خطبة عن حقوق الجار مكتوبة قد تعين الشيوخ في المساجد على إلقاء خطب عن حقوق الجيران، ذلك أن حق الجار من الحقوق التي ضاعت في هذا الزمن عند كثير من الناس، لذلك يجب الحرص على أن تكون من بين الخطب في المساجد، خطبة عن حقوق الجار وعن حسن معاملته، ومن خلال موقع سوبر بابا يمكننا أن نتحدث عن ذلك.
خطبة عن حقوق الجار مكتوبة
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خير قدوة لنا، أوصانا وعلمنا أمور ديننا، وحثّنا ديننا على التواصي بما ينفعنا في ديننا ودنيانا، ومن الأهمية بمكان أن يتواصى المسلمون فيما بينهم على حقوق الجار والإحسان إليهم، ذلك أنه يكثر إيذائهم وسوء معاملتهم هذا الأيام، لذا كان لابد من توصيتهم بالجار والإحسان عليه في خطبة.
“الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عبده الذي اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: يقول الله عز وجل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)“.
يا عباد الله: اتقوا الله في الجار، فإن له حقوقًا على جاره قد أكدت عليها شريعتنا في كثير من الآيات والأحاديث النبوية، وإن الجار هو منذ القدم هو فخر لجاره، كان الجيران متآلفين متحابين، يتشاركون في أرزاقهم وأسرارهم، ويدعون بالغيب في صلواتهم وخلواتهم.
أيها المؤمنون إن الله عز وجل أمرنا بالإحسان إلى الجار حيث قال عز وجل في سورة النساء: “ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36) فقد أوصانا الله عز وجل بالجار، ولم يفرق في الإحسان إليه بين مسلم وكافر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما زال جبريلُ يوصيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنه سيورِّثُه“
إن حق الجار على جاره أن يكف عنه أي أذى، سواء كان هذا الأذى بالقول أو الفعل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ. قيلَ: ومَن يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: الذي لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوايِقَهُ.“، فيجب على المسلم أن يحسن إلى جاره، ويعامله معاملة الإسلام، ويبتعد عن إيذائه.
اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن حقوق الجار
خطبة عن الإحسان للجار مكتوبة
“الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، وجعل الليل والنهار خِلفة فتذكر أولو الألباب، نحمده سبحانه على المسببات والأسباب، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الوهاب، وأشهد أن محمد عبده ورسوله المستغفر التواب، اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى الآل والأصحاب وبعد:
عباد الله: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سلم أنه قال: “ مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ.“
فكمال الدين متوقف على الإحسان إلى الجار، وخلق المحبة والألفة بين الناس، أيها المؤمنون: إن حق الجار على جاره أن يكتم سره، ويشاركه طعامه، ولا يتطلع على أسراره، ومن حق الجار على جاره أن يزوره في مرضه، وأن يشاركه فرحته، وأن يمشي في جنازته، ويكون عونًا له في السراء والضراء.
إن المؤمن الحق هو من يحسن على جاره، ويتجاوز عن بعض عيوبه، وإن حدث منه إيذاء، فعلى المسلم ألا يرد الإساءة بمثلها، بل يعامله معاملة الإسلام ويصبر على أذاه، حتى ينال رضى الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
عباد الله، إن حق الجار على جاره أن يكف عنه أذاه، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدم إيذاء الجار، وحثنا على الإحسان إليه وإظهار الحب والألفة له، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“ قيلَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ! إنَّ فلانةَ تقومُ اللَّيلَ وتَصومُ النَّهارَ تفعلُ، وتصدَّق، وتُؤذي جيرانَها بلِسانِها؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلم لا خَيرَ فيها، هيَ من أهلِ النَّارِ. قالوا: وفُلانةُ تصلِّي المكتوبةَ، وتصدَّقُ بأثوارٍ، ولا تُؤذي أحدًا؟ فقال رسولُ الله: هيَ من أهلِ الجنَّةِ“.
أيها المؤمنون: إن حب الخير للجار والإحسان إليه من حقوق الجار على جاره، فلا يبغضه ولا يحسده، ولا يتمنى زوال نعمة في يده، وإنما يحب لجاره ما يحبه لنفسه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: “ والذي نفْسِي بِيدِهِ، لا يُؤمِنُ عبدٌ حتى يُحِبَّ لِجارِهِ ما يُحِبُّ لِنفسِهِ.”
فيسلم صدره من أي حقد أو غل أو كره أو حسد تجاه جاره، ويتمنى له كل الخير، كما يحب لنفسه الخير.
اقرأ أيضًا: حقوق الجار في الإسلام
خطبة عن إيذاء الجار وعقوبته
“الحمد لله الكريم الجواد، خلق الإنسان من نطفة وجعل له السمع والبصر والفؤاد، نحمده تبارك وتعالى حمد الطائعين العبَّاد، وأشهد أن لا إله إلا الله المضل الهاد، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله سيد الأسياد، وصلي اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وبعد:
إن الله عز وجل قد أوصانا بالجار فقال تعالى في كتابه العزيز: “ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ..”
فقد أمرنا الله عز وجل بالإحسان إلى الجار بكل وجه من وجوه الإحسان، وبين لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم جزاء الإحسان للجار، كما بين لنا نبي الله صلى الله عليه وسلم عقوبة إيذاء الجار.
أيها المؤمنون: قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ.، فهذا الحديث يبين لنا أن إيذاء الجار بأي وجه من وجوه الإيذاء يكون سببًا في منعه من دخول الجنة.
كما روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يَشكو جارَهُ، فقالَ: اذهَب فاصبِر فأتاهُ مرَّتينِ أو ثلاثًا، فقالَ: اذهَب فاطرَحْ متاعَكَ في الطَّريقِ فطرحَ متاعَهُ في الطَّريقِ، فجعلَ النَّاسُ يَسألونَهُ فيُخبِرُهُم خبرَهُ، فجَعلَ النَّاسُ يلعنونَهُ: فعلَ اللَّهُ بِهِ، وفَعلَ، فجاءَ إليهِ جارُهُ فقالَ لَهُ: ارجِع لا تَرى منِّي شيئًا تَكْرَهُهُ.”
عباد الله: إن شريعتنا قد حثت على الإحسان إلى الجار والصبر على إيذائه إن هو أساء، وهذا ما بينه لنا رسولنا الكريم في هذا الحديث، فلابد من التغافل عن الإساءة وعدم رد الأذى بأذى مثله.
أيها المسلمون: إن حق الجار على جاره أنه يحفظ له عوراته، ويقدم له يد المساعدة متى احتاجه، ويكون له عونًا متى كان ذلك في إمكانه، فإن هذا هو إحسان الجار لجاره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“ لا يمنعُ أحدُكم جارَه أن يغرِزَ خشبةً في جدارِه، ثمَّ يقولُ أبو هريرةَ: ما لي أراكم عنها مُعرِضين، واللهِ لأرميَنَّ بها بين أكتافِكم.”
عباد الله: إن وجه إحسان الجار إلى جاره يكون بأن يحفظ جاره في ماله وعرضه، ولا يؤذي جاره في أهله، ولا يتبع عورات بيته، وأن يواسي جاره ويشاركه في فرحه وحزنه.
أيها المؤمنون: يقول الله عز وجل في سورة الحشر: “ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)“
عباد الله: إن الله يحب عباده المتقين المحسنين، فاتقوا الله وأحسنوا في كل أمر من أمور دينكم ودنياكم، واتقوا الله في جيرانكم، فإن الله عز وجل يعلم سركم وجهركم، ويعلم المحسن من المسيء، فيجازيكم على أعمالكم.
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباده المحسنين، وأن يغفر سبحانه للمؤمنين والمسلمين، ويجعلنا عبادًا له طائعين، وأن يجعلنا ممن يُعطي للجار حقه اللهم آمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
على المرء أن يحسن لجاره، وألا يخونه ويطعنه في قلبه، وأن يكف عنه لسانه ويساعده ما أمكنه، ويتخلق بخلق المسلمين فيصبر على إيذاءه، ويغض الطرف عن يده ولسانه.