حوار بين شخصين عن الصدق والكذب من الحوارات الممتعة جدًا في مناقشتها، وخاصةً إن كان بين المعلم وتلميذه أو بين زميلين أو صديقين بالمدرسة، وأراد التفرد بالنقاش في هذا الموضوع المهم، دعونا نستمتع بهذا الحوار من خلال موقع سوبر بابا.
حوار بين شخصين عن الصدق والكذب
الصدق والكذب صفتان متضادان في المعنى والمضمون، فالصدق يتضمن قول الحق ومطابقة الإنسان لما يفعل في السر والعلانية، وهو من الصفات الحميدة التي اختص بها الله عباده، أما الكذب فهو من الصفات الذميمة التي أمرنا الله -عز وجل- الابتعاد عنها في كل الأديان السماوية، كما ذكر في آياته حين قال الله تعالى:
“مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (24)” سورة الأحزاب.
يبيّن الله في آياته لنا أن من تطابق قوله مع فعله بما عاهد الله عليه له جزاء عظيم وهو من الصادقين، كما يوضح أن للكاذبين غضب من الله تعالى وعذاب شديد، مما يجعل أي حوار بين شخصين عن الصدق والكذب من الحوارات المحوريّة التي قد تجعل الشخص يردع عن فعل ما نهى الله عنه.
هذا ما يجعلنا نذكر لكم مثال عن حوار بين المعلم والتلميذ عن الصدق والكذب، يقوم من خلالها المعلم بزرع تلك الصفة الإيجابية في وجدان تلميذه، في يوم من الأيام الدراسية، جاء أحد التلاميذ لمعلم اللغة العربية وكان ينتابه الحزن الشديد..
- نور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- المعلم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كيف حالك يا نور؟
- نور: الحمد لله، ولكني أشعر بحزن شديد.
- المعلم: وما الذي يحزنك يا بُني؟
- نور: صديقي سيف يرفض التحدث معي بعد الآن، رغم محاولاتي الكثيرة في مصالحته.
- المعلم: ولمَ يغضب منك سيف لهذا الحد؟
- نور: لقد كذبت عليه في أنني لا أحمل نقود لشراء قلم جديد واستعرت قلمه، ولكنه اكتشف أني أحمل النقود وأشتري بها بعض الحلوى، فغضب مني لأنني كذبت عليه، وقال ليّ: لو أخبرتني الحقيقة كنت أعطيتك القلم دون كذب.
- المعلم: حسنًا.. سيف معه حق في خصومته لك، فما فعلته كان خطئًا فادحًا.
- نور: ولكني لم أكن أريد إيذاءه فأنا أعلم أن هذا القلم زائد عن احتياجه، لذا استعرته منه.
- المعلم: أعلم ذلك يا بُني، فنيتك كانت صافية ولا تحمل أي سوءً، ولكن ما أحزنه هو الكذب.
- نور: وهل يستدعي الأمر كل ذلك يا معلمي؟ إنها كذبة بيضاء.
- المعلم: حسنا! هذا السؤال مهم جدًا، سأوافيك بسؤال يجيب على سؤالك هذا، إن قال لك سيف أنه سيذهب في نزهة ممتعة مع والديه في عطلة نهاية الأسبوع ولا يستطيع الخروج معك، ثم علمت أنه كذب عليك ولم يذهب.. هل ستحزن وتغضب منه أم لا؟
- نور: بالطبع سوف أغضب فإن كان لا يريد الخروج معي عليه إخباري بالحقيقة دون أن يلفق الأكاذيب، فكيف عليّ أن اثق بما يقول بعد ذلك.
- المعلم: أصبت يا نور، فالكذب صفة ذميمة لا يجب أن يتحلّى بها الإنسان، سواء في القول أو العمل لأنها تجعل الإنسان شخص سيء ينفر منه الناس ويهدم ثقتهم به، وهذا ما أحزن صديقك، فهو ظن أنك تكذب عليه في كل الأمور، وليس بشأن القلم فقط وهذا أفقده الثقة بك وبعلاقتكما معًا.
اقرأ أيضًا: حوار قصير بين شخصين عن الصدق
حوار بين شخصين عن جزاء الكذب في القرآن
الكذب من الأفعال البذيئة الذي نهى الله عنها في القرآن الكريم، لذا إن نقاشنا هذا الموضوع في حوار بين شخصين عن الصدق والكذب مثل حوار المعلم والتلميذ، فإن المعلم أضاف للطالب نور دليل من القرآن ليعلمه أن هذه الصفة صفة بغيضة لا ترضي الله ورسوله.
فقال مُعلم اللغة العربية: كما نهى الله عز وجل عن الكذب وتوعّد للمكذبين بالعذاب في آيات قرآنية كثيرة، فقال الله تعالى في كتابه: “ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (45) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ (46) ” سورة المرسلات، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إيَّاكم والكَذِبَ؛ فإنَّ الكَذِبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفُجورَ يهدي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ ليكذِبُ ويتحَرَّى الكَذِبَ حتى يُكتَبَ عند الله كَذَّابًا، وعليكم بالصِّدقِ؛ فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ ويتحَرَّى الصِّدقَ حتى يُكتَبَ عند اللهِ صِدِّيقًا) “صحيح البخاري ومسلم”.
لذا عليك أن تتحلّى بالصدق في قلبك وقولك وفعلك ليثق بك الناس وتصير محبوبًا بين الجميع.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الصدق سؤال وجواب
حوار بين شخصين عن الصدق من القرآن
استكمالًا لحوار المعلم مع تلميذه، كمثال واضح في حوار بين شخصين عن الصدق والكذب.
نور: وما هو الصدق في القلب والقول والفعل يا معلمي؟
المعلم: الصدق من أهم السمات التي يتمتع بها الإنسان وتربط بين علاقته بربّه وعلاقته مع أسرته وبين أفراد المجتمع، وذلك يتحدد من خلال الصدق في القلب بأن تكون مخلصًا في علاقتك مع الله تعالى وتفعل مع أمر الله به وتبتعد عن النفاق والكذب.
أما الصدق في القول أنّ تقول الحق دائمًا ولا تنطق بغير الحقيقة، مما يعزز ثقة الناس بك ويساعدك في تكوين الكثير من الصداقات الحقيقية، وعندما نتكلم عن الصدق في العمل، فهذا يُعني أن تخلص في عملك وفي دراستك لتحقق النجاح في حياتك، كما أن تعمل بما تقول ولا تنصح أصدقائك بأشياء لا تفعلها أنت.
كذلك لا تقبل لأحد بما لا تريد، مثل: أنك حزنت حين سألتك ماذا ستفعل إن كذب سيف عليك بخصوص النزهة؟ بينما فعلت نفس الأمر معه في شيء آخر.
عليك أن تعلم يا نور أن الصدق منجاة صاحبه من النار يوم القيامة، ومنجاته من الأذى والوقوع في المعاصي، كما أن الصدق يجعلك تشعر بالراحة والطمأنينة وينشر الخير والحب بين أفراد المجتمع، ويجعلك تنال رضا الله تعالى فيكافئك في الدنيا بالخير والتوفيق في دراستك ويدخلك الجنة في الآخرة، كما قال الله تعالى:
“قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)” سورة المائدة.
بينما الكذب يشعرك بالخوف من كشف الحقيقة وتأنيب الضمير والشعور بالذنب، ويوقع بك في المشاكل والمصائب باستمرار.
نور: معك حق يا معلمي، فالكذب يجعلني شخص سيء مع أبي وأمي وأخواتي، وكذلك مع أصدقائي، لقد أخطأت حقا حين كذبت على صديقي سيف، فكان من الأفضل أن أخبره الحقيقة فلم يكن ليتردد في إعطائي القلم أبدًا.
المعلم: نعم يا نور، ولكنك تتمتع بكثير من الصفات الحميدة، ومنها: شجاعتك في قول الحقيقة والاعتراف بها وعدم التمادي في الخطأ، وكذلك حزنك الشديد أنك تسببت في حزن صديقك، وهذا يدل على لين قلبك وهي من صفات الأنبياء.
نور: شكرًا جزيلًا لك، لقد استفدت حقًا من هذا الحوار يا معلمي.
المعلم: العفو يا نور هذا واجبي، الآن عليك أن تذهب لصديقك سيف وتعتذر عما بَدَر منك، وتقدم له وعدًا بعدم تكرار هذا الفعل المُشين مرة أخرى.
نور: حسنًا، سأذهب لسيف وأقدم اعتذاري قبل انتهاء الاستراحة وعودتنا للفصول.
قام نور بالفعل بالذهاب إلى صديقه سيف وقدم اعتذاره ووعده بأنه لن يسمح أن تتوتر علاقتهما بعد الآن وتقبّل سيف اعتذاره بصدر رحب وابتسامة جميلة وعادا أصدقاء مرة أخرى.
نتعلم من حوار بين شخصين عن الصدق والكذب كحوار المعلم وتلميذه نور، أن الصدق والكذب لا يجتمعان في قلب مؤمن واحد إلا ويحارب أحدهما الآخر ويصبح من المنافقين.