حوار بين شخصين عن الوطن وواجبنا تجاهه

حوار بين شخصين عن الوطن وواجبنا تجاهه

الحوار بين شخصين عن الوطن وواجبنا تجاهه سيُعزز حُبه في قلوبنّا، فهو الوطن الذي جمعنا وقدم لنا الكثير، الملجأ، والملبس، والمأكل، فهو هويتنا وسبيلُنا إلى النهضة، ومهما فعلنا له لن نفي حقُه، وهذا ما تبيّن من خلال مُحادثة بين شخصين عن حُب الوطن يعرضها عليك موقع سوبر بابا.

حوار بين شخصين عن مكانة الوطن

إنّ الوطن هو المكان الذي يحتوينا، ويُشعرنا بالدفء والحنان، فهو المكان الذي يحوي كافة ذكريات طفولتنا، احتوى أحلامنا وأمنياتنا.. فهو مُستقبلنا.

يجب أن يكون قدوتنا في الحياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- تجاه حُب الوطن، فقد كان يُحب ويميل إلى مكة ميلًا شديدًا، ولتعزيز حُب الوطن جاء علي ليقنع صديقه بحُب الوطن وأنه الأمان عن الغُربة، فالمغتربون بعيدون عن الطمأنينة.

علي: مرحبًا يا علي كيف حالك؟

مُحمد: أنا بخير، ولكن أشعُر بالضيق قليلًا، فلا أجد فرص عمل في وطني.. أصبحتُ بعيدًا عن أحلامي.

علي: قد يكون ذلك لعدم بحثك الكافي عن الفرصة المُناسبة، فماذا تُريد الآن؟

مُحمد: آمل لو أجد فرصة عمل في الخارج، فالحياة خارج الوطن ستكون أفضل للغاية.

علي: لا يا مُحمد، أنا تركت الوطن لسنوات للبحث عن فرصة عمل في الخارج تركت فيها عائلتي وأبنائي، لسنوات دام التواصل بيننا عبر شاشة خلوية.. إنّها مُعاناة جليّة.

مُحمد: لكن قد وصلت في النهاية إلى البلد الآخر، وتمكنّت من ربح المال الكافي.

علي: نعم، ولكن لم يكُن الأمر سهلًا، فقد واجهت العديد من الصعوبات.

  • البيع والسُلفة في بداية السفر من أجل جمع ثمن التكت، والبعض يتهربون إلى اهُنا، بغية الهروب من الواقع الأليم في الحياة هُنا.
  • زيادة الشوق إلى الأهل عند الوصول، فلا يجد من يخفف من لوعة الفراق وألم البُعد عن عائلته وأحبائِه.
  • عِناء البحث عن العمل في البلدة.
  • التعُرض إلى الاعتداء المُستمر من قِبل مواطني البلد، فيعاملون المغتربون وكأنهم عبيد.
  • قلة الرواتب في بداية العمل، فلا تعلم هل ستُرسل هذا الراتب إلى الأهل، أم ستكتفي ليكون مصدر قوتك في تلك الأيام ليُعينك على استكمال المُهمة.
  • مُعاناة السكن، فهو من يغسل وينظف ويُحضر الطعام لنفسِه، لا يجد من يُساعده على ذلك.

كُل ذلك وهو بدون إقامة، فلا يحصل المُغترب على الإقامة بسهولة، تلك التي دونها أنت لست إنسانًا، ولهذا يعيش المُغتربون حالة من الذعر والهروب، فإن استمع عن أفراد الجوازات قادمين فرّ هاربًا يُسابق الريح خوفًا من القبض عليه؛ لعدم ترحيلُه.

مُحمد: يا لهذا، لم أكن لأعلم أن الوطن ملجأنا الآمن بهذا الشكل، وأن ما نتعرض له من فساد في الوطن هو أقل بكثير مما سنُعاني منه في الخارج، يكفي أنني أمتلك هوية في أرضي.

علي: نعم يا مُحمد، فإنك لن تجد ضالتك خارج أرضك، لن تحصل على الحُب والحنان كالذي تشعُر به هُنا، عليك إعادة النظر فيما تُفكر، والبحث بشكل أكبر عن فرصة عمل، ستجد حقًا ما دُمت تستحق، وتمتلك السيرة الذاتية الجيدة.

مُحمد: حسنًا سأفعل ذلك، أشكُرك على أنك أنرت بصري، فالشباب في تلك الآونة ليس لديهم سوى الحديث عن السفر للخارج للبحث عن عمل، الحديث والرغبة المُستمرة دون دراية بمُعاناة المُغتربين.

اقرأ أيضًا: حوار بين طالبتين للإذاعة المدرسية

مُحادثة عن واجبنا تجاه الوطن

إنّ الوطن هو الكيان الذي ننتمي إليه، وملجأنا من كافة المصائب التي نتعرض لها، وله مكانة كبيرة في قلوب كافة مواطنيه، والأشعار، والكُتّاب، لاسيّما الدين الإسلامي للحديث عن مكانته في قلب الرسول.

إذا اتخذنا المنزل على أنه صورة صغيرة من الوطن، فستنجلي الأمور إلى حد بعيد؛ نظرًا لعناية أفراد البيت بنظافة وجمال منزلهم، وهذا هو واجبنا تجاه الوطن، فلا يتجلى في حُبه فقط بل الكثير.

محمد: هل يقتصر واجبي تجاه الوطن على حُبه والبقاء فيه فقط يا علي؟ أم يتجلى الأمر في آخر؟ فهو يمنحني العطاء، والطمأنينة، فماذا أُقدم له؟

علي: بالطبع لا يتجلى الأمر في حُبك له والبقاء داخل أرضك فقط، بل ثمَّة واجبات عليك تأديتها تجاه وطنِك.

  • حماية الوطن بالتصدي من أي عدوان يتعرض له، داخليًا وخارجيًا.
  • المُشاركة في النشاطات التطوعية التي تُقيمها الجمعيات لخدمة المواطنين المحتاجين، فهذا سيمنح لوطننا مكانة عالية.
  • الحفاظ على نظافة الوطن، فيجب أن يكون كُل مواطن نموذج إخلاص للوطن في مكانِه، على سواء في العمل، أو المدرسة، أو إن كانت ربة منزل.
  • طاعة ولي الأمر، والحفاظ على أمن وأمان الوطن ممن يتربصون له من الأعداء.
  • الحفاظ على المرافق العامة، فهي المظهر العام للوطن أمام الأجانب والزوار.
  • كُل مواطن حُر، ولكن تتقيد تلك الحرية بقواعد مضبوطة لا يجب الانحراف عنها، فعلى كُل مواطن احترام المواطنين الآخرين ومُعتقداتهم الدينية والسياسية.
  • حفظ الموارد الطبيعية للوطن، مثل الماء، فلا يتم فتح ماء المنزل وإهدارها دون هدف واستفادة.
  • تأدية العمل بأمانة، فهذا ما سيُساعد على تقدم الوطن وازدهارِه.
  • لِمن كان لديه القُدرة، عليه تصدُق المال على الآخرين، وعلى رجال الأعمال استثمار أموالهم فيما يُنعِش اقتصاد البلد، والقضاء على البطالة، فهذا يحد من كراهية الشباب لوطنِهم.
  • الاجتهاد في الدراسة من أجل رفعة الوطن وتقدُمه.
  • المُحافظة على هيبة الوطن أمام الدول الأخرى، فلا يُقلل من شأنه لمُراضاة الآخرين.
  • الابتعاد عن إثارة الفتن التي تتسبب في زعزعة أمن الوطن.
  • الإخلاص للوطن، وعدم خيانته والتآمر عليه لصالح الأعداء.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن نظافة الشارع

تعزيز حب الوطن في نفوس الأطفال

حُب الوطن لا يختلف عليه اثنين، فهو من ترعرعنا فيه، فلولاه لِما عشنا وأنجبنا أبنائِنا، لم نكُن لنجد أنُفسِنا، ومن واجبنا الإخلاص له، وغرس حبُه في نفوس الأبناء منذُ صغرِهم، مثلًا كأن يدركون أهمية الوطن، أهمية أن يكون لهم إيواء يرجعون إليه.

علي: أتعلم يا مُحمد من أين يأتي نفور الشباب من وطنهِم؟

مُحمد: لا أعلم، ولكن أعتقد لأنهم لم ينشؤوا على حُب الوطن، ولم تُغرس في قلوبهم أهميته.

علي: أنت على حق، فبعض المدارس لا يدركون مدى تعزيز حُب الوطن في نفوس الأطفال، فهُم الأجيال القادمة، من يدفعون الوطن نحو الأمام، مُحققين إنجازات كثيرة.

مُحمد: أنت مُحق، ولكن كيف يفعلون ذلك يا تُرى؟ لِما لا نقترح عليهم بعض الاقتراحات؟

علي: هُناك وسائل كثيرة، لا تأتي فقط من المدرسة، بل والمنزل، فالأهل عليهم عامل كبير في نشأة أطفال سويين مُحبين للخير.

  • التغني المُستمر عن الأمور الإيجابية والأشياء الجميلة في البلد أمام الأطفال.
  • اطلاعِهم على تقاليد وثقافة البلد، فهذا جُزء لا يتجزأ من الانتماء إلى الوطن.
  • الحديث عن تاريخ بلادهِم العريق، ويُفضل أن يتم عرض بعض الكُتب السياسية والجغرافية التي تُبيّن مدى أهمية وطنه في التاريخ.
  • عدم الحديث بسوء عن الوطن أمام الأطفال.
  • الحديث المُستمر عن أهمية الوطن؛ فهذا له تأثير كبير على تعزيز الحُب في قلبهم.

مُحمد: بالفعل، وهذا لا يحدث في العادة، فعندما كُنت صغير كان أبي دائمًا ما يتحدث عن الوطن بسوء أمامي، وأنه يرغب دائمًا في أن يجد ضالته في بلد آخر.

علي: أعي ذلك، فهذا الخطأ الذي وقع فيه آبائِنا ونحنُ صِغار.

مُحمد: صحيح، ولكن لا أعلم ما هي أهمية الوطن التي يجب أن نتحدث معها في الأطفال؟ هل هُناك أكثر من أنه يُشعرنا بالطمأنينة؟

علي: نعم، له أهمية كبيرة.

  • الإحساس بالدفء والطمأنينة والحنان.
  • لا يُمكن أن يعيش الإنسان دون وطنه ويحميه، ويرعاه، ويُدافع عنه.
  • إنه منبع الإنسان الذي يؤمن له كافة مُتطلبات الحياة الضرورية للعيش، من مأكل وملبس، ومأوى.
  • تؤثر في تكوين شخصية الفرد، من خلال عادات وتقاليد البلد.
  • يحصل على حقوقه مثل، حق العمل، حق الرعاية الصحية، توفير الأمان، الحق في التعليم.
  • يؤدي حقوقه أيضًا، في توفير مطالب العمل، والحماية للوطن، والدفاع عنه في وقت الأزمات.

مُحمد: نعم، أعدُك يا علي أنني سأقترح هذا على كافة أقاربي ومعارفي ليدركوا أن نسبة الهجرة خارج البلد لمُلاقاة فرصة عمل تعود سلبًا على الأبناء، والسبب في ذلك الآباء.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن النظافة والتلوث

أوصى دينُنا الحنيف بالحفاظ على الوطن والإخلاص له، علاوةً على الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر.. فحُب الوطن نابع من إيمان عميق.