كيف يمكن للمرء أن يبقى سعيدًا بشكل دائم؟ هل هذا أمر ممكن؟ في الحقيقة، نعم. السبل التي سنستعرضها في هذا المقال قد تكون فعالة في تعزيز سعادتك، وهي تستند إلى دراسات علمية مثبتة.
خطوات لتحسين سعادتك
-
زيادة نشاطك البدني
تظهر العديد من الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية تساهم في إفراز هرمونات الأندروفين، مما يساعد في تحسين المزاج والحالة النفسية. لذلك، من النادر أن تقابل شخصًا يشعر بالسوء بعد ممارسة الرياضة. ما هو الإثبات العلمي لهذا؟
أجرت جامعة تورنتو دراسة ملهمة حيث تم تحليل ما يزيد عن خمس وعشرين بحثًا، وخلصت النتائج إلى أن النشاط البدني يساهم في تخفيف الاكتئاب. وفي إحدى الدراسات، تم تقسيم المشاركين الذين يعانون من الاكتئاب إلى ثلاث مجموعات: مجموعة تتلقى مضادات الاكتئاب، الثانية تمارس الرياضة، والثالثة يحصلون على مزيج من الاثنين.
من غير المفاجئ أن جميع المجموعات كانت تشهد تحسينًا في حالتها النفسية، ولكن هل استمرت تلك السعادة؟ بعد 6 أشهر، ترتب أن مجموعة الرياضة كانت لديها نسبة انتكاس منخفضة تصل إلى 9%. بينما سجلت المجموعتان الأخريان معدلات انتكاس تتراوح بين 38% و31%، أي أن ثلثهم عانوا من الاكتئاب مرة أخرى.
-
أهمية التفكير الإيجابي في تعزيز السعادة
هل يبدو الأمر غريبًا؟ وفقًا لشون أكور، فإنه إذا كان بإمكان الشخص فهم جميع العوامل التي تؤثر على سعادته، مثل الضغوطات والنجاحات والعلاقات، فإنه لن يكون قادرًا على توقع سوى 10% من سعادته على المدى الطويل. بينما 90% المتبقية تعتمد على كيفية تفاعله مع ما يدور حوله.
إذا كانت السعادة مرتبطة بالنجاح، فمن غير المحتم أن تحققه وأنت تسعى بجد للحصول على درجات أعلى أو مرتبات أفضل. فالتفكير الإيجابي يعزز مستوى الطاقة والإبداع والإنتاجية بنسبة قد تصل إلى 30%.
السر هو أن تبدأ بتطبيق التفكير الإيجابي على الفور بدلاً من انتظار اللحظة التي تصبح فيها غنيًا أو مشهورًا.
إليك كيفية تحقيق السعادة
ألقِ بالأفكار السلبية بعيدًا
يعاني الكثير من الأشخاص من هاجس الأفكار السلبية، ويجدون صعوبة في التخلص منها.
أشارت دراسة أجراها علماء في جامعة مدريد إلى أن تدوين الأفكار السلبية على ورقة ثم تمزيقها أو حرقها قد يكون وسيلة فعالة للتخلص منها. هذا الإجراء المادي يساعد أيضًا في تقليل آثار تلك الأفكار السامة، ويوصى به من قبل علماء النفس بشكل دائم.
قدّر تجاربك بدلاً من الأشياء المادية
إن مقارنة الممتلكات والسعي نحو الأفضل بعد الشراء يمكن أن يؤثر سلبًا على معنوياتك. لكن تقدير التجارب الشخصية يساهم في خلق شعور دائم بالسعادة.
يجب أن يكون هدفنا دائمًا هو استكشاف أماكن جديدة أو القيام برحلات، ويلزم على الحكومات توفير المساحات اللازمة لذلك. من المهم أن يتمكن الناس من تجربة أنشطة ممتعة بدلًا من التركيز على بناء المراكز التجارية.
اتباع خطوات السعادة
اكتب قائمة بالأمور التي تشعر بالامتنان لها
يعد التفكير في الأمور التي تشعر بالامتنان لها عند الاستيقاظ من الأسباب الفعّالة لتحقيق سعادة أكبر. لقد أظهرت الأبحاث أن عقولنا تميل بشكل طبيعي إلى التركيز على السلبيات، مثل المخاوف والأحداث المأساوية.
“نحن نواجه انحيازًا سلبيًا، وكأنه متجذر في أذهاننا منذ العصور القديمة” – ريك هانسون.
لذا، من الضروري التركيز على الجوانب الإيجابية. هنا بعض الطرق التي يمكنك من خلالها تعزيز الامتنان في حياتك:
أفكار لتعزيز السعادة
- عند الاستيقاظ، تذكر 3 أشياء تشعر بالامتنان لها.
- بعض الأشخاص يفضلون تدوين هذه الأشياء يوميًا، لإنشاء قائمة يمكنهم العودة إليها لاحقًا.
- شارك شعور الامتنان على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك.
- قم بالتعبير عن امتنانك للناس المهمين في حياتك من خلال مكالمة هاتفية أو دعوة لتناول القهوة.
- استثمر بعض الوقت في مساعدة الآخرين أو التطوع في الأعمال الخيرية.
طريقتك نحو السعادة
مارس الانتباه الذهني
ما هو الانتباه الذهني؟ إنه القدرة على التركيز بشكل كامل على اللحظة الحالية وقبولها بلا أحكام. من المؤكد أن هذا المفهوم شهد انتشارًا واسعًا في علم النفس، وعند ممارسته بانتظام، يمكنه تحسين مزاجك وتقليل مستويات التوتر.
التركيز على اللحظة الحالية يساعدك على تقدير كل الحواس والمشاعر الجميلة التي تعيشها، ويعمل على طرد ذكريات الماضي والمخاوف الخاصة بالمستقبل.
الحصول على قسط كافٍ من النوم
يؤدي نقص النوم إلى تغلغل الأفكار السلبية في عقولنا، كما أظهرت عدة أبحاث. دراسة مثيرة أظهرت أن هناك جزءًا من الدماغ يعالج الأفكار الإيجابية، وأن هذا الجزء يتراجع أداؤه في حال نقص النوم.
لإيضاح الأمر، طلب الباحثون من طلاب محرومين من النوم تذكر قائمة من الكلمات، ووجدوا أن نسبة تذكر الكلمات السلبية كانت عالية، في حين كانت نسبة تذكر الكلمات الإيجابية منخفضة.
والآن تبين لماذا يكون المزاج سيئًا عندما لا يحصل الناس على قسط كافٍ من النوم.
خصص وقتًا لمساعدة الآخرين
يفهم الكثيرون السعادة على أنها مرتبطة بامتلاك منازل أو سيارات جديدة، ولكن هذا ليس له تأثير طويل الأمد على السعادة.
بينما تشير الأبحاث إلى أن استثمار بعض الوقت والموارد لمساعدة الآخرين يُحدث تأثيرًا ملحوظًا على سعادتنا.
ركز على الحياة التي ترغب في عيشها
نحن نتحدث غالبًا عن الفوز باليانصيب أو الأهداف المادية، لكن نادرًا ما نتحدث عن الحالة الذهنية التي سنصل إليها ومدى سعادتنا. لذا، قم بتحديد أولوياتك واعمل على تحقيق الحياة التي تطمح إليها.