انتقاء خطبة محفلية قصيرة جدًا وسهلة بالمناسبات المتنوعة من الخيارات الجميلة التي تبُث قيمًا كبيرة في النفوس، فلا ريب أن الكلام المُدعم بآيات من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة يؤثر بشكل جليّ، وهو ما يُقدمه موقع سوبر بابا تاليًا على قدرٍ من التنوع.
خطبة محفلية قصيرة جدًا وسهلة عن الأمانة
الخُطب المحفلية هي ما يُلقى بالمناسبات الرسمية، كالاحتفالات والاجتماعات، وبأحيانٍ أخرى كثيرة يكون الهدف الأساسي منها علاج مشكلة ما، وحين يقع الاختبار على خطبة محفلية قصيرة جدًا وسهلة يجدر بها أن تكون بسيطة المواضيع والتعبير.
بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الخلق، نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين، رغبنا اليوم أن نشمل موضوعًا أهميته بالغة، ألا وهو الأمانة.. صفة أشرف الخلق نبينا محمد عليه السلام.
هو النبي الذي بُعث ليتمم مكارم الأخلاق، تحلى بها وحثّنا عليها، خاصة صفة الأمانة، فقد روى عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس: “أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا، صدْقُ الحديثِ، وحفْظُ الأمانةِ، وحُسْنُ الخُلقِ، وعفَّةُ مَطْعَمٍ“.
فوقعت الأمانة بين أربعة من أهم الصفات التي يُثاب الإنسان خير الجزاء، وهو ما يجعله في منزلة الصالحين.
فكيف لا تكون الأمانة من أجل الصفات، فقد ورد عن أنس بن مالك: “ما خطبنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا قال: لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له، ولا دينَ لمن لا عهدَ له” صحيح.
فنرى في مُجتمعاتنا كم يُهدر حق الأمانة، فتجد البعض يخون، والبعض الآخر لا يحفظ السر، والكثيرين لا يؤدون ما تُرك لديهم من أمانات، وهذا ليس من أخلاق المسلم، كيف يفعلون هذا وهم خليفة رسول الله.
ذاك الصادق الأمين الذي كانت قريش بكفارها يتركون لديه أماناتهم رغم عدم إيمانهم به؛ لعلمهم بشدة أمانته.
أمرنا الله تعالى بالحفاظ على الأمانة، فقد وردت في القرآن بمواضِع كُثُر، قال تعالى في سورة النساء: “إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا“ (سورة النساء 58).
كرّم الله تعالى من يُحافظون على الأمانة، فهو يراهم فيرفعهم في جنات النعيم، قال تعالى في سورة المعارج: “وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)”.
عباد الله.. الأمانة بالعبادة، وبالقول والفعل، والعهد أمانة، والصدق أمانة، فأدوا أماناتكم تسعدوا بالدنيا والآخرة.
اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن الأم
خُطبة محفلية قصيرة عن الأم
بسم الله والحمد لله، ونُصلي ونُسلم على أشرف الخلق نبينا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى صحبه أجمعين، أسأل الله في هذا اليوم الجميل أن يكون لقائنا قد حلّ عليكم ضيفًا خفيفًا، وأن تكون بخير صحة وحال، أما بعد.
موضوع خطبتنا اليوم عن الأم، راغبين في أن نُعطي هذه السيدة التي بذلت كثيرًا قدرًا من التقدير، والإجلال على ما تفعله يوميًا لأجل أبنائها، وهذا ليس بإيفاءٍ لحقها، فمهما فعلنا لن نقدر على رد ولو جزء صغير.
فكل طلقة أثناء ولادتها أشعرتها بألم تكسير ما يقرب من 42 عظمة، فكيف ترد هذا؟ ولأنك لن تتمكن من ردِّه فجديرًا بك على الأقل احترامها.. تقديرها والإحسان إليها، وهذا ما أمرنا به الله -سبحانه تعالى- بكتابه الكريم.
قال تعالى في سورة لقمان: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)”.. فتُشير الآية الكريمة إلى التعب الذي تحملتّه والدتك كي تنجبك إلى الدُنيا، وفي هذا أيضًا وصيّة بأن تُحسن إليها لأجل هذا.
ذكر الله الوالدين بكتابه الكريم، وفرض الإحسان إليهما مُباشرة عقب فرضه على المُسلمين عبادته سبحانه وألا يُشركوا به شيئًا، وفي هذا تعظيمٌ لشأنهما، فقال تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا“ (سورة الإسراء: 230)
أتت السنة مُكمِّلة للقرآن الكريم، فحثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بغير موضع على هذه السيدة التي تُفني عُمرها يوميًا كي ترسم بهجة وسعادةً واطمئنانًا على وجوهنا.
فقد روى أبو هريرة: “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ”. صحيح مُسلم.
إذا أردت قلبًا يُفزع إذا فقط أصابتك شوكة، فلا غير الأم سيفعل، هي من ستحبك كما لم يفعل أحدٌ قط، والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنِّي لَأَدْخُلُ في الصَّلَاةِ وأَنَا أُرِيدُ إطَالَتَهَا، فأسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فأتَجَوَّزُ في صَلَاتي ممَّا أَعْلَمُ مِن شِدَّةِ وجْدِ أُمِّهِ مِن بُكَائِهِ” صحيح البخاري، رواه أنس بن مالك.
اعلموا جيدًا أن هذه السيدة هي من يجب أن تُقبلوا يدها كل يوم.. هي أكثر من يستحق أن تكنّوا له كل الحب والاحترام والتقدير والعرفان بالمجهود، نأمل من الله أن يحفظ كل الأمهات من كل سوء، وأن يُبارك فيهن.
اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن بر الوالدين
كلمة لخطبة محفلية عن الصدق
بسم الله الواحد الأحد، وصلاةً وتسليمًا على أشرف وأصدق الخلق، محمد -صلى الله عليه وسلم- واليوم نتطرق بخطبتنا إلى هذه الصفة التي ميزته.
جليٌ لنا كم أن الصدق من أجل الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، كيف لا وهو المنجاة، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم قال-: “إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا. وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا” صحيح البخاري.
حين نتحدث عن الصدق ليس علينا أن ننسى كم كان النبي مثالًا يُحتذى به في هذا، فحين نزلت عليه -صلى الله عليه وسلم- الآية الكريمة: “وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ” (الشعراء: 214) فكان أمرًا واضحًا من الله تعالى بأن يدعو النبي قومه جهرًا إلى عبادة الله الواحد.
خرج النبي إلى الصفا، ونادى فيم: “يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي عَدِيٍّ -لِبُطُونِ قُرَيْشٍ” فجاءوا جميعًا وكان من بينهم أبو لهب، فقال لهم النبي: “أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم؛ أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟”
فأجابوا: “نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا” وهذا دليلٌ واضح على ألسنتهم كم كان محمدًا صادقًا، فقال لهم وقتها: “فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ” حينها استكبرت قريش من بينهم أبو لهب الذي قال: “تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَومِ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟!” وقتها نزلت الآية الكريمة “تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ”.
أحبائي في الله.. اعلموا أن النبي عقب هذا حُورب من قومه كثيرًا، ولم يسلم أو يأمن شرهم، فقد كالوا له من الشر مكاييل، لكن تعلّموا منه أن تبقوا دائمًا عليه حتى لو كان على رقابكم، فقد قال تعالى: “لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ۚ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا” (سورة الأحزاب 8).
اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن الوطن
خُطبة محفلية قصيرة وسهلة عن العلم
وددنا أن نُلقي عليكم بصباح هذا اليوم المُشرق خطبة قصيرة عن العلم الذي هو أساس تقدم المُجتمع، فهو ما حثتنا عليه الأديان السماوية كافة.
خلق الله الدنيا في ستة أيام، وهُناك أسرار وخبايا لم يصل إليها الإنسان بعد، والعلم هو الوسيلة الوحيدة التي تُمكّنه من فهم تلك الأسرار.
تعلم العلم الذي ينفع البشر هو ما دعانا إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: “فضلُ العالمِ على العابِدِ، كفَضْلِي علَى أدناكم، إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، وأهلَ السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ” صحيح الجامع.
كثيرًا ما نرى في مُجتمعاتنا اليوم كيف يُهدر حق العالم، وكيف يُرفع من شأن غيره، وهذا ليس بصوابٍ مُطلقًا، بل يجب أن نُوفيهم حقهم بما أفادونا به في حياتنا.
كما وحرص النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يؤكد لنا على أن طلب العلم واجب علينا، فقال: “طلبُ العِلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ“ صحيح، رواه أبو سعيد الخدري.
حتى أن الله تعالى أكّد على ضرورة العلم والتفقه في الدين، لما ورد في سورة الزمر: “أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ“ الآية 9.
عباد الله، تعلموا فإن متاع الدنيا زائل، وهي بذاتها زائلة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له” صحيح.
انتقاء خطبة محفلية قصيرة ليس بسيطًا، فيُفترض بها أن تشمل موضوعًا كاملًا بموجز الكلام؛ لتكون جاذبة للجمهور.