دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين

دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين

دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين يُردد عند السفر؛ ليكون المُسافر في كنف الله ورعايتهِ، بذكر الله تعالى وشكرُه في كافة حالات السفر، ما إن كان بحريًا، أو بريًا، أو جويّا؛ اِتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به.. فقد كان شاكرًا حامدًا لله تعالى حتى في سفرِه، ومن خلال موقع سوبر بابا نوافيكُم بالمزيد.

شرح دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين

قد ورِد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أدعية مأثورة تُقال في كافة مناحي الحياة، منها السفر والعودة مرة أخرى سالمًا مُعافى، وعلى المُسلمين اِتباع سُنته دائمًا.. لتحصين النفس من الشرور ومصائب الدُنيا.

جاء عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا استَوَى على بَعِيره خارجًا إلى سَفَر، كَبَّرَ ثلاثا، ثم قال: «سبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كُنَّا له مُقْرِنِينَ وإنَّا إلى ربِّنا لـمُنْقَلِبُون، اللهم إنَّا نَسْأَلُك في سفرنا هذا البِرَّ والتَّقْوَى، ومن العمل ما تَرْضَى، اللهم هَوِّنْ علينا سفرنا هذا واطْوِ عنا بُعْدَه، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك مِن وَعْثَاء السفر، وكآبة الـمَنْظر، وسوء الـمُنْقَلَب في المال والأهل والولد.. وإذا رجع قالهن: وزاد فيهن «آيبون تائبون عابدون لِربنا حامدون».

فإنّ الحديث يُبيّن أن الرسول كُلما اتخذ قرار السفر ركب بعيرهُ، مُرددًا: الله أكبر ثلاث مرات، ثُمَّ ترديد الدُعاء العظيم، فهو يشمل معاني جليلة، ففيه تبرئة الله تعالى عن الحاجة والنقص، بل استشعار لكثرة نِعَم الله على عبدِه.

علاوةً على الإقرار بالعودة إلى الله.. ثُمَّ سأل الله تعالى عن الخير والفضل والتوفيق للعمل المُفضل له، وأن يتقبله، وعليه يتوكل إلى الله مفوضًا أموره في السفر إليه، فلا مفوض لسواه.

كما اشتمل الحديث على طلب حفظ النفس، والأهل، وتهوين مشقة السفر، والاستعاذة من المضرة التي قد يقع فيها، ليعود المُسافر سالمًا إلى عائلتِه.

في رواية أُخرى: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قَفَل من الحج أو العمرة، كلما أَوْفَى على ثَنِيَّة أو فَدْفَدٍ كَبَّرَ ثلاثا، ثم قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيِبون، تائبون، عابدون، ساجدون، لربنا حامدون، صدَق الله وَعْدَه، ونصَر عَبْدَه، وهزَم الأحزابَ وحده».

تُبيّن زيادة هذه الرواية أنه عند عودة النبي من السفر يُردد الدُعاء مع زيادة قول “آيبون”، والتي تعني أننا معشر رُفقاء السفر عُدنا مُجددًا، خاليين من ارتكاب المعاصي، فحرصنا على عبادة الله وشكرُه على السلامة والرجوع.

كما أنه إذا كان بمكانٍ عالٍ كبّر لله تعالى، فيتواضع أمام كبرياء الله بتوحيده، وتصديقُه بأن الله تعالى واحد، مُتفرد في ألوهيته، وأسمائِه وصفاتِه، فهو الناصر لأوليائُه وجنُده.

اقرأ أيضًا: اللهم أعتق رقابنا من النار

معنى دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا

تتجلى الإفادة من دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين بالنظر إلى معاني ألفاظُه، فالأحاديث النبوية ليست واضحة للمُسلمين بالقدر الكافي دون ذِكر المقصود من الكلمات.

الكلمة المعنى
كبّر قال: الله أكبر.
مُقرنين ضابطين، أو مُطيقين.
البر الخير الشديد.
هون علينا السفر سهل علينا محنة وصعوبة السفر.
واطوِعنا بعده يسّر لنا موجِب قطعة بزمن قصير.
الصاحب الرفيق بالحراسة والحِفظ.
الخليفة من يخلف غيرُه ويُعتمد عليه.
أعوذ اعتصم واستجار.
وعثَاء تعب، وشدة.
كآبة المنظر ما يُسبب من هيئته الاكتئاب.
المُنقلب المآب، المرجع.
آيبون راجعون.
قفل ارتد، عاد.
أوفى أخلص، ارتفع.
ثنية مكان مُرتفع.
فَدْفَد مكان صلب غليظ واسع، مُرتفع عن الأرض.

فضل دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا

إنّ منهج الرسول الكريم تدرج في انتزاع العقائد والعادات السلبية، وعني النبي –صلى الله عليه وسلم- بالشباب وتوضيح سُبل الاستفادة حتى أصبح قدوة حسنة ومثل أعلى لم يُضاهيه آخر، لاسيّما في حرصه على السلامة من السفر بالدُعاء.. وفي حديث السفر الكثير من الفوائد.

  • يُستحب التكبير ثلاث عند السفر، إذا صعد المُسافر إلى مكان مُرتفع.
  • ترديد دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين عند السفر، وعند العودة.
  • على العبد تجديد العهد بالطاعة والعبادة حتى في البلدان الأخرى.
  • لا بُدّ من شُكر الله في كافة الأوقات على النعم التي لا تُعدّ ولا تُحصى.

اقرأ أيضًا: أدعية لزيادة البركة

أدعية مأثورة للسفر

لم يكُن دعاء سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين هو ما يردد عند السفر فحسب، بل ثمَّة أدعية أُخرى نحرص على ترديدها من أجل سلامة السفر ولنكون في عِناية الله وكنفه.

  • اللَّهُمَّ بلِّغْ بَلاغًا يَبلُغُ خَيرًا رِضْوانَكَ والجَنَّةَ، إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قَدي
  • اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ، وكآبَةِ المُنقَلَبِ، وسوءِ المَنظَرِ في الأهْلِ والمالِ، اللَّهمَّ أنتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، والخَليفةُ في الأهلِ، اللَّهمَّ اطْوِ لنا الأرضَ، وهَوِّنْ علينا السَّفَرَ.
  • اللَّهمَّ بِك أصولُ وبِك أحولُ وبِك أسيرُ.
  • يا أرضُ ربِّي وربُّكِ اللَّهُ، أعوذُ باللَّهِ من شرِّكِ وشرِّ ما فيكِ، وشرِّ ما خلقَ فيكِ، وشرِّ ما يدبُّ عليكِ، أعوذُ بكَ من أسَدٍ وأسوَدَ، ومنِ الحيَّةِ والعقربِ، ومن ساكنِ البلدِ، ووالدٍ وما ولدَ.
  • اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ.

أدعية السفر مُستجابة

ينتاب المُسافرون الشعور بالقلق وعدم الراحة، خوفًا مما ينتظرهم في رحلتهِم هذه، طالبين من الله الإعانة والحِفظ من شرور الناس، وبالتضرع إليه بالدُعاء يمتلئ قلب المؤمن بالطمأنينة والاستشعار بوجود الله في كُل خطاياه.

  • اللهُم ما سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل المشقة إذا شئت سهلًا، فاللهم احفظني وارعاني وارزقني، واغنني من الحلال واعصمني عن الحرام.
  • اللهُم ارزقني التوفيق، وزدني علمًا وعملًا صالحًا، اللهم اجعلني من المُتقين في أرضِك، والمعمرين فيها، ولا تجعلني من المُخربين المُفسدين.
  • اللهُم اقضِ حاجتي، وكُن بعوني، وارحمني، واجعلني يا الله من الحامدين في السراء والضراء.. اللهُم لا تخرجني من دائرة الألطاف إلى أضيقها.
  • اللهُم أسألك خير ما في سفري، فارزقني واعنني واحفظني، اللهم افتح لي خزائن رحمتك رحمة لا نذق بعدها عذاب الدنيا أو الآخرة.
  • اللهُم إني أستودعك أهلي وأحبائي وذُريتي فأحفظهم بعينك التي لا تنام، وارزقني ما يكفيهم ويرضيهُم، ولا تحوجني أو تفقرني لأحدٍ سواك.
  • أعوذ بالله من شر ذلك البلد وما فيها، اللهُم هوّن عليّ سفري، فأنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل.
  • ألجأ إليك بضعفي يا الله، أن تُعينني وتوفقني، وتمنحني الخير أينما ذهبت.
  • اللهُم بك أستعين، وعليك أتوكل، اللهُم ارزقني من الخير أكثر مما أطلب، فأنت واسعٌ عليم ورحيم.

اقرأ أيضًا: أدعية عند النوم

أدعية للسلامة في السفر

الدُعاء هو طلب المعونة من الله تعالى في كافة أمور حياة المؤمن، لاسيّما إن كان مُقبلًا على سفر، فيطلب من الله السلامة في طريقُه، وأن يرزقه من حلالِه عن حرامِه.. فهو سُبحانه الحافظ من كُل شيء في كُل مكان.

  • اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطلعا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كله ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، في بابك واقفون، ولجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم.
  • اللَّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، اللَّهُمَّ اكْفني ما هَمَّني وَمَا لا أَهْتَمُّ لَهُ، اللَّهُمَّ زَوِّدْنِي التَّقْوَى، وَاغْفِرْ لي ذَنْبِي، وَوَجِّهْنِي لِلْخَيْرِ أيْنَمَا تَوَجَّهْتُ.
  • اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداود -عليه السلام-، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا علام الغيوب أطفأت غضبهم بلا إله إلا الله، واستجلبت محبتهم
  • اللهم اجعل من سفرنا هذا سببًا لمغفرة ذنوبنا، وتقبل دعائنا.
  • اللَّهُمَّ بِكَ أسْتَعِينُ، وَعَلَيْكَ أتَوَكَّلُ، اللَّهُمَّ ذَلِّلْ لي صعُوبَةَ أمْرِي، وَسَهِّلْ عَليَّ مَشَقَّةَ سَفَرِي، وَارْزُقْنِي مِنَ الخَيْرِ أكْثَرَ مِمَّا أطْلُبُ، وَاصْرِفْ عَنِّي كُلَّ شَرٍّ، رَبّ اشْرَحْ لي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أمْرِي، اللَّهُمَّ إني أسْتَحْفِظُكَ وأسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَدِينِي وأهْلِي وأقارِبي وكُلَّ ما أنْعَمْتَ عَليَّ وَعَليْهِمْ بِهِ مِنْ آخِرَةٍ وَدُنْيا، فاحْفَظْنَا أجمعَينَ مِنْ كُلّ سُوءٍ يا كَرِيمُ.
  • سبحانك الله وبحمدك لا إله إلا أنت، اللهم اغفر لي ذنبي، اللهم اجعلنا من العابدين الطائعين الصابرون.
  • كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا.. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
  • سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، سبوح قدوس رب الملائكة والروح أغفر لنا ذنوبنا وتوفنا مع الأبرار.
  • سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، اللهم أغفر لي ذنبي، اللهم اجعلنا من العابدين الطائعين الصابرون.
  • رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي.
  • اللهمّ افتح لنا خزائن رحمتك، اللهمّ رحمة لا تعذّبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقًا حلالًا طيبًا، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكرًا، وإليك فقرًا، وبك عمّن سواك غنىً وتعفّفًا.
  • اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنّا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا.
  • اللهم إنا نسألك أن تمسح عنا أوجاعنا، وتنور ظلمات ليالينا، اللهم اسقنا فرحا، وارزقنا من كل مداخل الخير، اللهم يا قوي من للضعيف غيرك، اللهم يا غني من للفقير غيرك، اللهم يا عزيز من للذليل غيرك، اللهم اغننا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضلك عمن سواك.

بالتمعُن في المنهج النبوي الكريم تظهر قيمة القدوة، فكلما استقى امرؤ منه كان إنسانًا، صالحًا، حامدًا، شاكرًا، وأسوة حسنة لغيرُه.