حوار بين شخصين عن الصداقة الحقيقية سؤال وجواب يحث على أهمية الصداقة في حياتنا، وتأثيرها على حياة الشخص، فالصداقة هي أجمل علاقة يتعامل فيها الإنسان بسجيته وفطرته، فإن الصديق هو الملجأ الدافئ وقت الضيق والشدائد، ومن خلال موقع سوبر بابا سنعرض لكم حوار عن الصداقة.
حوار بين شخصين عن الصداقة الحقيقية سؤال وجواب
أسلوب الحوار دائمًا يكون ذو نتائج مثمرة لكل الأطراف المتحاورة، وبالأخص عندما يكون الموضوع ذو أهمية وأثر كبير في حياة الشخص، فيعد الحوار من الأساليب الناجحة في نقل المعلومات والآراء، وخلق نوع من التواصل الفكري والرغبة في تناول الكثير من الأحاديث ذات رقي وتحضر، وحسن استماع من الطرفين.
فإن الصداقة هي الكنز الحقيقي للإنسان في حياته، فالصداقة مثل الشجرة التي لا تنبت إلا إذا سُقيت بالحب والألفة والمودة، فالصداقة هي أساس متين يعتمد على عدم الاهتمام بالمجاملات والنفاق والمصالح الشخصية.
نرى الكثير من الأمثلة حول حوار بين شخصين عن الصداقة الحقيقية سؤال وجواب في صدد هذا الموضوع، نجد حوار بين صديقتين هما أسماء ودعاء يتحاوران عن الصداقة الحقيقية في إطار شيق وممتع.
- أسماء: ما بك يا دعاء؟ فأنا لا أراكي بخير ويبدو عليكِ التعب والإرهاق الشديد.
- دعاء: نعم يا أسماء أشعر بالإعياء الشديد، وليس لدي وقت لانشغالي في الجامعة لأذهب إلي الطبيب.
- أسماء: لا يجب أن تهملي صحتك سوف أذهب معكِ إلى الطبيب الأن.
- دعاء: لا أريد أن أرهقك معي يا صديقتي، فأنتِ دائمة الانشغال بي وبكل أموري.
- أسماء: ما فائدة الصداقة يا دعاء؟ إن لم نكن عون وسند لبعض، نستطيع مشاركة آلامنا وأحزاننا مع بعض، فالصداقة في معناها الحقيقي هي الرعاية الحقيقية من الخليل إلى خليله ورفيق عمره ودربه.
- دعاء: أتفق في الرأي معكِ يا أسماء، فأنتِ دائمًا خير خليل وصديق لي في دربي، إن الصداقة الحقيقية هي اللجوء إلى الصديق وقت الشدائد والمحن، واعتناء ورعاية كل طرف بالأخر والاهتمام بأموره في جميع مناحي الحياة، أليس كذلك؟
- أسماء: نعم، فالصداقة الحقيقة هي مشاركة الصديقين في جميع الأفراح والأحزان، وعدم الملل، أو الضجر من الطرفين، أو تبديله بشخص آخر، نجد مؤخرًا كثير من الأصدقاء عند غضب أحدهم من الآخر يقُم باستبداله بشخص آخر اعتقادًا منه أن سيعوض مكان صديقه الحقيقي، ولكنه مخطئ لأنه قد خسر رفيق دربه وعمره الشاهد على لحظات السقوط والنهوض في الحياة.
- دعاء: أتفق معكِ في الرأي يا أسماء، أرى الكثير من النماذج السيئة التي تبعد كل البعد عن المعنى الحقيقي للصداقة، نجد الكثير قد يقوم باصطحاب شخص، ليستفيد منه في تحقيق مصالحه الشخصية، والوصول إلى أطماعه وأهدافه على حساب مشاعر صديقه.
- أسماء: نعم أري الكثير مثل تلك النماذج السيئة، وأقوم بحمد الله على نعمته التي أنعم عليا بها، وهي حصولي في هذه الحياة على الصداقة الحقيقية، ووجود صديقة حنونة مثلك بجواري تعينني على مواجهة تلك الحياة الصعبة، وتدخل السرور والبسمة على قلبي في مواقفي الحزينة.
- دعاء: أشكر الله كثيرًا على وجود صديقة حقيقية مثلك في حياتي، أنتِ منذ طفولتنا وأنتِ تمدي لي يد العون في كل أمور حياتي، مرورًا بمساعدتي في تحصيل موادي الدراسية خلال رحلتي التعليمية معكي، واحتوائك أحزاني، ومشاركتك اهتماماتي وأفراحي إلى يومنا هذا وذهابك معي للطبيب لعدم تحملك رؤيتي مريضة، أنا حقًا ممتنة لكِ على وجودك.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الصدق والكذب
حوار عن الصداقة في الإسلام
حث الدين الإسلامي كثيرًا على العناية باختيار الصديق، وأهمية تلك العلاقة النبيلة بين الأشخاص وتأثيرها على أنفسهم، وأن الصديق دائمًا ما يقتدي بالصحبة التي يصحبها، والطريق الذي يتبعه، لذلك أشار الإسلام في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة إلى حسن اختيار الصديق، ومسؤولية هذا الاختيار في الدنيا والآخرة.
نجد أب وابنه يتحدثان في إطار شيق حول الصداقة الحقيقية، ويحدث الأب ابنه على معنى الصداقة الصالحة، وكيف أشار الإسلام إلى حسن اختيار الصديق.
الأب: كيف حالك يا بُني؟ أراك تجهز لكي تذهب مع أصدقاء للعب الكرة في النادي.
الابن: نعم يا أبي، نقوم أنا وأصدقائي بتحديد يوم في الأسبوع نجتمع به، ونمارس هوايتنا المفضلة وهي لعب كرة القدم.
الأب: أحسنتم يا بُني، فالحرص على ممارسة الرياضة منذ الصغر من الأمور الجيدة، وإني سعيد لرؤيتك مع صحبة صالحة تدفعك إلى الأمور الجيدة والمفيدة لحياتك، فالعناية باختيار الصحبة الصالحة من الأمور التي حث عليها الإسلام كثيرًا، وقد دل على ذلك:
- عن الراوي أبو موسى الأشعري عن الرسول -صلى الله عليه وسلم -قال “إِنِّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، وجَلِيسِ السُّوءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ، إِمَّا أنْ يَحْذِيَكَ، وإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وإِمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ، إِمَّا أنْ يَحْرِقَ ثَيابَكَ، وإِمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبيثَةً“.
الابن: نعم يا أبي، أنا أحرص دائمًا على اختيار أصدقائي بعناية، وأن نكون صحبة صالحة نعمل على تشجيع بعضنا البعض نحو الأفضل، وإقامة شعائر الدين الإسلامي، مثل التشجيع على تأدية الصلاة في أوقاتها الصحيحة وحب عمل الخير، وأن تكون صداقتنا على طاعة الله، وحسن عبادته.
فقد حذر الله من صحبة الفساد، وقد دل على ذلك في قول -الله تعالى-: في سورة الفرقان “وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا (29)”.
الأب: أحسنت القول يا بُني، فالصحبة الصالحة والصداقة الحقيقية، هي التي تدفع صاحبها إلى فعل الخير وكونه نموذج صالح يحتذي به، وعلينا الاقتداء بصحبة رسول الله والامتثال إلى أفعاله وأقواله، إذا جاء حديث رواه أبو هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام–“المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ”.
الابن: نعم يا أبي، المرءُ يشابه صديقه في سيرته وعاداته وأخلاقه، ويؤثر الصديق على صديقه بالسلوك والتصرفات، ونفر الله من يصاحب أصحاب فاسدة تشجع على ارتكاب المعاصي والذنوب، حيث يندم المرءُ في الاخرة على عدم اختياره للصحبة الصالحة، وقد دل على ذلك في قول -الله تعالى-:
في سورة النور“لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”(61).
الأب: بارك الله فيك يا بُني لقد أطمئن قلبي، وأرحت عقلي، فالآن أنا أعي جيدًا أنك حقًا وسط صحبة صالحة، وتعلم معنى الصداقة الحقيقي.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن التعاون سؤال وجواب قصير
حوار عن صفات الصديق الجيد
الكثير مننا لديه أصدقاء في حياته، ولكن ليس جميعهم يمثلوا معنى الصداقة الحقيقي، وأيضًا ليس جميعهم يحملوا الصفات الجيدة للصديق الحقيقي، إذا نتعرض للكثير من الأشخاص الفاسدين في حياتنا لإفسادها تحت إطار الصداقة، واستغلال هذا الإطار في نشر الفتن والضغائن، لذلك يجب علينا الحرص جيدًا في انتقاء أصدقائنا.
نجد حوار بين الأم وابنتها يتحدثان في حديث ممتع حول الصداقة الحقيقية، واختيار الإنسان الصديق الصالح الذي يحمل صفات جيدة، ليكون نموذج صالح يحتذي به ويستحق المصادقة.
- الابنة: ماذا تفعلين يا أمي؟ وما تلك الصور التي بيدك؟
- الأم: إنها صور تجمعني بأصدقائي يا ابنتي، تلك الصور هي ذكريات عمري مع أصدقائي ورفقاء دربي، لم أجد مثلهم حتى الآن، فهم خير الصُحبة وخير الناس.
- الابنة: كيف لي أن أعرف الصديق الصالح؟ وماهي الصفات الجيدة للصديق الحقيقي يا أمي؟
- الأم: لمعرفة الصديق الحقيقي يا ابنتي يجب عليه أن يتحلى ببعض الصفات النبيلة مثل، الوفاء والإخلاص لصديقه وعدم الغدر به في أي وقت، وأن يكون شخص أمين ومحل ثقة لصديقه لا يفشي أسراره، ولا يخيب ظن صديقه به.
- الابنة: نعم أنا أري يا أمي أن الصديق الجيد هو من يقف بجوار صديقه في السراء والضراء وأن يمد يد العون والمساعدة دائمًا لصديقه، وأن يكون الركن الأمن له والداعم النفسي الأول لصديقه.
- الأم: أحسنتِ القول يا ابنتي، من صفات الصديق الجيد أيضًا أن يتصف بحسن الأخلاق، والبعد عن النميمة، والتنمر على الغير، وأن يكون شخص صالح للمجتمع ولكل من حوله، ويكون صالحًا يحب عمل الخير ويشجع على طاعة الله والقرب منه.
- الأبنة: نعم يا أمي فالصديق هو مرآة لصديقه فمن كان صالحًا تصلح صحبته وأقواله وأفعاله، وأنا سأحرص دائمًا على أن أكون هذا الصديق الجيد بين أصدقائي، وأن أنتقي أصدقائي بعناية.
- الأم: بارك الله فيكي يا ابنتي.
حصول المرُء على الصداقة الحقيقة هي نعمة من الله عليه، فالصديق هو رفيق الدرب، والشاهد على مراحل العمر بجميع ذكرياتها، والعون والسند وقت الضيق.