دعاء لدفع البلاء والمصائب عند أهل البيت هو الوسيلة الأفضل للتخلص منها، فيتعرض المُسلم إلى الكثير من الفتن والمصائب طوال حياته، ومن بينها ما يُمكن أن يُدمر حياته ويجعله غير قادر على مواصلتها بشكل طبيعي، لكن الله دائمًا ما يكون خير المُعين، ومن خلال موقع سوبر بابا نتحدث معكم باستفاضة عن أفضل دعاء لرفع البلاء عن أهل البيت يُمكن الاستعانة به.
دعاء لدفع البلاء والمصائب عند أهل البيت
عندما يقع على المسلم بلاء من ابتلاءات الحياة الدُنيا لا يكون عليه سوى الصبر والاحتساب عند الله مع دعائه بأن يرفع عنه الابتلاء ويهوّنه عليه، فإن العبد هو الضعيف والله خير مُعين له على الصبر والتحمل.
على كل حال فإن الله لا يبتلي المُسلم بشيء إلا ويمنحه الطاقة اللازمة لتحملها، ومن خلال ترديد دعاء لدفع البلاء والمصائب عند أهل البيت يُمكن تخطي البلاء بسهولة يتعجب لها أهل الأرض والسماء.
- يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم فرج همنا ويسر أمرنا، وارحم ضعفنا وقلة حيلتنا، وارزقنا من حيث لا نحتسب يا رب العالمين، اللهم إني نسألك أن تجعل خير عملنا آخره، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه، إنّك على كل شيءٍ قَدير.
- اللهم إنا نسألُك العفوَ والعافيةَ، في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إنا نسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيننا ودنيانا وأهلنا ومالنا، اللهمَّ استُرْ عورتنا، وآمِنْ روعتنا، واحفظنا من بين يدينا، ومن خلفنا، وعن يميننا، وعن شمالنا، ومن فوقنا، ونعوذُ بك أن أنغْتَالَ من تحتنا.
- يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم أغثني وأنزل رحمتك عليّ واكفني شر ما وجدت.
- اللهم ولي النعم وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة، لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.
- اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همي، ولا تجعل مُصيبتي في ديني، فاكتبني عندك من عبادك الصالحين، وتقبل توبتي، وأصلح لي شأني، واحفظني بعينك التي لا تنام.
- اللهم إني أسألك صبر الشاكرين، وعمل الطائعين ويقين العابدين، اللهم أنت القوي المتين وأنا عبدك البائس الفقير، أنت الغني الحميد وأنا العبد الذليل، اكفني ما أهمني وابعد عني كل سوء وحزن وهم.
- اللهم إنك تحب كل عبد لحوح في الدعاء، وأنا عبدك الفقير إليك، أرفع يدي وأتضرع باكياً، أن ترفع عني كل سوء وبلاء، وأن تبعد عني شر القضاء، وأن ترزقني الخير كله، وتبعد عني الشر كله.
- اللهم أنت القوي والغني، وأنا عبدك الضعيف والفقير أمامك، فلا حول ولا قوة إلا بك، فاللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي، وارزقني باليسر بعد العسر، فأنت رب المستضعفين لا إله إلا أنت، فأسألك راحة في الدنيا، ونعيماً في الآخرة.
- اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- ربِ إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.
- إلهي أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته، أن تكشف عني ما بي من ضرر إنك غفور رحيم يا أرحم الراحمين.
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وأعيذ نفسي وذريتي وبيتي وأهلي ومالي من شر ما خلق.
اقرأ أيضًا: دعاء اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض
دعاء من السُنة النبوية لدفع البلاء
لقد جاءنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بعِدة أدعية ترفع البلاء والمصائب عن المُسلم وأهل بيته إذا قاموا بترديده كما نُقِل عنه، واتباعًا لسُنة نبيّ الله نعرض لكم تلك الأدعية فيما يلي:
- الراوية عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ علَّمَها هذا الدُّعاءَ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا” صحيح ابن ماجه.
- رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه: “مَن قال: بسمِ اللهِ الذي لا يَضرُ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمِ ثلاثُ مراتٍ، لم تصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُصبحَ، ومَن قالها حينَ يُصبحُ ثلاثَ مراتٍ لم تُصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُمسي” صحيح أبي داود
اقرأ أيضًا: دعاء الحفظ من كل مكروه
أفضل دعاء لدفع البلاء قبل وقوعه
على الرغم من أن الله قد حفظ لكلِ عبد من عباده قدره وقضائه في الحياة الدُنيا، إلا أنه من الممكن تغيير هذا القدر بمناجاة الله والتضرع إليه في كل وقت وحين، مع مراعاة استيفاء آداب الدعاء وشروطه.
إن هناك الكثير من صيغ أدعية رفع البلاء قبل وقوعه التي يُمكن أن يُرددها المُسلم حتى ولو كان في حالة رخاء في الدُنيا، فهو لا يعرف ما المُقدر أن يحدث له بعد دقائق قليلة.
- يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.
- اللهم فلا تخيبني بهم من نائلك، ولا تقطع رجائي من رحمتك، ولا تؤيسني من روحك، ولا تبتليني بانغلاق أبواب الأرزاق، وسداد مسالكها وافتح لي من لدنك فتحا يسيرا، واجعل لي من كل ضنك مخرجا وإلى كل سعة منهجا إنك أرحم الراحمين، وصلى الله عليه محمد وآله الطيبين الطاهرين آمين رب العالمين.
- اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت، لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض، وربّ العرش العظيم.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرْكِ الشَقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ، وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ، وَالجُبْنِ، وَضَلْعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.
اقرأ أيضًا: دعاء بالصحة والعافية وطول العمر
أجر الصبر على البلاء
أحيانًا يرى الله أن الاستجابة لن تحوي الخير للعبد الداعي، فيؤخرها عليه ليوم يحتاجها فيه، وهو يوم القيامة العظيم، فيعتقد المُسلم أن الله لا يريد له الخير أو أنه غير راضِ عنه، ولو علم الحقيقة لظل ساجدًا شُكرًا لله بقية حياته.
فقد كان الأنبياء هم الأكثر عُرضة للابتلاء، وكثيرًا ما كانوا يتعرضون إلى ما لا يُمكن احتماله من قِبل أهلهم وأقوامهم، بينما كانوا من عباد الله الصالحين الصابرين، يحاولون بكل ما لديهم من طاقة أن يجتهدوا في طاعة الله والصبر على اختباره.
جاء الدليل على ذلك في حديثٍ شريف مرويّ على لسان سعد بن أبي وقاص: “قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثَلُ، فيُبتلى الرَّجلُ على حسْبِ دينِه، فإن كانَ في دينهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ على حسْبِ دينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي على الأرضِ ما عليْهِ خطيئةٌ” صحيح الترمذّي.
جدير بالمعرفة أن المُسلم يؤجر على صبره واحتساب البلاء الذي أصابه عند الله سبحانه وتعالى، وقد أكد على ذلك في مواضع عديدة من القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة يُمكن الوصول إليها بسهولة للتيقّن من الحُجة، ومن أبرز نماذج أجر الصبر على ابتلاءات الدُنيا:
1- تكفير الذنوب ومحو السيئات
يغفل الكثيرون عن أخطاء يفعلونها غير مُدركين مدى عقوبتها عند الله ومن رحمته بهم أنه يبتليهم بمصائب الدُنيا ليُكفّر عنهم تلك سيئات تلك الأعمال، وهنا يُمكننا استشعار عطفه على عباده، فقد ابتلاهم في الدنيا وهو الابتلاء الأهون، ليُزيح عنهم ابتلاء الأخرة، وهو الأعظم الذي قد يجعلهم خالدين في النار إلى يوم يشاء.
جاء الدليل على ذلك في السُنة النبوية الشريفة في عدة أحاديث منها المرويّ على لسان أبي هريرة رضي الله عنه:
- “ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في نفسِهِ وولدِهِ ومالِهِ حتَّى يَلقى اللَّهَ وما عليْهِ خطيئةٌ” صحيح الترمذّي.
- “ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ” صحيح البخاري.
- “مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُصِبْ منه” صحيح البخاري.
نُدرك من تلك الأحاديث أن الله ما يبتلي عبدًا إلا وكان يُحبه، ويرغب في مغفرة ذنوبه له قبل أن يأتي يوم حسابه، حتى إذا التقى به يكون طاهرًا من كل ذنب أو إثم قد يُعاقب عليه، وهو ما يأتي على عكس ما يتوقعه أصحاب البلاء.
2- الحصول على بشرى الصابرين
لقد وعد الله الصابرين ببُشرى الخير والبركة في الحياة الدُنيا والآخرة على حدٍ سواء، وما الابتلاء إلا لطريقة يمتحن المُسلم بها ويختبر مدى صبره وإيمانه به ورضاه بالقضاء والقدر، فإن نجح في هذا الاختبار كان له من الخير ما لم يتوقع، وقد جاءت الأدلة على ذلك في مواضع عديدة من الذِكر الحكيم، من أبرزها:
- “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” الآية 155-157 من سورة البقرة.
- “قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ” الآية 10 من سورة الزمر.
3- استشعار وجود الله
جاء قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” الآية 153 من سورة البقرة ليُبشر الصابر بواحدة من أجلّ الأجور التي يحصل عليها، وهي أن الله دائمًا ما يكون قريب منه.. يخفف عنه ويهوّن عليه تعبه وألمه الناتج عن ابتلاء ما، سواء كان في ولده أو جسده أو أمواله، وما أعظم من أن يستشعر المُسلم وجود الله معه في كل وقت وحين.
4- التقرب إلى الله والتوبة النصوحة
إن الابتلاء لهو أفضل وسيلة قد يتبعها الله بهدف تقريب عبده إليه عندما يرى أنه يبعد عن طريق الحق، فيبتليه أي نوع من البلاء حتى يتضرع إليه بالدعاء، وبينما يعتقد المُسلم أن الله قد ابتلاه ليحجب عنه الخير والبركة في حياته، يكون الله هو أفضل مُخطط ومُدبر لأمره.. يبتليه ليجذبه إليه ويوطد علاقته به، وهو ما يحتاجه العبد وليس الرب.
جاء الدليل على ذلك في قوله تعالى: “وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” الآية 168 من سورة الأعراف، والمقصود من الرجوع هُنا هو العودة إلى طاعة الله والنظر فيما ينفع يوم الحساب بدلًا من الانشغال بشهوات الدُنيا الفانية.
فإن الله لا ينظر إلى ما رزق الإنسان به من مال وجاه وأولاد، وإنما ينظر لكلِ عبدٍ بما يفعل من أعمال صالحة تمتثل لأوامره، وكلما كان العبد أكثر تقوى، زادت محبة الله له ورضاه عنه.
إن الدنيا هي دار بلاء، فلن يستطيع المُسلم أن يمنع عن نفسه البلاء، إلا بواحدة من أجلّ العبادات التي رزقنا الله فضلها، وهي الدعاء.