حوار بين شخصين عن الصلاة وأهميتها حتمًا سيجعل المُستمتع مائل إلى عبادة الله ومنحها حقها الكامل، خاصةً إذا كان المحاوِر على قدر كافي من العلم والخبرة التي تجعله قادر على إقناع الطرف الآخر بما يقوله، ومن خلال موقع سوبر بابا نعرض أفضل نماذج الحوار بين شخصين عن الصلاة.
حوار بين شخصين عن الصلاة وأهميتها
تُعد المناقشة من أفضل الأساليب المُتبعة في إرشاد الآخرين ولفت نظرهم إلى ما يجب عليهم فعله، خاصةً إذا كان الأمر يتعلق بالواجبات الدينية المفروضة علينا، فقد يكون الشخص تحت تأثير الوساوس الشيطانية، أو ما زال في سن صغير لا يعرف المعلومات التي يُمكنها جعله ينجو من عذاب الآخرة، مثلما جاء في حوار بين الأم وابنتها عن الصلاة وأهميتها، فيما يلي:
الأم: يا ابنتي، هل صليتِ فروض اليوم؟
الابنة: نعم يا أمي صليتها كلمةً ماعدا صلاة العشاء، شعرت أنني غير قادرة على أدائها بسبب أن اليوم كان مُرهق للغاية بالنسبة لي.
الأم: أردت فقط أن أُذكرك أنها لها من الأفضال ما لا نستطيع جني ثماره من العبادات الأخرى.
الابنة: هل يُمكنك تذكيري بذلك من خلال آيات قرآنية يا أمي؟
الأم: نعم، إنها العبادة التي تجلب رحمة الله علينا، وتهدي العبد إلى طريق الحق، وتجعله هادئ البال، نقيّ النفس، صابرًا على ما يواجه من صِعاب الحياة، وقد أتى ذلك في قول الله تعالى:
- “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ“ الآية 56 من سورة النور.
- “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ“ الآية 18 من سورة التوبة.
- “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ“ الآية 45 من سورة البقرة.
الابنة: ما أجمل الصلاة! وما أجمل فضلها وحكمة الله من فرضها علينا! كنت أعلم أن لكلِ فرض حِكمة، والآن تيقنت من ذلك.
الأم: بارك الله فيكِ يا ابنتي الغالية.
اقرأ أيضًا: حوار بين الأم وابنتها عن الصلاة قصير
الأدلة على وجوب الصلاة من القرآن
حوار بين شخصين عن الصلاة وأهميتها لا يُمكن أن يخلو من الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة التي أشارت إلى وجوب الصلاة، منعًا لأي شكوك حول فرضية الصلاة قد تدخل إلى القلب العبد فتكون طريقًا إلى الهلاك.
الأب: يا بُني، أخبرني حينما تنتهي من مذاكرتك، أرغب في مُحادثتك في أمر هام.
الابن: لقد انتهيت للتو يا أبي، فيمَ تريد أن تُحدثني؟
الأب: الآن أنت في العمر الذي يمنحك القدر الكافي من الوعي لتفهم حديثي، لقد كُنت أُدربك الفترة الماضية على كيفية الصلاة، صحيح؟
الابن: نعم يا أبي أعلم جيدًا، ماذا كان هدفك من ذلك؟
الأب: هدفي هو أن أجعلك مُدرِكًا للطريقة الصحيحة للصلاة، دون أن أطلب مِنك القيام بأدائها في كل الأوقات، لكنك الآن في العمر المناسب لتبدأ الحفاظ على صلاتك، إنها عماد ديننا يا بُني، وهي العبادة التي لا هوان في الانقطاع عنها.
الابن: الآن أرغب في أن تشرح لي الأمر بشكل أكثر وضوحًا، هل هي فرضٌ علينا؟
الأب: نعم، وهو ما أرغب في إخبارك إياه، إنها فرض يجب التعوّد على أدائه منذ الصِغر، فمن نشأ على الصلاة لا يُمكنه الانقطاع عنها فيما بعد، بمشيئة الله تعالى.
الابن: وهل ذُكر ذلك في القرآن الكريم بشكل مباشر يا أبي؟
الأب: نعم يا بُني، جاء ذلك في مواضع عديدة من القرآن الكريم، من أبرزها قول الله تعالى:
- “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ“ الآية 132 من سورة طه.
- “فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتً” الآية 103 من سورة النساء.
- “قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ” الآية 31 من سورة إبراهيم.
- “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ“ الآية 110 من سورة البقرة.
- “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ“ الآية 238 من سورة البقرة.
- “رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ“ الآية 37 من سورة إبراهيم.
- “يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ“ الآية 17 من سورة لقمان.
- “أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ“ الآية 13 من سورة المجادلة.
- “وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا“ الآية 101 من سورة النساء.
اقرأ أيضًا: حوار بين مصلي وغير مصلي
حوار بين شخصين عن عاقبة تارك الصلاة
قد لا يكون الحوار بين شخصين عن الصلاة وأهميتها جيد بالقدر الكافي الذي يجعل الطرف المقصود من الحديث يفهم الغاية منه، وقد يرجع ذلك لعدم قدرة الطرف الأول على قيادة الحوار، أو غير ذلك من الأسباب.
لكن بشكل عام غالبًا ما يكون الترهيب هو مُحرك الإنسان نحو العبادة الصحيحة في بداية الأمر، أما بعد ذلك فيكون الدافع هو حب الله والرغبة في عبادته بهدف الحصول على رضاه أكثر ما يكون خوفًا من عقابه، لذا لا بُد من إدخال الدلائل التي تُشير إلى عقوبة تارك الصلاة في الحوار للمرة الثانية، وفيما يلي نموذج لذلك.
منير: كيف حالك يا صديقي؟
أحمد: بخير الحمد لله يا منير، وأنتَ؟
منير: حمدًا لله بخير يا أحمد، إلى أين كُنت ذاهبًا؟ هل لديك موعد هام؟
أحمد: لا لكني مللت كثيرًا من الجلوس في المنزل، خرجت لأرفه عن نفسي قليلًا، فأنت تعلم كيف الحال قد ضاق بي مؤخرًا وأصبحت عاطل.
منير: ولمَ لا تذهب معي لنؤدي صلاة المغرب سويًا!
أحمد: لا أعلم، لكنّي أشعر أنني ليس لديّ القدرة على القيام بأي شيء، أخاف أن ألتزم بالصلاة ثم أنقطع عنها مثل كل مرة أحاول فيها ذلك.
منير: إنها وساوس الشيطان يا صديقي العزيز، يُوهمك بأنك لن تكون إنسانًا صالحًا إن التزمت بالصلاة لفترة من الوقت ثم انقطعت عنها؛ ليُضيع عليك ما قد تحصد من الحسنات في فترة الالتزام.
أحمد: أصبحت مقتنع بتلك الفكرة في الفترة الأخيرة، وكلما حاولت البدء من جديد أشعر وكأن شيئًا يوقفني.
منير: هل تعلم أن ما تعاني منه من الضيق والحُزن قد يكون بسبب تركك الصلاة، حدثتك قبل ذلك عن فضلها وتأثيرها الإيجابي في نفس الإنسان وقلبه، لكن هل تعلم ما عاقبة من ينساها تمامًا؟
أحمد: لم أتعمق في قراءة العقاب من قبل، فقط أعرف الثواب وكنت أتكاسل عنها وأقول في نفسي أنني سأعوض صلاتي فيما بعد، أو أنني سأقوم بتأديتها بعدما أستيقظ، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أقنع نفسي بأنني سأقوم بأعمال الخير الأخرى التي تعوض انقطاعي عن الصلاة، رغم أنني أعلم أنه ليس هناك بديل عنها.
منير: يا صديقي إن الشيطان قد تمكّن من تفكيرك، وجعلك مقتنع بهذا الحديث الذي لا صحة له من الأساس، لقد ذكر الله عاقبة ناسين الصلاة ومُهمليها، يُحذرهم من عقابه في الدنيا والآخرة، وقد جاء ذلك في العديد من الآيات القرآنية الشريفة، بسم الله الرحمن الرحيم:
- “فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ” الآية 4-7 من سورة الماعون.
- “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا“ الآية 142 من سورة النساء.
- “فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا“ الآية 59 من سورة مريم.
- “مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ“ الآية 42-43 من سورة المدثر.
أحمد: ما هو السقر المذكور في الآية الأخيرة يا منير؟
منير: سؤال جيد، إنها الآية الأكثر قسوة على الإطلاق في وصف عاقبة المنقطعين عن الصلاة، السقر هو طبقة من طبقات جهنم، ويُقال إنها الدرك السادس من جهنم، والسلك هو الإدخال، أي يُدخلون المنقطعون عن الصلاة في تلك الطبقة مثلما يدخل الخيط في الإبرة، وهو ما يُشير إلى القسوة والعنف.
أحمد: ادعِ لي ربي أن يهديني ويُرشدني إلى طريق الحق ويُحسن خاتمتي.
منير: هيا نبدأ الأمر منذ اللحظة يا صديقي، تعال معي نصلي المغرب، هداك الله وأراح قلبك.
أحمد: لي ولك، اللهم آمين.
اقرأ أيضًا: حوار عن الحجاب بين 4 أشخاص
إن الصلاة هي عماد الدين الإسلامي، أي ما تُميّز العبد المسلم عن غيره من مُتبعي الديانات الأخرى، لذا فلم يضع الله أي عُذر لترك الصلاة سوى قدوم فترة الحيض لدى النساء.