خطبة محفلية عن الأم

خطبة محفلية عن الأم

خطبة محفلية عن الأم غالبًا ما تُلقى بيوم عيد الأم المقرر في الواحد والعشرين من مارس كل عام، تكريمًا وإجلالًا لها على جهودها العظيمة التي تبذلها بيد بناء أجيال أسوياء، علاوةً على قدرتها على الموازنة بين العمل لتنمية المجتمع، وبين الحفاظ على استقرار أسرتها، لذا سوف نوفر نموذج لهذه الخطبة من خلال موقع سوبر بابا.

خطبة محفلية عن الأم

لا خلاف على أن الأم لها مكانة خاصة في قلوبنا على الدوام، فهي رمز العطاء، والمحبة اللامُتناهية، وبالرغم من ذلك فهي لا تنتظر منّا أي مُقابل على الإطلاق، ويمكن التعبير لها عن مدى حبنا وتقديرنا لها من خلال جعل موضوع الخطبة عن الأم.

“بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المُرسلين، نحمد الله تعالى على كل حال، ونستغفره من كل ذنب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أمّا بعد..

الأم هي منبع الحب والحنان، فلا يمكن أن نعيش في هذه الحياة مطمئنين بدونها، فهي التي تدفع شر الحياة عنّا بقلبها الدافيء، فكم من مرة انفطر قلبها حزنًا علينا دون أن تشعرنا بذلك؟ وكم من مرة أخذتنا في أحضانها، لتؤكد لنا أن الحياة مازالت بخير؟ والشر مازال بعيد، لأنها هنا بقربنا.

أرى أن الأم قبل أن تكون أساس المجتمعات، فهي أساس استقرار حياة الأبناء في المقام الأول، فلا يُمكن أن تستقيم الحياة بدونها؛ لأنها تشكل شخصية الابن أو الابنة، وتشكل نظرتهم إلى أنفسهم، فيصبح لديهم قدر كبير من الثقة بالنفس، فالمخترع الأمريكي توماس إديسون لولا والدته التي كانت تؤمن بقدراته، لِما تمكن من اختراع المصباح الكهربائي الذي أنار العالم بأسره.

لذا رغبنا في استغلال هذه الخطبة في توجيه خالص الشكر والتقدير إلى الأم التي لم تقصر بأي شكل من الأشكال في تأدية واجباتها تجاه أبنائها، لتُخرج إلى المجتمع أشخاص أسوياء قادرين على الإعلاء من شأنه.. مصداقًا لقوله تعالى في سورة لقمان: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”.

فلا يوجد أفضل من صُحبة الأم؛ لأنها دائمًا ما تقدم نصائح صادقة، نابعة من قلبها الذي لا يحب أحد بقدر محبته لك، والدليل على ذلك ما جاء في رواية أبي هريرة، عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: (قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ)، لذا علينا شكرها في كل لحظة في حياتنا، والتقرب منها بكل الطرق”.

اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن التخرج

خطبة عن طاعة الأم

طاعة الأم واجبة في كل وقت وحين، فلا يُمكن أن تسير حياة الابن على نحو صحيح دون أن تكون أمُه راضية عنه، فدُعائِها ورضاها أحد أسباب فتح أبواب الرزق والخير في الدنيا، والحصول على عظيم الثواب، ودخول الجنة في الآخرة، وستُصبِح أهمية طاعة الأم أكثر وضوحًا في خطبتنا اليوم.

“بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، أمّا بعد، يا إخواننا المُسلمين ألا تستحق الأم التي حملتنا في بطنها تسعة أشهر أن نُطيعها ونبرها في الدنيا؟ فإن طاعتها واجبة على كل مسلم حتى لو كانت تحمل صفات سيئة أو لا تُعاملك بالطريقة التي تنتظرها منها بسبب كِبَر سنها أو غيره، فالأم هي المرأة الوحيدة التي بإمكانها أن تُضحي من أجلك بحياتها إذا تطلب الأمر ذلك.

لذا طاعة الأم تعتبر من طاعة الرب؛ لِما جاء في رواية عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (رِضَى الرَّبِّ في رِضَى الوَالِدِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوَالِدِ)، كما قال تعالى في سورة الإسراء: “وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا”.

والآن كيف تكون طاعة الأم؟ في الحقيقة أن صور طاعة الأم قد تعددت، فيُمكن أن تكون بتلبية احتياجاتها قبل أن تطلبها، والتبسُم في وجهها، وعدم التحدث معها بطريقة سيئة، والدعاء لها على الدوام، ويُفضل مُناداتها بلفظ “أمي” بدلًا من اسمها الحقيقي حيث يكون في ذلك برًا عظيمًا.

مع العلم أن البر لا يتوقف بوفاة الأم، حيث يمكن برها أيضًا بعد الوفاة من خلال التضرع بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة، والتصدق عنها، وتأدية بعض العبادات عوضًا عنها، فذلك يزيد من درجاتها في الآخرة، مثل: تأدية فريضة الحج، أو الصيام، وأعلموا أن ذلك أيضًا يزيد من محبة الله تعالى لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

اقرأ أيضًا:خطبة محفلية عن العلم

خطبة عن فضل بر الأم

من يحرص على بر والدته في الدنيا يحصل على خير الفضائل في الدنيا والآخرة، كما أنها تضمن للشخص أنه عندما يكبر ويكون أب لن يلقى إلا البر من أبنائه؛ لأن جزاء الإحسان لا يكون إلا إحسان.

“بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله أبدع ما خلق، وأتقن ما صنع، والصلاة والسلام على نبينا محمد أشرف المُرسلين، أمّا بعد.. يا إخواننا المسلمين إن الله تعالى قد خص عباده الذين يحرصوا على طاعة الوالدين ولاسيمًا الأُم بعظيم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.

نجد ذلك واضحًا في قول الله تعالى في سورة الأحقاف: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا”.

كما نجد في السنة النبوية ما يدل على تحريم الله تعالى عقوق الأمهات.. في قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَيْكُم عُقُوقَ الأُمَّهاتِ، ومَنْعًا وهاتِ، ووَأْدَ البَناتِ، وكَرِهَ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةَ المالِ” فلما لا نقوم بطاعتها وبرها يا إخواني المسلمين.

فطاعتها هي السبيل إلى الحصول على شتى أنواع الرزق، وغفران الذنوب، وتفريج الهموم وإزالة الحزن، كما أنها سبب في استجابة الله تعالى للدُعاء وقت الشدائد والأزمات، وهي أحد أسباب دخول العبد الجنة، لذا يجب الحرص على طاعتِها مهما كلفنا الأمر”.

الأُم هي عماد الأسرة والمجتمع، وبدونها لعاش الأبناء في ضلالٍ مُبين؛ لأنها النور الذي يرشدهم إلى حب الله تعالى والوطن، لذا برّها أمر واجب على كل مسلم ومسلمة.