليه الاستعانة بالطبيب للخضوع إلى العلاج بالأدوية أو بدائل النيكوتين، وهي التي تشمل ما يلي:

  • أدوية الإقلاع عن التدخين التي يُمكن الحصول عليها دون وصفة طبية، مثل: البوبروبيون، والفارينيكلين.
  • النيكوتين الذي يلزم وصفة طبية لصرفه، حيث يأتي على هيئة منشقة أو بخاخ أنف.
  • اللصقات وأقراص الاستحلاب والعلكة، وهي منتجات تحتوي على نسبة من النيكوتين، ولا يلزم وجود وصفة طبية للحصول عليها.

محمد: معك حق، سأحاول تجربة أيّ من تلك النصائح، فبمقدوري الإقلاع عن التدخين بإذن الله.

حتى ولو فشل المُدخن في محاولاته الأولى بشأن ترك عادة التدخين، فإن الأمر يظل أفضل من الاستسلام، حيث إنه يقترب من خطوة الإقلاع التام في كل مرة يحاول فيها المقاومة.