خطبة محفلية عن بر الوالدين

خطبة محفلية عن بر الوالدين

إلقاء خطبة محفلية عن بر الوالدين مُهم لإيضاح دورهم في حياتنا؛ فيُعتبر الوالدين من أغلى النعم التي يُنعم الله -عز وجل- بها على الإنسان، وطاعتهِما من الأمور الواجبة، وحثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا ما وفرته الخطبة المحفلية عن الوالدين المُقدمة من موقع سوبر بابا.

خطبة محفلية عن بر الوالدين

الخطبة المحفلية هي أول ما يُلقى في الاحتفالات والمناسبات المختلفة، وهناك عِدة موضوعات يُمكن طرحها في تلك الخطبة، خاصةً بر الوالدين لكونه من أكثر الموضوعات التي تُفيد الأطفال والكِبار، لذا نعرض نموذج لخطبة محفلية عن بر الوالدين.

“بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، أمّا بعد، أوصانا الله -عز وجل- ببِر الوالدين، فهم السبب الرئيسي في تواجدنا على الأرض، ولا يُمكن لإنسان أن يعيش مُنعمًا وهو بعيد عن أهلِه.

الضحكة التي ترتسم على وجوهِنا راجعة لهم، وكل ما يصل إليه المرء في حياتِه من نجاحات حتمًا يكون الوالدين شُركاء فيه؛ فطاعتهِما ليست من الأمور الاختيارية، بل هي من أعظم الفرائض، وذلك لقول الله تعالى في القرآن الكريم:

﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ الإسراء، الآية: 23، 24

لذا علينا تنفيذ كل ما أمرنا به الله، فالوالدين لهُما علينا حق كبير، ولا يقتصر الأمر على المعاملة الحسنة، بل وقول اللين والرحمة والرفق بهما، فعندما يكبُر الوالدين يكونوا في حاجة لأبنائِهم أكثر من حاجة الأبناء لهم، وهنا يأتي دور الأبناء في إعادة قدر بسيط جدًا من الإحسان الذي منحه الوالدين لهم في يوم من الأيام.

حثنا النبي الكريم أيضًا على طاعة الوالدين، لقوله صلى الله عليه وسلم: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي).

لذا علينا الاقتداء برسولنا الحبيب لننال شفاعتهِ يوم القيامة، ونفُز بالجنة، وفي آخر حديثنا نرجو أن تكونوا خير الأبناء فعلًا وقولًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن العلم

خطبة محفلية عن طاعة الوالدين

إن حُب الوالدين لا يمكن أن يقتصر على الجانب المعنوي فقط، بل له جوانب مادية، ومن أهمها رعايتهم وطاعة كل ما يأمرون به.

“بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا مُحمد خاتم الأنبياء والمرسلين، إن طاعة الوالدين أمرًا من الأمور الواجبة من الناحية الإنسانية، بالإضافة إلى أنها واجب ديني، حيث إن الله -عز وجل- أمرنا بطاعتهم، فكل أب وكل أم يكونوا عونًا لأبنائهم في الحياة.

كما يتخذ الأبناء الآباء قدوة لهُم، لذا فعلى الأبناء طاعة آبائهم في كل شيء، إلا الشرك بالله، لقول الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ سورة لقمان: 14، 15

لذا فعلى كل إنسان العلم بأن طاعة الوالدين واجبة، ويجب معاملتهما بلين سواء في الأفعال أو الأقوال والابتعاد عن فعل ما يُسبب الضيق والحرج لهم، فلو تذكر المرء كيف كانت تحمله أمه في رحِمها تسعة أشهر، أو كيف أرضعته من ثدييها عامين فلن يُكفيه عمره كله لرد هذا الجَميل.

جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون بمثابة رحمة للعالمين، حيث استطاع تعليم الناس شؤون دينهم، ومن بينها طاعة الوالدين، وحُسن معاملتهما، أمّا عقوق الوالدين فهي من الكبائر، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:

(جاءَ أعْرابِيٌّ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما الكَبائِرُ؟ قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ عُقُوقُ الوالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: اليَمِينُ الغَمُوسُ قُلتُ: وما اليَمِينُ الغَمُوسُ؟ قالَ: الذي يَقْتَطِعُ مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هو فيها كاذِبٌ) صحيح البخاري.

طاعة الوالدين إلزامية حتى وإن كانت بكلمة واحدة، وهي من صفات النبي صلى الله عليه وسلم حينما وصفه الله تعالى أنه كان بارًا، ولم يكُن جبارًا أو عصيًا، وهناك صور مُتعددة من طاعة الوالدين أبسطها القول اللين، والسماع إليهم، وعونهم على الحياة عند الكِبر.

لذا إن كان يريد أحد أن ينعم برضا الله عز وجل، ويفُز بالجنة في الآخرة، عليه بطاعة والديه والإحسان إليهما، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن الأم

خطبة محفلية عن حقوق الوالدين

إن الوالدين لا ينضب خيرهِما أبدًا، يستطيع المرء أن يأكُل ويشرب ويتداوى فقط من لمسة يديهِما، فهُم بذلوا قصارى جهدهم فقط ليروا أبنائهم في أفضل الأحوال.

“بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبي الله الكريم، إن الوالدين هم مصدر السعادة، ولهم دور كبير جدًا في حياة أبنائهم، لذا فلهم علينا واجبات كثيرة جدًا، كما أن برهِما فيها مغفرة الذنوب وسعة رزق واسعة، ورضا الله عز وجل.

كما أن الوالدين وصية الله عز وجل، قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) سورة النساء: 36

لذا فنحن أمة الإسلام لا نملك أن نفعل إلا كل ما يُرضي الله تعالى، حتى وإن كان الوالدين في بعض الأحيان لا يصدر منهُما ما يتوافق مع رغبة أبنائِهم، فعلى المرء أن يعلم جيدًا بأن والديهِ لديهِما نظرة أبعد وأعمق للأمور، ومن أهم واجبتهم علينا أن يشعروا بأن قراراتهم ذو فائدة.

لا تقتصر حقوق الوالدين في حياتهِما فقط، بل ولهم حقوق بعد وفاتهما، وهو ما أشار إليه الحديث الشريف: (إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو لهلذا فإن حقهم بعد الوفاة يتم بأقل الأمور وهو الدعاء.

إن تحدثنا عن حقوق الوالدين لن يُكفينا الدهر، فكل ما يمكن أن يفعله الإنسان في سبيلهما يظل أقل كثيرًا مما يستحقون، فالأم هي التي تضيء المنزل، أمّا الأب فهو من يصنع السعادة به، وهناك أشياء لا يمكن تقديرها بثمن مثل التضحية، وشعور الراحة والطمأنينة.

لا يشقى الإنسان وهو قريبًا من أهله، فهم يمتلكون حلًا لكل مُعضلة، ولا أحد يحتاج إلى سماع خطبة محفلية عن بر الوالدين ليُطيعهما، فكل ما يرد فيها يجب أن يكون مُترسخًا في داخله، فهي سِمات إلهية يولد بها الأطفال، كما تكبُر في داخلهم يومًا بعد يوم.

أمّا في آخر حديثنا عليكم فعل كل ما يأمر به الله -عز وجل- ورسولِه الكريم، للفوز في الآخرة بالجنة ونعيمِها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن الوطن

إن الخطبة المحفلية عن بر الوالدين من أهم ما يوضح حقوقهِما سواء في حياتهم أو بعد وفاتهم؛ لأن طاعة الوالدين من الأمور الإلزامية، فهي واجب ديني أكثر من كونها واجب إنساني.