حوار بين شخصين عن الوطن سؤال وجواب يساعد على جعل الشباب مدركين أهمية الوطن، فالوطن هو الحضن الدافئ لأبنائه، ويولد حب الوطن بالفطرة مع الإنسان، ويشعر بانتمائه الكامل لهذا الوطن الذي نشأ وترعرع في مناطقه وأحيائه، ويوفر الوطن العيشة الكريمة وجميع مقومات الحياة وسبل الراحة في المعيشة، ونري الكثير من الحوارات الإيجابية حول حب الوطن، وهذا ما سنقدمه من خلال موقع سوبر بابا.
حوار بين شخصين عن الوطن سؤال وجواب
نري الكثير من النماذج حولنا لا يقدروا معني الوطن ومعني احتوائه لأبنائه، فنري نماذج تسعي إلى خراب ودمار أوطانهم، والكثير من الشباب التي تسعي إلى السفر إلى الخارج تاركين أوطانهم، لاعتقادهم في فرصة للحياة أفضل خارج وطنهم، غير مدركين أن الوطن هو الدرع الحامي الذي يحمي ويحتضن مواطنيه، فالوطن ليس شعار وإنه حقًا هو الأمن والأمان والاستقرار.
نجد حوار بين شخصين عن الوطن سؤال وجواب يعبر فيه المتحدثين عن حب وأهمية وقيمة الوطن، نجد فؤاد وسليم هما صديقان مقربان يتحاور كل منهما في إطار شيق عن صدد هذا الموضوع.
- فؤاد: كيف حالك يا سليم! وما هي أخر أخبارك؟
- سليم: لسُت بخير يا فؤاد، فأنا أبحث عن فرصة سفر، لقد سئمت من هذا البلد والوطن الذي نعيش فيه.
- فؤاد: لما كل هذا التفكير السلبي الذي يحاوطك فأنا أعرفك جيدًا، وأعرف مدي حبك وتعلقك بالوطن ومدي انتمائك له.
- سليم: صدقت القول يا سليم فأنا لا أشعر بالدفء إلا في هذا الوطن، فجميع من أحب ينتمي إليه فهو يشمل الأهل والأصدقاء والمعارف، وهو المكان الذي نشأت وكبرت ودرست به، فهذا الوطن يحمل ذكريات عمري معه، ويحمل حزني وألمي، ويحمل جميع لحظات فرحي وانبساطي وحماسي.
- دعني لا أخفي عليك يا فؤاد، فقرار السفر قرار صعب وسأشعر بالحزن لفراقي لوطني، ولكن في الخارج يمكنني أن أجد فرصة عمل جيدة لي، بدلا من عملي هنا دون جدوى.
- فؤاد: لا أتفق معك فهذا التفكير، خلق الله لكل شخص دوره وعمله في هذا الوطن فقط عليك البحث جيدًا بدل من التمسك بالإحباط واليأس، والتفكير بفرص عمل في الخارج، فالوطن هو الملجأ والكيان، ورمز الهوية لكل إنسان.
- سليم: لديك حق يا فؤاد، فالوطن هو الانتماء والشعور بالفخر والعزة، لكونك جزء من هذا الوطن الذي تشعر نحوه بالحنين الدائم إلى هذا المكان دون غيره، ولا يعوضك عنه إي وطن أو مكان أخر إذا كنت مهاجرًا أو منفيًا أو لاجئًا مبتعدًا عن وطنك.
- فؤاد: نعم، الوطن هو المكان الذي يوفر لك المسكن والمأكل والمشرب وجميع سبل الراحة من أجل العيش بكرامة، ويعطيك جميع حقوقك كاملة كمواطن، مثل حق ممارسة الشعائر الدينية، والتمتع بالعبادات دون فرض أي رأي، وحق المواطن في حرية الانتخاب، وامتلاك الأراضي والعقارات، وجميع حقوق المواطنة التي تكفل لك حياة هنية.
- سليم: شكرا لحديثك معي يا فؤاد، فكلامك قد مس قلبي، وجعلني استيقظ من غفلتي، وفكرني بأبيات الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي حين قال عن حب الوطن وأهميته في النفوس:
أيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأس
كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا
وَكُلُّ مُسافِرٍ سَيَئوبُ يَوما
إِذا رُزِقَ السَلامَةَ وَالإِيابا
وَلَو أَنّي دُعيتُ لَكُنتَ ديني
عَلَيه أُقابِلُ الحَتمَ المُجابا
أُديرُ إِلَيكَ قَبلَ البَيتِ وَجهي
إِذا فُهتُ الشَهادَةَ وَالمَتابا
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الوطن وواجبنا تجاهه
حوار عن أهمية الدفاع عن الوطن في الإسلام
زرع الله فينا غريزة حب الوطن، والإستماتة في الدفاع عن أرض الوطن، وحمايته من أي معتدي أو مغتصب، والوقوف أمامه والتصدي له، وحث الإسلام كثيرًا في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة علي تعمق حب الوطن وحمايته من الأعداء.
نري حوار بين شخصين عن الوطن سؤال وجواب يوضح أهمية الوطن والدفاع عنه، وترغيب الإسلام في حب الوطن وحمايته، نجد حديث ممتع بين أب وابنه على صدد هذا الموضوع.
الأب: كيف حالك يا بني، هل رأيت الاحتفالات بذكري نصر 6 أكتوبر أمس؟
الابن: نعم يا أبي لقد شاهدتها على التلفاز، وكنت فخور ومنبهر كثيرًا، بقدرة هؤلاء الجنود ودفاعهم عن وطنهم، وعزيمتهم الغير مسبوقة في حماية أرض وطنهم من الأعداء، وجهادهم في سبيل الله والتضحية بأنفسهم والموت فداء الوطن.
الأب: أحسنت يا بٌني، فانا أربيك منذ الصغر علي حب الوطن والانتماء له والدفاع عنه، وأحثك دائمًا على الجهاد في سبيل الله حين يحن الوقت، حيث فضل الجهاد في سبيل الله جزائه عظيم، وذكره الإسلام في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تبرهن على ذلك.
الابن: لديك كل الحق يا أبي، فقد سمعت في الراديو آية قرآنية تحث علي فضل الجهاد في سبيل الله والتضحية بالنفس من أجل الوطن، وقد دل على ذلك قول -الله تعالي- في سورة آل عمران “وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ” (157).
الأب: أن الدفاع عن أرض الوطن والجهاد في سبيل الله أمر يعظمه الله، ووعد من قتل في سبيل الله، أن جزائه الجنة يخلد بها في نعيم لمبايعته نفسه في سبيل الله، وقد دل علي ذلك قول -الله تعالي- في سورة التوبة ” إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. (111).
الابن: الإسلام عزز ورغب كثيرًا في القتال والدفاع عن الوطن، وعن المجاهدة في سبيل الله، والتضرع إلي الله بالنفس فداء الدفاع عن أرض الوطن ضد المعتدين والمغتصبين لأراضي وأوطان ليس لهم حق بها، فعن سهل بن سعد الساعدي عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال:” أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: رِبَاطُ يَومٍ في سَبيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما عَلَيْهَا، ومَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما عَلَيْهَا، والرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ في سَبيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما عَلَيْهَا”.
الأب: أحسنت يا بُني، جاء في خاطري الأن حديث عن أفضل الناس منزلة وأجر عند الله عز وجل هم المجاهدون في سبيل الله، والمدافعون عن أوطانهم، فعن أبو سعيد الخدري عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: ” قِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أفْضَلُ؟ فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ في سَبيلِ اللَّهِ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، قالوا: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ في شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللَّهَ، ويَدَعُ النَّاسَ مِن شَرِّهِ”.
الابن: عندما أتفحص بحثًا في هذا الموضوع يا أبي، أن الإسلام جاء بالكثير من البراهين والأدلة القرآنية، التي تؤكد واجب الدفاع عن الوطن والقتال في سبيل الله ودل على ذلك قول الله تعالي في سورة البقرة “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (216).
دل على ذلك أيضًا في سورة النساء في قول -الله تعالي- “لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا” (95).
الأب: لقد أطمئن قلبي عليك يا بُني، إنني قد زرعت بداخلك حب الوطن والانتماء له جيدًا، ومعرفتك لأصول الدين الصحيح، وواجبك اتجاه الدفاع عن الوطن والجهاد في سبيل الله.
اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن التعاون وفوائده
حوار بين شخصين واجبنا نحو الوطن
عند التحدث عن واجبنا نحو الوطن أول شيء يخطر بذهننا هو الدفاع عنه من الخطر الخارجي فقط، وإنما واجبنا اتجاه الوطن يتحتم علينا في الحفاظ على داخله وحمايته من التفكك، والدفاع الخارجي عنه أيضًا فهما أمران لا يتجزأن من بعض، ويعد الحوار بين شخصين عن الوطن سؤال وجواب من الأكثر الأشياء التي لها واقع إيجابي في هذا الموضوع.
نجد حديث بين طالبتين في الجامعة ينطوي حديثهم في إطار حوار بين شخصين عن الوطن سؤال وجواب، ليوضحوا أهمية الوطن وواجبنا اتجاه.
سلمي: كيف حالك يا ياسمين! ما رأيك في الندوة التي أقيمت عن حب الوطن وواجبنا نحوه في الجامعة أمس؟
ياسمين: كانت ندوة رائعة جدًا، واستمتعت بها كثيرًا، وزادت من حماسي وحسي الوطني، وشعوري بالواجب اتجاهه، تناولت الندوة الحث على حفظ أمن الوطن الداخلي من التفكك، وعدم المشاركة في أعمال الفتنة، والمساهمة في ازدهار وتقدم الأعمال، ومحاربة جميع أنواع الفساد.
سلمي: نعم، وقد تناولت الندوة ايضًا على أن يكون المواطن نموذج في الإخلاص نحو وطنه، ويعمل على حماية ممتلكاته ومرافقه العامة، والدفاع عن الوطن ضد أي خطر داخلي أو خارجي.
ياسمين: حثت الندوة على الالتزام بالقوانين المتبعة في المجتمع، والسير على نهجها وعدم مخالفتها، والمشاركة في الأعمال التطوعية، والأعمال الخيرية التي تخدم المجتمع وتنهض به.
الوطن هو الكيان الذي يلجأ إليه الإنسان، والذي يشعر بالحنين له بالفطرة والغريزة التي زرعها الله بنا لحب الوطن والانتماء له.