دعاء الحزين من شأنه تخليص العبد من كافة المشاعر السلبية التي تتراكم داخله، فتجعله نسخة سيئة من نفسه، وهو ما يُمكنه قلب حياته رأسًا على عقب، لذا ومن خلال موقع سوبر بابا نوافيكم بدعاء الخزين وأفضل وقت لاستجابته.
دعاء الحزين
هناك الكثير من المواقف التي تُثير الحزن الشديد في قلوبنا، من أبرزها فقدان شخص عزيز علينا، أو ما يُشبه ذلك من الأمور المُفجعة، وإن استسلم ابن آدم لهذا الشعور فإن حياته تتحول من النعيم إلى الجحيم.
لكن من رحمة الله بنا أن جعل لنا من الدعاء ما يساعد على إزالة هذا الشعور من القلب، فإن مناجاته واستشعار وجوده هي أمور كفيلة بتهدئة النفس، ومنحها القدر الكافي من الصبر والطاقة اللازمين لتجاوز الأمور المُحزنة، وقد كان دعاء الحزين للإمام السجاد أحد الأدعية التي تساعد على ذلك، حيث جاءت صيغته على النحو التالي:
“أناجيك يا موجودًا في كل مكان، لعلك تسمع ندائي، فقد عظم جرمي وقل حيائي، مولاي يا مولاي اي الأهوال أتذكر، وأيها أنسى، ولو لم يكن إلا الموت لكفي كيف وما بعد الموت أعظم وأدهى، مولاي يا مولاي حتى متى وإلى متى أقول لك العتبى مرة بعد أخرى، ثم لا تجد عندي صدقًا ولا وفاءً، فيا غوثاه ثم وأغوثاه بك يا الله من هوى قد غلبني، ومن عدو قد استكلب عليّ، ومن دنيا قد تزينت لي، ومن نفس أمارة بالسوء، إلا ما رحم ربي، مولاي يا مولاي..
إن كنت رحمت مثلي فارحمني، وإن كنت قبلت مثلي فاقبلني، يا قابل السحرة اقبلني، يا من لم ازل أتعرف منه الحسنى، يا من يغذيني بالنعم صباحًا ومساءً، ارحمني يوم آتيك فردًا شاخصًا إليك بصري، مقلدًا عملي، قد تبرأ جميع الخلق مني، نعم وأبي وأمي، ومن كان له كدي وسعيي..
فان لم ترحمني فمن يرحمني، ومن يونس في القبر وحشتي، ومن ينطق لساني إذا خلوت بعملي، وسألتني عما أنت أعلم به مني، فإن قُلت نعم فأين المهرب من عدلك، وإن قُلت لم أفعل، قلت ألم أكن الشاهد عليك، فعفوك يا مولاي، قبل سرابيل القطران عفوك يا مولاي قبل جهنم والنيران عفوك، عفوك يا مولاي قبل أن تغل الأيدي الى الأعناق، يا أرحم الراحمين، وخير الغافرين“.
اقرأ أيضًا: دعاء لنسيان الماضي وما مر به من الألم والحزن
أدعية لإزالة الحزن من القلب
لم يترك لنا الدين الإسلامي فرصة لتدهور حالتنا النفسية والصحية بسبب الحُزن على أمر ما، فهو الدين اليسير الذي لم يترك موضع شَكل بين الناس إلا ووضع له حل نلجأ إليه وقت الحاجة، ليساعدنا على تخطي الحُزن والهم الذي يُمكن أن يُصيبنا، وقد تعددت صيغ الأدعية التي يرددها الحزين ليتخلص من حُزنه.
- اللهمَّ إنّك تعلم أننّي على إساءتي وظلمي وإسرافي لم أجعل لك ولداً ولا ندّاً، ولا صاحبةً ولا كفواً أحد، فإن تُعذّب فأنا عبدك، وإن تغفر فإنّك العزيز الحكيم.
- بِسْمِ اللَّهِ على نَفْسِي ومَالي ودِينِي، اللَّهُمَّ رضّنِي بِقَضائِك، وباركْ لي فِيما قُدّرَ لي حتَّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أخَّرْتَ ولا تأخيرَ ما عَجَّلْتَ.
- حسبي الله لما أهمّني، حسبي الله لمن بغى عليّ، حسبي الله لمن حسدني، حسبي الله لمن كادني بسوءٍ، حسبي الله عند الموت، حسبي الله عند الصراط، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم.
- اللهم إنّ ضرورتنا قد حَفت، وليس لها إلّا أنت، فاكشفها يا مفرّج الهموم، لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، اللهمَّ اكفني ما أهمّني، اللهمَّ يا حابس يد إبراهيم عن ذبح ابنه، يا رافع شأن يوسف على أخوته وأهله.
- اللهمَّ إنّي أسألك سلامًا ما بعده كدر، ورضا ما بعده سخط، وفرحًا ما بعده حزن، اللهمَّ املأ قلبي بكلّ ما فيه الخير لي، اللهمَّ اجعل طريقي مسهّلًا وأيامي القادمة أفضل من سابقاتها.
- اللهمَّ إنّي ضعيفٌ فقوّني، وإنّي ذليلٌ فأعزّني، وإنّي فقيرٌ فارزقني، اللهمَّ إنّي أسألك خير الأمور كلّها وخواتم الخير وجوامعه.
- اللهمَّ بك أستعين وعليك أتوكّل، اللهمَّ ذلّل لي صعوبة أمري، وسهّل لي مشقّته، وارزقني الخير كلّه أكثر ممّا أطلب، واصرف عنّي كلّ شرٍّ، رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري يا كريم.
- اللهمَّ يا مُجيب دعوة المضطرين، وكاشف غمّ المغمومين، أسألك أن تفرّج همّي، يا فارج الغمّ اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً، يا سامع كلّ شكوى، وكاشف كلّ كربٍ.
- يا عزيز أعزّني، ويا كافي اكفني، ويا قوي قوّني، ويا لطيف الطف بي في أموري كلّها، والطف بي فيما نزل.
اقرأ أيضًا: أدعية عن الضيق
دعاء الهم والضيق في السُنة النبوية
لا حرج في أن يشعر ابن آدم بالضعف ويحزن على أمر قد حدث معه، فقد كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يحزن أيضًا، لكن سُرعان ما كان يلجأ إلى خالقه سبحانه وتعالى.
لأنه يعلم جيدًا أن لا أحد سيُخرجه مما هو فيه ويقدر على إزالة الشعور بالحُزن من قلبه إلا هو، وقد نُقِل عنه العديد من الأحاديث التي كان يُرددها في هذا الوقت، والتي يجب على المُسلم أن يعتمد عليها، فإنه خير القدوة التي يُمكن أن نحتذي بها.
- رواه عبد الله بن عباس: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ” صحيح البخاري.
- الراوي أبو بكرة نفيع بن الحارث: “دعواتُ المكروبِ: اللَّهمَّ رحمتَك أَرجو فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ، وأصلِح لي شَأني كلَّه لا إلَه إلَّا أنتَ وبعضُهم يزيدُ علَى صاحبِهِ“ صحيح أبي داود.
- رواية سعد بن أبي وقاص: “دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له“ صحيح الترمذيّ.
- “ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحزنَه، وأبدلَه مكانَه فرجًا” رواه عبد الله بن مسعود.
اقرأ أيضًا: دعاء الاستعانة بالله والتوكل عليه
أدعية متنوعة لفك الكرب وإزالة الضيق
سيظل دعاء الحزين لربه وترجيه بأن يُزيل عنه همه من أفضل ما يُمكنه القيام به في فترة حُزنه، فهي الوسيلة الأكثر ضمانًا لأي مخلوق على وجه الأرض للتخلص من كل ما يُشعره بالحزن.
مهما ظهر الأمر وكأنه مستحيل، فإنه لا يصعب على الله أمرًا، وهو ما يجب أن يتيقن به كل مُسلم عند مناجاة الله، حتى تكون دعوته أقرب إلى الاستجابة، مع العلم أن الدعاء هو واحدًا من أعظم العبادات التي يُمكن ممارستها في كل وقت وحين، وهو سلاح المؤمن الذي يُمكنه استخدامه للتغلب على كل ما يُرهق قلبه.
- اللهم إني أستعين بك في كل وقت وحين، أسألك أن تُذهب عني حُزني وتزيل الهم من قلبي، فأنت ملجأي الوحيد ولا أحد يقدر على ذلك إلا أنت.
- يا رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، ارحمني واعطف عليّ وانظر إلى بعينك التي لا تنام، وأعنّي على تحمل مصيبتي التي أحزنت قلبي.
- لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، أسألك بعظيم وجهك وسُلطانك أن تكفني شر الدنيا وما فيها من الحزن والهم، وأن تحسن خاتمتي وترزقني نعيم جناتك، اللهم آمين.
- يا رب أسألك أن ترزقني من خير الدنيا والآخرة بقدر كرمك ورحمتك بعبادك الصالحين، وأن تُذهب الحزن عني وتُريح قلبي وبالي من كل سوء أفكر به يا رب العالمين.
- اللهم اكفني شر كل هم، وزوّد قلبي بالتقوى التي تعينني على تحمل صعاب الحياة، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي وثبت حُبك في قلبي.
- يا رب إني لا أرجو أحد سواك، ولا أكتفي بأحد غيرك، فإنك الوهاب الرحيم الذي لا ينقطع كرمك أبدًا، أسألك أن تبعد عني كل من يتمنى لي الحزن والهم، ويدبر لي السوء في دُنياي، اللهم آمين.
- اللهم إنك أنت من بيده الأمر كله، وأنت الذي تقول للأمر كُن فيكون، أسألك أن تأمر حزني بالابتعاد عني، وأن تجعل لي مخرجًا من كل ضائقة وأزمة.
- يا عزيز يا رحيم إني أرجوك أن تلطف بي في أموري كلها، وأن تكون معي في كل خطوة أخطوها في الدُنيا.
- اللهم أعني على تحمل ما في قلبي من الحزن والهم، وأزحه عني في أقرب وقت يا الله.
نمر في حياتنا بمواقف عديدة تجعلنا نشعر بالحُزن، وقد يبدو الأمر أنه صعب التخطي، لكن لا صعب ولا مستحيل عند مناجاة الله وترجيه بأن يُزيل هذا الشعور من القلب.