تعتبر خطبة قصيرة عن الصبر من الأمور التي تعكس قيمة عظيمة في حياة الإنسان، فالصبر هو من الصفات التي يتحلى بها المؤمن ويدل على إيمانه العميق. وقد وعد الله سبحانه وتعالى الصابرين بمنازل مرتفعة في الجنة.
إن الصبر يمكن أن يكون اختباراً صعباً يواجهه الإنسان في حياته، وهو ليس بالأمر الهين، لذا فقد حثنا الله على الثبات ووعدنا بجزاء عظيم لمن يتحلى بالصبر ويحتسب أموره عند الله.
خطبة قصيرة عن الصبر
سنستعرض معكم اليوم خطبة قصيرة تتحدث عن أهمية الصبر وفوائده وكيف أن الله عز وجل قد جعل هذه الفضيلة قريبة إلى قلوبنا. في هذه الخطبة، سنقدم ما يساعد في ترويض النفس على الصبر.
- بسم الله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، رسول الأمة وشفيعنا. صلوات ربي وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله.
- أما بعد، أحبائي الكرام، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله عز وجل، خالقنا ومصورنا، وهنا نذكر أهمية الصبر.
- عباد الرحمن، نبدأ خطبتنا ببعض الآيات التي تتحدث عن فضل الصبر.
- قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (سورة آل عمران، الآية 200).
- كما وردت نفس الآية لتأكيد أهمية الصبر وفضله على المؤمنين.
المحتوى الأول للخطبة
هذه كلمات مختصرة تلخص أهمية الصبر، وأما بعد:
- إن الصبر يعد نصف الإيمان وركيزة اساسية من ركائز الرضا.
- كما يُعتبر أحد السبل للوصول إلى رضا الرحمن، ولهذا نجد أن الله سبحانه وتعالى يؤكد دائماً على هذه الفضيلة.
- وقد وعدنا الله عز وجل بمدح الصابرين وتكريمهم بعظيم الأجر.
- إن من يتمتع بهذه الصفة كأنما يشترك مع الأنبياء والمرسلين،
- لأنهم هم الأكثر بلاءً وتحدياً في هذه الحياة.
- فما من نبي بعثه الله إلا وقد عانى من الصعوبات والمحن، ومع ذلك ظل صامداً ثابت القلب.
- وكما أن المؤمن يتعرض للاختبارات،
- فقد واجه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشد أنواع البلاء من أهله.
- وعلى الرغم من ما رآه من أذى، إلا أنه صبر واحتسب قائلاً: “اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون”.
- لذا ، من أراد الله به خيراً يُبتلى،
- لذلك ينبغي لنا أن نكون مهيئين لمواجهة البلاء، وعدتنا هي قلبٌ صبورٌ وأملٌ ورضا.
- ومن وفق لذلك استحق الكثير من الحظ والأجر العظيم.
- أما إن جزع وسخط، فسيكون جزاؤه العزلة عن الأجر والثواب، حيث أن هذا السخط لن يُغير من قضاء الله شيئاً.
- تذكروا أيها المسلمون أنتم مكلَّفون بالواجبات ومحرمات الله.
- فإذا صبرتم على ما يفرض عليكم وابتعدتم عن المحرمات، سيكون لكم أجرٌ عظيم.
الخطبة الثانية
خطبة قصيرة عن الصبر، نحمد الله حمدًا كثيرًا فهو من كتب البلاء على عباده في هذه الحياة وجعل أنبياءه هم الأكثر بلاءً.
- أما بعد، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله،
- سيد البشر وأفضل خلق الله وقد تعرّض للاختبارات فصبر.
- وأيضاً قد أعطي فشكر، فصلوا على أفضل الخلق.
- فهنيئا لمن كتب عند الله من الصابرين، فهم ينالون مقام الصدِّيقين المقربين من المرسلين،
- قال الله تعالى عنهم: “تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ” (سورة فصلت، الآيات 30 – 32).
- عباد الله، إن الله جعل الدنيا مكانًا للاختبار والبلاء،
- لا أحد ينجو من بلاء الدنيا، فلكل حقه من الاختبارات.
- إن حظ المؤمن من الابتلاء غالبًا أكبر، ولكن ذلك يعتبر رزقًا من الله يُكفّر به سيئاته ويرفع من درجاته.
- كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة قال:
- (ما يصيب المسلم من نصَب أو وِصْب أو همٍّ أو حزن حتى الشوكة تُشاكه، إلا كفَّر الله بها من خطاياه).
كلمة قصيرة عن الصبر
بعد تقديمنا خطبة قصيرة عن الصبر، نقدم لكم بعض الكلمات الإضافية حول هذا الموضوع:
- عباد الرحمن، إن من نعم الله وفضله أنه أخبرنا بجزاء الصبر قبل وقوع الابتلاءات،
- حتى يتهيأ المؤمن على الصبر والرضا بالقضاء المكتوب.
- إن في المصائب ما ينقّي القلوب ويذكّرنا بمرتبة الدنيا الزائلة.
- إن الصابرين على الابتلاء هم الراضون بقضاء الله،
- فمن يواجه المصائب يؤمن بأنّ: “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
- وعد الله يبشرهم بالصلاة من ربهم ورحمته.
إن نعم الله عديدة ومتنوعة، من الصحة والعافية والثروة، وكلها تحتاج إلى شكر وتقدير.
إن صبرك على النعمة هو أصعب من صبرك على المصائب، ويجب أن تكون شاكرا لمنعمك ومتبعا لما أمر به ومبتعدا عن المحرمات.
آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن الصبر
لقد ذكرنا بعض الآيات حول فضل الصبر، ومن المهم إثراء النقاش بمزيد من الآيات القرآنية:
- عن الإمام البخاري ومسلم:
- ((ما يصيب المؤمن من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا همٍّ ولا حَزَنٍ، ولا غَمٍّ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه)).
- وروى الإمام مسلم:
- ((ما من مسلم يُشَاك الشوكة فما فوقها، إلا كتب الله له بها درجة، ومحت بها خطيئة)).
- ذكرت سورة الزمر:
- {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.[٨][٩]
- وفي سورة النحل:
- {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[١٠]
- وفي سورة طه:
- {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}.[١١]
- وفي سورة هود:
- {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}.[١٤]
- وأما في سورة الرعد:
- {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ويدرءون بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أولئك لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ* سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.[١٥].