حوار بين شخصين عن الصدق سؤال وجواب

حوار بين شخصين عن الصدق سؤال وجواب

حوار بين شخصين عن الصدق سؤال وجواب يعزز فضل الالتزام به، فالصدق لا يقتصر على ما يتفوه به الشخص من كلمات فقط، بل يشمل أفعاله التي تتطابق مع نواياه وكلماته، لذا يأتي موقع سوبر بابا بحوار مميز يبين فضل الصدق وأنواعه في الإسلام.

حوار بين شخصين عن الصدق سؤال وجواب

يساعد الحوار على تبادل الأفكار بين أطرافه وتنمية التفكير وتوسيع مدارك المُحاورين، لذا يمكن إنشاء حوار بين الأب وابنه لتعليمه الأخلاق الكريمة التي أوصى بها نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.

فالصدق مطابقة الحق للكلام والوقائع من الأفعال، وهو المُضاد الصريح للكذب، لذا يجب تربية أولادنا على تجنبه لأن الصدق مُنجي حتى لو كان آخره الموت.

محمد: السلام عليكم يا أحمد؟

أحمد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا محمد، كيف حالك؟

محمد: الحمد لله، ما رأيك أن نُطبق ما شرحته لنا المُعلمة اليوم ونتبادل الأسئلة عن الصدق.

أحمد: يا لها من فكرة رائعة، يمكنني أن أبدأ، ما هو الصدق يا محمد؟

محمد: الصدق هو طريق النجاة مهما كان مُظلمًا، فأول دروب الخير والاقتداء بالأنبياء والصالحين.

فقد أكد الله عز وجل أن الصدق من صفات أهل الجنة، لأنه من الأخلاق المحمودة، التي تُناسب أمة سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين.

كما يعتبر الصدق من الدعائم التي يجب أن يرتكز عليها المجتمع ليسمو إلى الرقي والسلام.

أحمد: أعرف أن للصدق أنواع، فيفرض ديننا الإسلامي الحنيف على العبد أنواعًا من الصدق، فهل تعرف ما هم؟

محمد: نعم، تأتي أنواع الصدق على النحو الآتي مستدلًا عليها بأحاديث من السنة النبوية.

1- صدق الأقوال

على المسلم أن يتجنب الكذب في كلامه.. بل عليه تجنب كل باطل كالنفاق والسباب واللعن والفاحشة والتحدث بآفات الناس والزور.

فعليه أن يكون مثالًا للمسلم الصحيح الذي يتبع منهج الله وتكون تصرفاته وفقًا لفهم شرائع الله عز وجل والاقتناع بها.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ).

2- صدق النية

على المسلم أن تكون نيته خالصة لله تعالى في كل ما يقوم به من أعمال، فلا يتخلل الرياء أعماله المُقدمة إلى الله عز وجل، وعليه أن يصفي قلبه من أهداف الدنيا وغايات الوصول فيها، فتبقى كل غايته إرضاء الله عز وجل للفوز بالآخرة.

فاستنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم (دعْ ما يُريبُكَ إلى ما لا يُريبُكَ فإنَّ الصدقَ طُمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ رِيبَةٌ).

3- صدق الأعمال

أهم ما يقوم به العبد أن تكون أعماله مُطابقة لأقواله، وأن يكون مثالًا للعبد الصادق المُتبع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتزامه بمكارم الأخلاق، فلا يقول ما لا يقدر على فعله، ولا يفعل ما قال خلافه.

4- صدق المعاملة

هو الصدق في البيع والشراء والتعامل بسماحة مع الغير والكثير من الصور، فعن حكيم بن حازم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا؛ فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما)

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الصدق والأمانة

مُحادثة بين شخصين عن فضل الصدق

على العبد أن يكون من الصادقين وعليه أن يلتزم بكل أنواع الصدق، فيُرزق بجنات الخالدين مثلما وعد الله، ويرزقه الفضائل الأخرى، وهذا ما يتجلى عبر الحوار بين مح وأحمد عن فضل الصدق.

محمد: وعد الله عز وجل المسلمين بجنات واسعة في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)، فهل تعرف يا محمود فضائل الصدق الأخرى؟

أحمد: بالطبع، فذكرها الله عز وجل في آياته الكريمة، بالإضافة إلى تأكيد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها في سنته النبوية، وهي تشمل الآتي:

1- الصادقين أصحاب الجنة

منح الله عز وجل الصادقين شأنًا مرتفعًا وقدرًا عاليًا في الجنة جزاءً على صدقهم، وذلك لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾.

كما أكد الله عز وجل أن لهم جنات الخلد، علاوة على رضا الله عز وجل عنهم، وبصدق العبد ينال الفوز الأعظم وهو فوز الآخرة، وذلك لقوله تعالى: ﴿قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

2- يملأ الصادق شعور بالطمأنينة

ينجي الله عز وجل الصادق في الدنيا من كل أذى البشر وشرور الدنيا، كما يزيده طمأنينةً وسكينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَحَرَّوُا الصِّدْقَ وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ فَإِنَّ فِيهِ النَّجَاةَ، وَاجْتَنِبُوا الْكَذِبَ وَإِنَّ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ النَّجَاةَ فَإِنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ).

كما روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا).

3- تقويم النفس ومراقبتها

قال الله تعالى: (وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ)، حيث يراقب الله عز وجل العبد، ويمنحه الفرصة في مراقبة نفسه وتقويمها بالبعد عن الكذب وتجنب الباطل، ونتيجة لذلك يكتب عند الله من الصادقين ويُرزق بوعد الله لهم بجنات النعيم.

4- علو الشأن

من يتحلى الصدق ويبتعد عن الباطل ويُطابق أقواله بكل ما يفعله، يزيده الله من فضله ويزيد شأنه ويعلو قدره بين الناس، حيث يعتقد الناس أن له عقلًا رصينًا وقلبًا نقيًا يقظًا، لذا يثقون به ويولونه أعلى المناصب.. فقال الله تعالى: (فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بورك لهما في بيعهما).

5- يكون من أفضل الناس

الصادق عند الله من أفضل الناس، (قيل لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- أيُّ الناسِ أفضلُ قال كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ)، كما يعطيه الله من فضله حتى لو لم يقم بالفعل الذي يستحق فيكفي عند الله صدق نوايا، وذلك لقوله تعالى: (مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا أُعْطِيَهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ).

كما يزيده الله من فضله ويكون له البركة في كل أرزاقه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما).

6- تعمق الإيمان

تزيد صلة العبد بربه طالما كان صادقًا، لأنه يمنحه فرصة ليتعمق إيمانًا؛ وذلك لابتعاده عن كل باطل واتخاذه كل صواب، وذلك لقوله تعالى: (إِنَّ الإيمانَ لَيخلَقُ في جَوفِ أحدكم كما يَخلقُ الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يُجدد الإيمانَ في قلوبكم).

7- حب الله ونيل البركة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحببتمْ أن يُحبّكُّمُ اللهَ -تعالى- ورسُولُه فأدُّوا إذا ائتُمِنْتُمْ، واصدُقُوا إذا حَدَّثْتُمْ)، فمن يحب أن يكون الله معه ويرزقه ما يحب، عليه بالصدق.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الاحترام سؤال و جواب

8- تجنب النفاق

إن الله أعد للمنافقين عذابًا أليمًا، لذا أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المنافقين لهم ثلاث خصال، أولهم هو خيانة الأمانة، وثانيهم هو الكذب، ثم عدم الالتزام بالوعود.

الالتزام بالصدق يدعم لدى المسلم ركائز تسهل له طريقًا إلى الجنة، كما ترسخ عقيدته وتمحي أي تزعزع بها.