دواء ينسى الذكريات المؤلمة لا زالت الأبحاث تجرى عليه حتى وقتنا الحالي للتأكد من مدى أمانه، ولكن التجارب الأولية له قد كانت مثالية، فمن منا لا يحتاج أن يغمض عينيه ويجد نفسه نسى كل ما يرغب في محوه من عقله، لذا نتناول عبر سوبر بابا حقيقة لدواء يمحي الذكريات المؤلمة.
دواء ينسى الذكريات المؤلمة
قد يطرق النسيان باب بعض الأشخاص، ويتمناه آخرين ولا يجدونه، فهل استطاع العلم أن يجد دواء سحري قادر على فعل هذا؟.. في حقيقة الأمر هناك بعض الأبحاث عن عقار يُسمى ميتيرابون، يساعد على تخفيف قدرة الدماغ من استعادة العواطف السلبية والألم.
لكن تأثيره يقتصر على العواطف السلبية التي تأتي مع الذكريات المؤلمة وليس محوها من الأساس، وجاءت دراسة مهتمة بهذا الشأن وأن تناول العقار يخفف من المعاناة النفسية.
ذلك بعد عرض فيلم به بعض الأحداث المؤلمة بجانب الأحداث الاعتيادية على 33 رجلًا، من ثم تم تقسيمهم إلى مجموعات أحدهم حصل على جرعة واحدة من ميتيرابون، والمجموعة الثانية حصلت على ضعف الجرعة بينما الثالثة لم تحصل إلا على عقار وهمي، كانت النتيجة أن من حصلوا على جرعتين من هذا العقار وجدوا صعوبة في تذكر الأحداث السلبية.
اقرأ أيضًا: لماذا تصاحبنا الذكريات المؤلمة لزمن طويل
بروتين ينسى الذكريات المؤلمة
إن علماء بريطانيا وجدوا طرف الخيط الذي يرشدهم إلى المؤشرات الحيوية للذكريات المؤلمة، حيث إن البروتين المسؤول عن تحديد الروابط بين الخلايا العصبية وقوتها يُعرف باسم شانك.
فحسب هذه الدراسة فإن الذكريات ستصبح في يوم من الأيام قابلة للتعديل من خلال التأثير على هذا البروتين وتدهوره، ولكن وجوده لا يضمن عملية التعديل.
فعلى الرغم من إمكانية تعديل الذكريات إلا أنه حتى لآن لا نملك القدرة على تحديد ذكريات بعينها لمحوها ولكن الباب مفتوح لهذه الخطوة في المستقبل.
حقنة نسيان الذكريات المؤلمة
لم يقف العلماء مكتوفي الأيدي أمام الألم البشري الذي يعيق الإنسان من المضي قدمًا بعد أن يتعرض إلى صدمة شديدة أو فقدان من يحب، ونتيجة لهذه الرغبة الملحة قاموا بتطوير حقنة يتم حقنها في الوقت المناسب حتى تؤثر على ذكريات بعينها دون الأخرى.
فمن المعروف أن دواء propranolol المعالج لبعض أمراض القلب، يعمل على إرباك الذاكرة بشكل عام، ولكن إذا استطعنا استعادة الذكريات المؤلمة وأثناء حديث الشخص عنها، قمنا باستخدام هذا العقار سيتم محو الذكريات المؤلمة.
فبالتعاون مع علماء الأعصاب لتعطيل عملية تخزين الذكريات، أصبح حلم اكتشاف دواء ينسى الذكريات المؤلمة حقيقة، حتى إذا لم نستطيع تطبيقه على الجميع في الأيام الحالية، ولكن المستقبل سيأتي بالمزيد حينما يتم إجراء الدراسات الكافية.
اقرأ أيضًا: تجربتي في علاج الزهايمر
طريقة التعافي من الذكريات المؤلمة
إن الذكريات المؤلمة المترسخة في العقل من شأنها أن تعرقل الحياة بأكملها وتزيد من حزن المرء، لذا فيما يلي نتناول الطرق الصحيحة التي تساعد في النسيان بدلًا من دواء ينسى الذكريات المؤلمة:
1- استشارة الطبيب النفسي
في بعض الأحيان نواجه الألم ولا نستطيع التغلب عليه، فلا حرج من استشارة الطبيب النفسي فكما يتعب الجسد كذلك تنهمك النفس، لكن للأسف ثقافة الاعتناء بالصحة النفسية غير منتشرة في مجتمعاتنا العربية، فاليوم يجب أن تعترف أن الألم شيء طبيعي وإن لم تقوَ على محاربته فبعض المساعدة لا بأس بها.
حيث إن الطبيب النفسي سيقدم لك بعض الخطوات للتعافي من هذا الشعور، وسيخبرك كيف تتقبل الألم، وتعامل مع الذكريات المؤلمة وسيقدم الحلول على حسب المشاعر السلبية التي تشعر بها.
2- مقاومة الحزن حتى النفس الأخير
الحزن كالعدو في أغلب الأحوال يأتي ليسلب منك الحرية والإشراق فلا تستسلم له، وناقش الأفكار السلبية وحدد هل كان لك أي ذنب في كل هذا أم أنك المفعول به ولا تقدر على المسامحة.
فاحمل سلاح الأمل والإرادة وقاوم هذا الحزن بكل ما فيك من قوة، فهذه المعركة بها فائز واحد فقط ولن يكون حزنك، أو ذكرياتك التي لم تعد إلا من الماضي السحيق، بل إرادتك وأملك وأهدافك القادمة هي ما ستنتصر.
3- عودة الحياة إلى طبيعتها
أحيانًا يحتاج الشخص الجلوس بمفرده ومراجعة كل المشاعر المتراكمة بداخله وعلى الرغم من أن هذا صحيح في بعض الأوقات إلا أنه في الأوقات الأخرى يحتاج أن يندمج في الحياة.
لذا فليذهب إلى عمله ويرى أصدقائه ربما تكون في بداية الأمر أصعب المهام على الإطلاق، ولكن مع مرور الوقت ستحل محل الذكريات المؤلمة غيرها.
فستشغل الحياة اليومية تفكيرك وستسكن أهدافك وأحلامك داخل قلبك، وابعد عن الأشخاص السلبيين أو غير الداعمين في هذه المرحلة، لأنه من الأفضل خلق مساحة جديدة بعيدًا عن كل من مشارك في الآلام وبداية صفحة جديدة، واترك لنفسك المساحة الشخصية اللازمة.
4- الألم جزء من الحياة
لا يجب أن تستخف بألمك أو ألم شخص آخر، فنحن في هذه المرحلة من الحياة نحتاج إلى الدعم والإرشاد النفسي، ولكن الآلام هي ما تجعلنا ننضج.
فكن على يقين أن الحياة لا تتوقف على شخص أو شيء ما، وأنك قادر على مواجهة الخذلان، وتغيير ألم الماضي إلى مستقبل مشرق من خلال التركيز على اللحظة الحالية وعيشها بأفضل طريقة ممكنة.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الوسواس القهري والاكتناز القهري
5- آمن أنك تستحق الأفضل
إنك لا تستحق أن تبقى حزين لفترة طويلة، ولا يجب أن يعرقل حياتك القادمة موقف أو شخص، فأحب نفسك وقدم لها الأفضل، وخذ بيدها حتى تتجاوز الآلام واجعل من ألم الماضي دافع للمستقبل حتى تعوض اللحظات التي عشتها مع الشخص الخاطئ، وتعوض الأوقات التي قضيتها وسط بيئة لا تتناسب معك.
دواء ينسى الذكريات المؤلمة ربما يكون الحل لألم الذكرى الشديد حينما ينتهي البحث فيه، ولكن إذا نظرنا من خارج الدائرة ستحدد هل حقًا هذا الألم يستحق الدواء أم أنه في الغد سيكون مجرد ذكرى تخبرنا كم كنا أقوياء وتجاوزنا كل هذا بمفردنا.